سيادة الرئيس.. الى الامام سر يا جبل المحامل - احسان الجمل
كلنا بكينا الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مماته، رغم ان الكثيرين لم يرحموه في حياته، كان رمزا وقائدا وملهما لكل الثوار في العالم، واضحت الكوفية ايقونة كل الطامحين الى الاستقلال والحرية. التاريخ يعيد نفسه، او انه يستمر في سياقه، فهذا الخليفة، الرئيس ابو مازن يتعرض للحملة نفسها، وبالادوات نفسها، ويتعرض لمحاولات الاغتيال السياسي، ولا نعرف ما بعد ذلك، لا لشيء سوى انه تمسك بالنهج نفسه وحافظ على الثوابت، ولو باسلوب مختلف. تشتد المؤامرة على قضيتنا بشخص الرئيس من خلال عوامل متعددة. العامل الاول الاسرائيليون وخلفهم الامريكيون، يحاولون التشكيك في مصداقية الرئيس للوصول الى حل للصراع، من تصريحات اوباما الى نتنياهو، والتي كانت تحتاج الى رد فلسطيني اقوى واوضح، نعم نقر بقوة امريكا ودورها، ولكن لا يمكن ان نقبل انحيازها، فهي اما ان تكون راع نزيه، او علينا وضع النقاط على الحروف، مستفيدين من جملة التغييرات في العالم، واعادة التوازن الدولي، حيث لم تعد امريكا القطب الاوحد، ولو كانت من الدول الكبرى. وكما امتلكنا القوة والشجاعة لوقف المفاوضات حين اصبحت بلا طائل، وطالبنا بالتزام اسرائيل بالاعتراف بالدولة في حدود العام67 ومرجعية القرارات الشرعية ووقف الاستيطان، نستطيع ان نحدد موقفا من امريكا حتى تعدل من التواء موقفها المنحاز. العامل الثاني المصالحة الفلسطينية واستعادة وحدة الوطن هدف استراتيجي يتمسك به الرئيس ويمتلك الارادة الوطنية والسياسية الصادقة، وهو مصر اكثر من اي وقت مضى على تحقيقها، لما تمثله من اذى وضرر للقضية الفلسطينية، التي انهكها الانقسام البغيض،وأثر على تحركنا ومشروعنا الوطني. تجاوز الكثير من الجراح والالم، وتسامح مع من استباحوا دم ابناء شعبهم، وطوى صفحة سوداء لا تطوى دون حساب وعقاب، ورغم ذلك يخرج السفاحون علينا بفتاوٍ، وتصريحات تؤكد عدم نيتهم وجديتهم بتنفيذ المصالحة، لانها تمس مشاريعهم الخاصة واحلامهم الوردية. ويحاولوا ان يزيفوا مواقف الرئيس، ويوزعون الاتهامات، والاسخف انهم يربطون مواقفه بالاملاءات الامريكية والاسرائيلية، وهو الذي تحداهم مرارا وتكرارا في الدفاع عن حركة حماس باعتبارها احدى مكونات النسيج الوطني الفلسطيني، هم يريدون امارة على مقاس احلامهم، وهو يريد دولة على مقاس طموح شعبنا وقدرته الحالية. اذا اخذنا العامل الاول والثاني نراهما يأتيان في سياق الصراع المكشوف بين الشعب الفلسطيني والاحتلال وحلفائه في العامل الاول، وبين مشروعين سياسيين في العامل الثاني احدهما يمثل الشرعية، والثاني يمثل حالة الانقسام. برز عامل ثالث بادوات فلسطينية، لكنه ليس بقرار فلسطيني، واخذ وجوها متعددة في توقيت واحد، رسم اكثر من علامة استفهام؟؟؟؟ فالوضع الامني في جنين، ومحاولة ترسيخ الفلتان الامني، والقيام بتجاوز القانون، واشاعة الفوضى لتقويض السلطة والقانون واظهار عجزهما. والوجه الاخر هو ليس فقط محمد رشيد شالوم، بل الدور المكلف به محمد رشيد، فهو كشخص لا يمثل سوى قناع مزيف تسلق سلم الثورة، ونال ثقة بعض قياديها، ثم انقض عليها كالفريسة. من يراجع مقالات محمد رشيد شالوم، لا يجدها مجرد حالة انفعال شخصي ورد في هذا الاطار، بل هو عمل ممنهج هدفه الانتقاص من شرعية وتمثيلية القيادة وعلى رأسها الرئيس ابو مازن، ونرجسية فائقه بحقه وحق مجموعة لها اشكاليات تنظيمية وحركية امتدح بها، شوه حقائق، وصور نفسه بطريق نرجسية وكانه صانع القرار، ومهندس العلاقات للقضية. والاشخاص الذين يدافع عنهم هناك علامات استفهام على دورهم في احداث جنين. ثم يصل الموضوع بأن ينشروا في مواقعهم ان رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج قد كلف من قبل الرئيس بملاحقة محمد رشيد شالوم وقتله!!!!!!. هل هناك عقل ومنطق يصدقان ذلك؟ ومتى كان هذا الاسلوب، سائدا في ثقافة وفكر الثورة وحركة فتح، وهو الذي يشهد انها كانت ديمقراطية سكر زيادة. كما خصص مقال للتهكم بطريقة العتاب على المناضل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول ابن الغربي واب الشهيد جهاد. لانه قال كلام حق. هل هذه ذاكرة سياسية وطنية؟، ام صورة من صور الانهزام والخيانة والعداء للمشروع الوطني؟، وهذا التشويه للوقائع، وهو الذي قال انه كان يتردد على مكتب الرئيس ابو مازن، فلماذا اذن صمت كل هذا الوقت؟ ام انه اليوم اصبح اداة لجزء من مشروع تأمري يستهدف النيل من صمود الرئيس والقيادة الفلسطينية التي تصمد بوجه كل الضغوط التي تمارس عليها. لا يمكن من ناحية الشكل والمضمون والتوقيت فصل العامل الثالث عن العاملين الاول والثاني، فالهدف هو الاغتيال السياسي للقيادة السياسية وعلى راسها الرئيس ابو مازن، وفرض شروط لتمرير مشاريع سياسية على حساب الحقوق الوطنية . ايها الرئيس سر الى الامام، فالبعض كالفطريات يعيشون على جذوع الاشجار الباسقة ليتغذوا منها، ثم يؤذونها، ومحمد رشيد شالوم من هذه الفئة، التي ربياناها ورعيناها، وشدينا ساعده، وعندما اعتقد انه اشتد رمانا، لكن سهامه لن تكون إلا كرتونية.