ألا شبعتم من أكاذيب خطاباتكم !!- ساهر الأقرع
من يزرع الشوك يجني الحنــــظل ، ومن قدم الجمعة يجد السبت قدامه .... إن الحزب الحاكم في قطاع غزة يفهمه الساذج فقط إنها التفنن في استعداد الشعب وزرع الويلات والمآسي في كل بيت وحارة وشارع ... والزعامة ليست كرباجاً يسلطه المغتر بقوته على ظهر شعبه ليرسم ( خارطة ) الألم عميقاً .. فبقدر الألم المصنوع ... وأضعافاً مضاعفة سيتألم الحاكم نفسه حينما يُحشر في الزاوية ... وبقدر دعاء مناصريه وعناصره بطول العمر إبان قوته بقدر ما ( يشمتون ) به عندما يسقط كالجمل وما أكثر السكاكين في ذلك الوقت ...
الإعلام سلاح مخادع من المفروض أن يكون موجهاً ( لترويض ) الجماهير ولكن يعجز عن خداع الحاكم نفسه فيصدق ما يقوله للناس وما يسمعه من حناجرهم الملوثة المرعوبة من حد المقصلة فيتغني بحب الجماهير له وتقلبهم لأفعاله و قبل أن أظلم لساني بلفظ أسماء وسيرة بعضهم القبيحة أردت أن أعطره بما قدمت عائلات مناضلة مئات الشهداء ، وكما أنكم تعرفون أنه لكل قاعدة شواذ ، فإن في مقالي من شـذوا عن سِـيَر عائلاتهم النظيفة ، فقد قررت وعلى وجه السرعة أن أُجرى مقارنة سريعة وليعذرني في ذلك الشهداء الذين قضوا نحبهم من أجل فلسطين ، حيث أن الفارق كبير جداً ، ولكن المقام هنا من أجل كشف النقاب عن هذه الوجوه الخائبة التي تجـلد شعبها لحساب الأجندات الخارجية الرخيصة .
شتان بين المناضلين الذين يغارون على أعراضهم ومدنهم وقراهم فيقتلون في سبيل الله من أجل الدفاع عنها ، وبين من يتربص بشعبه وبأمته وبدينه .
وشتان بين القادة الذين مازالوا محافظين علي وحدة الشعب الفلسطيني وعلي حرمة دمه والدفاع عنه من الاحتلال الصهيوني ، وبين الأحجار الميتة الذين لم يفيقوا من سكرهم بعد ، فلم يعودوا يعرفون ماذا يفعلون .
إن منظمة التحرير هي الإطار الأم للسلطة الوطنية والمسئولة عن حكومتها ، وأقول ذلك صحيحا أصلا ، أما عن مجيء "حماس" إلى الحكومة أو السلطة فإنها جاءت لتضع حداً لمبادئ الخيانة والتنازل عن الحقوق والثوابت ( كما تقول ) ، والتي اتخذها البعض منهجا للاستسلام والانبطاح على طاولة المفاوضات . بكل صراحة إنـه لا احترام للعفاريت التي خانت شعبنا ووضعته في نكبة جديدة ، وخانت ثوابته ، وخانت الشهداء الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل فلسطين ، ومن أجل أن تعيشوا ، لا إحترام لهذا التاريخ (الانقلابي) الذي مثّل تنازلا واضحا عن أكبر جزء من عقيدتنا ، وتفريطاً جلياً بحقوقنا وثوابتنا ، فعُقِدَت الاتفاقيات الخائبة في عواصمهم سواء والتي تم الاتفاق فيها علي بيع أشـلاء شعبنا ، كفاكم مهاترات ... كفاكم قتل في أبناء شعبكم ... كفا ألسنتكم كذباً ... فالشمس لا تُغطى بغربال ، وشمس الحقيقة لا تحجُبها الأكاذيب ، وستبقى دماء الشهداء صخرة تتحطم عليها كل المؤامرات والأجندات الخارجية ، وستكون كذلك شوكة في حلق كل المتخاذلين القتلة والمفرطين والكذابين .
saher_1977@windowslive.com