الأغا بمؤتمر "شؤون اللاجئين": يجب مواصلة الدعم العربي والعالمي لقضية اللاجئين
شدد رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الأغا، اليوم الأحد، على أهمية مواصلة الدعم العربي للقضية الفلسطينية وتعزيز حقوق اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لسد العجز الذي تواجهه.
جاء ذلك خلال كلمته أمام افتتاح الدورة الـ88 لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة، الذي بدأت أعماله بمشاركة وفود من الأردن، ولبنان، ومصر، وفلسطين، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بالإضافة إلى الأمانة العامة للجامعة العربية.
وأكد الأغا أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف بالغة الحساسية والدقة من تاريخ قضيتنا الوطنية ومسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال جراء سياسة إسرائيل العدوانية المتطرفة التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني، مشددا على أن تصاعد الممارسات الاحتلالية والعدوانية من خلال تسارع عمليات الاستيطان وابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، وتعريض شعبنا لصنوف القتل والتنكيل وحرق المساجد التي كان آخرها إشعال النار في مسجد قرية جبع شمال القدس على يد المستوطنين.
وقال إن مواصلة حكومة الاحتلال في بناء الجدار وسن القوانين العنصرية الرامية إلى تمرير سياسة الترحيل القسري لأهلنا في النقب والأرض الفلسطينية المحتلة عام 48 عبر هدم مئات البيوت المأهولة بالسكان وتدمير عشرات الآبار من المياه والمزارع وحظائر الأغنام والمواشي.
وأشار إلى أن أطرافا دولية تحاول إلغاء دور الأونروا عبر التقارير التي نشرت حول مشروع الكونغرس الأميركي في لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأميركي يطالب وزارة الخارجية الأميركية بحصر أعداد اللاجئين الذين غادروا فلسطين بسبب النكبة، فضلا عن أبنائهم وأحفادهم"، هذا المشروع الذي تم تصويت عليه بالأغلبية في الكونغرس الأميركي يعطي مؤشرات خطيرة لوجود مخطط أميركي– إسرائيلي لتصفية قضية اللاجئين.
وأكد أهمية استمرارية عمل "الأونروا" في تقديم خدماتها حسب التفويض الممنوح لها في القرار 302 لحين حل قضية اللاجئين حلا عادلا وشاملا، عبر عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها عام 48 طبقا لما ورد في القرار 194.
من جانبه، أكد الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والأرض العربية المحتلة محمد صبيح، أهمية مؤتمر اليوم في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية في ذات الوقت التي تراوح عملية السلام مكانها في حالة جمود تام وشلل كامل.
واستعرض الانتهاكات الإسرائيلية في القدس المحتلة ومقدساتها الدينية المسيحية والإسلامية، خاصة المسجد الأقصى المبارك والتي تمر بمنعطف خطير جراء العدوان، والاستهداف الإسرائيلي الممنهج لتهجير أهالي القدس قسرا، وتشجيع المستوطنين في عدوانهم الوحشي على المقدسات الإسلامية .
واستنكر محاولات الالتفاف على جميع اللاجئين الذين يعانون جراء تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ قرار الأمم المتحدة 194 بالعودة والتعويض، مؤكدا أن الجامعة العربية ستواصل تقديم كل الدعم والمساندة للأونروا وتمويلها وهي العين الدولية الشاهد على مأساة اللاجئين الفلسطينيين وتطالب المجتمع الدولي باستمراره في تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين ومواصلته تمويل الأونروا لتقديم خدماتها وتحذر من المساس بهذه الخدمات والتي سيؤدي نقصها أو توقفها إلى تهديد استقرار المنطقة.
وأكد أنه من المفروض على المجتمع الدولي الكف عن صمته للممارسات الإسرائيلية والمطالبة بالضغط الجاد على إسرائيل لإلزامها للامتثال لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ووضع حد فوري للإجراءات الإسرائيلية، التي تهدد الاستقرار في المنطقة وتجرد حل الدولتين من أي مضمون بل وتضرب عرض الحائط بكافة القرارات الشرعية الدولية ومرجعياتها الثابتة ولكافة قوانين حقوق الإنسان.
ويناقش المؤتمر على مدى 5 أيام قضايا القدس، وجدار الفصل العنصري، والاستيطان والهجرة اليهودية، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، ومتابعة تطورات الانتفاضة ودعمها، ونشاط وكالة الأونروا وأوضاعها المالية، بالإضافة إلى بند حول التنمية في الأرض الفلسطينية.
ويرفع المشاركون في المؤتمر توصياتهم في ختام الاجتماع إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في سبتمبر المقبل لاعتمادها.