رحيل في الزمن الصعب!! - رامي الغف
كم هو صعب أن تفارق الجماهير الفتحاوية قائدها في أحلك ظروفها وفي أشد أزماتها،، وحين تكون في أوج الحاجة له .. وكم هو عسير أن نوضع في مقترق طرق خطير بدون أن يكون لدينا ذلك الملهم الذي نترك له حبل القياد بدون أن نفتش أو نعيي أنفسنا بالتفكير مليا في كيف ومتى وأين ... عند أبا طارق هاني الحسن،،، كانت الإجابات المختلفة للمسائل كلها .. ومنه كانت تصح جميع الحلول وتتضح كل المسائل والدروب .. وفي فقده وجدنا أن ظلام الوطن الفلسطيني قد يطول،، لولا ذلك الإرث الذي تركه والبناء الذي خلفه والوصية التي جعلها عنوانا لمستقبلنا القادم ... نعم أبت أجفان أبا طارق أن تغمض إلا وهو يضعنا في سفينة حركة فتح التي تنجينا من الهلاك وتلقي بنا على شواطيء السلام غير أبهة بالمصاعب والمحن .. كيف لا وهذه الفتح كانت هي التي إحتضنت الوطن وحملت همومه في تلك المرحلة الصعبة والحرجة التي كاد فيها كل شيء أن ينتهي ويصبح تاريخ الوطن بأجمعه ضربا من الأمس البعيد! نعم فكلنا نجد في فتح القادمة وهذه النخبة الخيرة من أبناء الوطن وقادته سفينة نجاة تهدينا السبيل إلى الطريق الصحيح، وتصحح لنا مسارات القادم وتوضح السبيل نحو مستقبل مشرق ننشده جميعا .. لقد فقدنا هاني الحسن وطويت صفحة مليئة بالجهاد والعز والفخار ..ومضى فارس من فرسان الجهاد ضد الإحتلال والإستبداد والإسبعاد وسندفن معه تلك الريح اليبة التي تذكرنا بالراحلين الأوائل من طراز أبو عمار والياسين والشقاقي وأبو جهاد وأبو على مصطفى والقاسم وفيصل .. أولئك الخلص الذين إنتصروا للوطن فجاهدوا فيه حق جهاده وما بدلوا تبديلا ...والعاقبة للمتقين المؤمنين بوطنهم والموقنين بعزة هذا الوطن والقادرين على صون عزته وكرامته .. أبا طارق لقد جاء الرحيل في زمن يصعب فيه الفراق وفي منعطف تتكاثر فيه الخناجر وفي متاهة تضيع فيها الركبان فكيف ونحن نفقد رجلا عرفته الملمات وشهدت الخطوب بمواقفه .. حين فقدنا الأحبه في حركة فتح وقفت أنت في الميدان تعلن إنتصارك على حاقيديهم ...وها أنت ترحل الأن ... وها هم النخبة الطيبة والصحب الخيرون يتبارون ليكون كل منهم هاني الحسن وليكون الجميع قادة وبناة للوطن الكبير ... وداعا يا سيدي ... فنعم الفارس انت .. ونعم الفارس من خلفت من ورائك .. عزاءنا الوحيد ان الرحم الفلسطيني ولود.. وستبقى مسيرتك أبا طارق ناصعة بيضاء ونبراسا لكل الثائرين الأحرار ..
إعلامي وكاتب صحفي
إعلامي وكاتب صحفي