قراءة في اللوحة الفتحاوية ..- د.مازن صافي
يحاول البعض تصوير أن الأمور التي تجري في حركة فتح عبارة عن نفق مظلم مغلق بلا نهاية وبلا هداية نحو النور والخلاص من العتمة .. في الحقيقة ان أصحاب هذا التصوير السلبي هم رهائن رغباتهم ومصالحهم الخاصة البعيدة عن الحقائق التي يعرفها الجميع .. ويظن البعض أن ابقاء الكل الفتحاوي في حالة من الحالة السلبية الداخلية ( ..؟! ) يعني عدم إنجاح برنامج المؤتمر السادس للحركة والذي جاءت توصياته واضحة بإعادة ترتيب الحركة واستنهاضها من كافة الجوانب سواء التنظيمية أو التثقيفية أو السياسية أو الكوادر البشرية وايضا تصليب البنية الداخلية في الأطر كافة والمواقع القيادية .. وبالتالي فإن مجرد البدء في تنفيذ مقررات المؤتمر الساسدس وتوصيات تعبر " حالة ايجابية داخلية " وليس كما يصورها البعض بأنها خروج عن مباديء الحركة والاستفراد بالقرارات .. ان قدر من يتحملوا اضاءة النفق أن يصبروا وان يعملوا وأن يواصلوا حمل مشاعل النور لأنه من الطبيعي ألا يكونوا رهائن تلك الرغبات وتلك الفزاعات التي لا تثمر ايجابية .. لا جدال أن فتح هي موطن النقاش والحوار والنقد والنقد الذاتي في الاطار الذي يُخرج للأعلى معطيات بناء ويصنع أفكار يؤخذ بها تعين في طريق تحقيق الرؤيا ورسم السياسات وتنفيذ البرامج المختلفة ... وفي المقابل اأن هدم هذا الشيء باثارة الأفكار السلبية واغراق الكل في تفاصيل هامشية لن يكون نقد حقيقي أو بناء للمستقبل ، بل المقصود به ابقاء الطريق مظلما بلا اضاءة تمهيدا لوصول من يحمل شموع الانقاذ وأعياد الميلاد والافراح وعودة السلام الداخلي .. والواقع يقول أن هذا ايضا لن يحدث لأن الهدم لا يمكن ان يسمى بناء .. فليس من المعقول أن يتم الهدم تحت أي مسمى .. هدم الابداع غير مبرر وهدم الأطر غير مبرر وتوتير الأطر والهيكل غير مبرر واشاعة فزاعات غير مبررة تحت اي مسمى .. لهذا نقول ان مخزون البناء في حركة فتح يدلل ان هناك من لا يعترفون بالبناء الا وهم سادة فيه او عدم المس بمكتسباتهم ، وايضا لا يسمحون بمرور الماء التنظيمي النقي الا اذا كان عبر قنواتهم وأوعيتهم .. وحين يكون الأمر بعيدا عنهم فإن العمل يكون مباشرة نحو الهدم وتسميم الماء حتى وان مات الجميع .. فالموت هو نفسه النفق المظلم الذي يصور به الحالة الفتحاوية اليوم ... لهذا نقول فتح لن تموت والنفق في نهايتة نور .. ونعم لفتح واحدة موحدة ونعم للترتيب والاستنهاض وقراءة الواقع الحالي والعمل بأبجدياته وليس خيالا .
وأخيرا .. علينا أن نتدبر ونقرأ الاية القرآنية - قال تعالى:"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"الانفال/46