الى متى يستمر الصمت على حماس!!!- وليد ظاهر - الدنمارك
رافق فوز ممثل حركة الاخوان المسلمين بمنصب الرئاسة المصرية، ردود فعل فلسطينية مختلفة، فالقيادة الفلسطينية من جانبها رحبت باختيار الشعب المصري، وركزت على العلاقة التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والمصري، وكذلك ابرزت اهمية الدور المصري في الشرق الاوسط.
اما حركة حماس من طرفها، ملئت الدنيا تهليلا وتبشيرا بالخلافة، ورفعت من وتيرة تصعيدها بحق القيادة الفلسطينية، في حملة ظالمة وغير مبررة ، متجاوزة كل الخطوط الحمراء، تارة باسم ما تطلق عليه "الاعتقال السياسي"، وتارة اخرى بان القيادة الفلسطينية وحركة فتح سيقومان بتزوير "الانتخابات"، على حسب زعمها، وهل ننسى بان حماس في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وضعت الصعوبات والعراقيل الكثيرة في طريق تحقيق المصالحة الفلسطينية، لكن القيادة الفلسطينية ومن مبدأ الحرص على الوحدة الفلسطينية، استجابت وعملت على تذليل تلك الصعوبات والعراقيل.
واليوم تعود حماس الى عادتها القديمة في الاستقواء بالخارج، في سبيل تحقيق اجندتها الضيقة وامارتها الظلامية في قطاع غزة المحاصر.
قد يقول البعض ان في الكلام تحامل وتجني على حركة حماس، ولكن حركة فتح والقيادة الفلسطينية تبرهن كل يوم انهما حريصتان على تحقيق الوحدة الفلسطينية، وبالمقابل تطل علينا حركة حماس يوميا بذرائع وهمية، وتعمل على تزوير وتحريف الحقائق ليس الا للهروب للامام من استحقاق المصالحة، فاذن كيف نفسر رفض حماس الاحتكام الى الشعب، الذي هو مصدر السلطات، وليكن صندوق الاقتراع هو الفيصل.
لكن الذي يظهر ان حماس بعيدة كل البعد عن ذلك الخيار، وهمها الاول والاخير هو التهكم والتهجم على القيادة الفلسطينية وحركة فتح، وأضحت حركة فتح والقيادة الفلسطينية الشماعة، التي تعلق حماس فشلها واخفاقاتها، التي لا تعد ولا تحصى في ادارة قطاع غزة، من قمع وتنكيل ومشاكل في البنية التحتية والكهرباء والصحة .. الخ، ولا شيء يشهد لحماس إلا حركة البنيان الرهيبة التي جاءت من بوابة "غسيل الأموال" و"بركات" الانفاق ودماء الضحايا الشابة الذين قضوا بعد عوز في رطوبة وعتمة !!!.
انه لينتاب المرء الحسرة والمرارة والقرف، من التصريحات والممارسات الحمساوية اللامسؤولة، والتي تصدر للاسف عن اخوة جلدتنا، ولكن صدق الشاعر حينما قال:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة . . على المرء من وقع الحسام المهند
ان التصعيد الذي تقوم به حماس، ليس له الا دلالة واحدة بان حماس تنفذ مخطط ممنهج، وتسعى من وراء تصعيدها الى خلق واقع جديد في ظل التغييرات الاقليمية، معتقدة بأن الوقت قد حان لتنفيذ مخططها القديم الحديث في اعلان قطاع غزة "منطقة محررة"، ولعمري لن يستفيد من هذه الخطوة الا الاحتلال الاسرائيلي.
ان حماس التي استولت على قطاع غزة بانقلابها الدموي الاسود في عام 2007، قد اتخذته رهينة للمساومة، وليكون الدجاجة التي تبيض ذهبا لها، غير مكترثة للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني، فلقد اختزلت القضية الفلسطينية بقطاع غزة، فلم يعد الحديث عن الاحتلال والتحرير واقامة الدولة الفلسطينية وحق العودة، فهذا غير وارد في اجندة حماس.
ولكن التسائل هو أين قوى المجتمع المدني والفصائل الفلسطينية، مما تقوم به حركة حماس، ام انها تغض الطرف عن حماس، خوفا وضعفا او لتحقيق منافع ومكاسب حزبية او شخصية، وسرعان ما نراهم يتسابقون في نقد القيادة الفلسطينية وحركة فتح في حالة الاخفاق ان وجد، فلا نسمع منهم سوى المساواة وتحميل الطرفين مسؤولية تعطيل المصالحة، الى متى يستمر هذا الصمت الفلسطيني على ممارسات حماس، التي ليس لديها الا هدف واحد هو تقويض المشروع الوطني الفلسطيني، ومن ثم اعلان نفسها قيادة بديلة للشعب الفلسطيني، ألم يحن الوقت لنقول جميعا كفى يا حماس ونقف في وجه الافتراء والصلف والتعنت الحمساوي قبل فوات الاوان.