في وداع المعلم ناجي علوش.. مراجعة لآثاره الشعرية - احمد دحبور
برحيل ناجي ابراهيم سالم علوش - الأحد 29/7/2012 - تكون الحياة السياسية والثقافية الفلسطينية والعربية، قد خسرت رمزاً كبيراً في النضال والاستقامة، ويكون قد نالني من الفقدان ما أعادني إلى ذلك الفتى الذي كنته في عمان ودمشق وبيروت، عندما لم يكن يحرجني أن أسميه ملاكي الحارس.. ولم تكن سنواتي الأربع والعشرون يوم ذاك لتتيح لي أكثر من الأسئلة والتعلق بجو المقاومة ومواصلة الكتابة.. في تلك الفترة عرفني أبو ابراهيم، ولأمر ما، آمن بموهبة لدي، فكتب لي مقدمة مجموعتي الشعرية «حكاية الولد الفلسطيني» مبشراً بما آمن به مقترب ثقافي أطلق عليه اسم الواقعية الثورية في الفن والأدب.. ولم يلبث أن أصدر مجموعته الشعرية «النوافذ التي تفتحها القنابل» مؤكدا تصوره الملتزم للأدب، ذاكراً ثلاثة أسماء تهمه من الجيل الجديد هم خالد أبو خالد وأحمد دحبور ومحمد القيسي.. وحتى عندما نضجت تجربتي شيئاً ما، وملت إلى التمرد على الواقعية الثورية حتى انني حذفت مقدمة ناجي من الطبعة الثانية للولد الفلسطيني، ظل الأخ الكبير، إن لم أقل الأب الحنون الذي يتحمل نزوات الشباب ويراهن على الموهبة أساساً.
ولد ناجي علوش في بيرزيت عام 1935، وترحل بين الأردن والكويت ولبنان ناشراً كتبه السياسية والفكرية التي تخللتها مجموعات شعرية، ويعود إليه تأسيس الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين الذي كان أول أمين عام له. وفي مسيرته هذه أدار ببراعة وحس ديمقراطي مجلة «دراسات عربية» التي كان فيها متسع بفضله حتى لمن انتقد بعض كتبه. وانتسب في فترة من عمره إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، ثم فيما بعد، إلى حركة فتح، ولكن عقله المثقل بالأسئلة لم يوفر له موقعاً حزبياً أو حركياً مريحاً، حتى انه عندما أسس حركة التحرير الشعبية العربية، لم يعط انطباعاً بأنه أنشأ موقعاً جديداً، بقدر ما كان واحداً من فريق عمل، على ما لديه من هيبة وكاريزما.
وعندما أذكر كتبه الفكرية والسياسية التي تنوف على العشرين، فإن أول ما يحضرني منها كتاب «الثورة والجماهير» وكتاب «الماركسية والمسألة اليهودية»، ففي الأول وجدتني أمام عرض توثيقي نقدي للحياة السياسية العربية في ضوء الثورة، وفي الثاني شدني الجانب التعليمي التنويري بالنسبة إلى شاب في مقتبل العمر مثلي تحفزه الأفكار اليسارية التي كان ناجي رمزاً لها في فتح. وهذا ما يفسر اقبالنا على قراءته بوصفه معلماً يبدأ من أول السطر في قيادة وعي الشباب، وينطبق على تعلق جيل شاب بمفكر قرن الفكر بالممارسة حتى أصبح نائب القائد العام للمليشيا الفلسطينية، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح.
وهذا ثبت بأعمال ناجي علوش الفكرية والسياسية: «المقاومة العربية في فلسطين - الماركسية والمسألة اليهودية - الثورة الفلسطينية أبعادها وقضاياها - مناقشات حول الثورة الفلسطينية - نحو ثورة فلسطينية جديدة - حرب الشعب وحرب الشعب العربية - التجربة الفيتنامية - الحركة الوطنية الفلسطينية أمام اليهود والصهيونية - حول الخط الاستراتيجي العام لحركتنا وثورتنا - خط القتال والنضال وخط التسوية والتصفية - الخط العالمي الثوري والثورة القومية الديمقراطية حول الحرب الأهلية في لبنان - عودة إلى موضوعات الثورة العربية - حوار حول قضايا الثورة العربية - حوار حول الأمة، القومية، والوحدة - الوطن العربي: الجغرافية الطبيعية والبشرية - الوحدة العربية: المشكلات والعوائق - المشروع القومي من الدقاع إلى الهجوم».
في المشروع الثقافي
وضع ناجي علوش، كما أشرت، خطوطاً أولية لما دعاه بالواقعية الثورية في الأدب والفن، ووجد فريقاً من المثقفين والشعراء يتبنون هذه المدرسة مثل منير شفيق وخالد أبي خالد ونزيه أبي نضال وغيرهم، إلا أنه لم يكن مجرد مبشر نظري، بل انتقل إلى الدراسة التطبيقية، فأنجز بجهد استثنائي دراسة في أدب السياب وشخصيته وحياته، وجمع قصائده الأخيرة ثم رتبها في مجموعة جديدة، هي آخر أعمال السياب وكانت بعنوان «اقبال». وقدم كتابات ومختارات نوعية للمفكرين الرواد بندلي الجوزي وأديب اسحق وعبد الغني العريسي ومحمد عزت دروزة، إلى جانب كتابه النقدي «بعض مظاهر التجديد والالتزام في الأدب العربي».
ولم أشر إلى كتبه التي تناولت جوانب من التجربة الثورية في العالم، لأنها تستحق تصنيفاً خاصاً وبحثاً في حقل آخر من حقول الفكر الانساني.
على أن هذا الجهد الكبير لم يثنه عن مواصلة دوره الشعري، إذ أصدر ست مجموعات شعرية، بيانها كالآتي: «يا طريق الجراح - هدية صغيرة - النوافذ التي تفتحها القنابل - جسور الأشواة - عن الزهر والنار - قصائد أغادير».
ولنعترف أن تصور ناجي علوش للشعر كان أكبر مما حققه، لا لمشكلة في موهتبه وقدراته، بل لاتساع مشروعه الثقافي الذي تداخل في الاختيار السياسي، حتى انه كتب في تقديمه لمجموعته الثالثة، مقالة صريحة بعنوان «حاولت أن أكون شاعراً». والواقع أنه ظلم نفسه حين اعتبر مشواره الشعري الذي بدأ منذ أواسط القرن الفائت، مجرد محاولة.. والجناية التي سببها هذا التواضع تتجلى في أنه أوجد انطباعاً يقول بهذا الرأي المجحف، ولأن الماء يكذب الغطاس، كما نقول في أمثالنا، فليس لنا إلا أن نعود إلى شعره، الآن وهو في دار الحق، لنرى كم أن تواضعه الانساني كان ظالماً لشاعريته التي لا تخفى.
ولنا أن نتساءل، هل كان يرثي والده أم يخاطب نفسه عندما قال:
سلاماً أيها المشحون بالأشعار
والأخبار
سلاماً أيها المطحون في الأحجار
والمسكون بالأشجار
والمعجون بالتربة
لماذا تنشد الغربة
ولم تتعلم الأسفار
منذ نعومة الأظفار
والحقيقة أن أبا ابراهيم قد تعلم الأسفار وحذقها وجربها، لكن فلسطين لم تسافر عنه ولم تفترق عن خطاه، وإذ أقول فلسطين فإنني أجمع فكرة الوطن التي كانت قضية ناجي حتى الرمق الأخير، إلى بيرزيت، بلدته التي زودته بالعناصر الأولى التي تجعل من الانسان شاعراً بامتياز.
طريق التحولات
حين اختار ناجي علوش طريق الثورة، كان يعي جسامة المهمة، فالثورة ليست بمثابة انقلاب عسكري وإن كان فيها من الانقلاب فكرة التقويض والبناء، وناجي الذي بدأ بعثياً قرأ في أبجديات هذه التجربة الرائدة، أن البعث فكرة انقلابية، بمعنى أن التغيير هو الهدف، ولما كان هذا العربي الفلسطيني الجموح، هو ابن اللحظة المتفجرة في منطقة تغلي بالطموح والغضب، فقد كان طبيعياً أن تأتي بواكيره الشعرية، مصدقة محتوى وبناء لتطلعاته الثورية:
وأفقت من نومي على دنيا يموج بها شعوري
دنيا الأباة
دنيا الحضارة والجلال
دنيا الصلابة والنضال
دنيا يظل نداؤها الجبار يهزأ بالعتاة
وهذا القول الشعري، صدر عن ناجي علوش في الكويت عام 1956، أي عندما كان العمر الرسمي للشعر الحديث لا يتعدى عشر سنوات، أما اللحظة التاريخية فهي التي أعقبت اندلاع الثورة في مصر عبد الناصر وشهدت العدوان الثلاثي ورياح الغضب في غير مكان من المنطقة العربية. قد يبدو هذا الخطاب الآن حماسياً احتفالياً، ولكننا حين نراه بعين الرؤيا المختلفة عن السائد يومذاك، يلفتنا كلام يحفل باليقظة والشعور والحضارة ومجابهة العتاة. ولم تكن هذه الأدوات التعبيرية هي الموروثة حرفياً من الخطاب التقليدي، وإذا كان الجديد فيها يتلمس الطريق، فإن الكثير من أدوات الخطاب القديم هناك أيضاً. لهذا لا يفاجئنا الديوان الأول من شعر ناجي حين يأخذ هذا العنوان الصارخ «يا طريق الجراح» على ما في أداة النداء «يا» من ايحاء بالتوجه إلى الآخر مباشرة، وعلى ما يحفل به هذا الديوان من قصائد بيتية - ولا أقول عمودية، وهي قصائد تميل إلى الطول ويبلغ تعدادها خمس عشرة قصيدة من أصل سبع وعشرين.
نلاحظ كذلك أن الشاعر كلما تقدم بالزمن أصبح أكثر اهتماماً بالشعر الحديث المصطلح عليه يومذاك باسم شعر التفعيلة، حتى ليمكن القول إنه منذ قصيدته «أمس في بغداد» المكتوبة عام 1958 لم يكتب إلا الشعر الحديث، ولكنه شعر ظل مقترناً بالخطابة والنبرة العالمية التي تذكرنا بخمسينيات سليمان العيسى، وهذا طبيعي بالنسبة إلى شاعر ذي أفق قومي يحلم بالحداثة عن طريق الثورة المباشرة، إلا أن هذه الحقيقة لا تنفي أنه كتب قصائد «حديثة» في وقت أبكر من تاريخ قصيدته «أمس في بغداد»، مثل قصائد «أغنية الخلود - النرجسة البريئة - بغداد ثوري..» وهي إرهاصات بتوجه جديد لشاعر أراد أن يكون جديداً في اختياراته الوطنية والوجودية والثورية. ومع ذلك يظل ديوانه الأول يتسع لخطاب حماسي قديم من نوع:
بطولاتنا والغد الأكبر نداء تردده الأعصر
وأنشودة الفجر فجر الكفاح ضياء على دربنا ينثر
وإلى جانب ذلك الخطاب ترى في المجموعة نفسها هذا الخطاب الجديد المختلف:
سيزيف يا حقيقة الخيال
يا من يعيش للحجر
لزلة القدر
لست أريد أن أعيش في متاهة الرمال
لقد أمسك بالبوصلة التي ترشده إلى الحداثة منذ أن كان لا يزال يغالب القديم.. وما عليه إلا أن يواصل الطريق.. لقد اختار طريق التحولات.
اليومي والحميم
قبل أن يبدأ مجموعته الثانية «هدية صغيرة» التي وضعته على أرض الشعر الحديث، راح ناجي يجهز خطابه للهمس والبوح، فقد ظل الآخر موجوداً، لكنه الآن آخر مختلف، قد يكون الحبيبة أو الصديق أو حتى صدى النفس، وقد يحن إلى النبرة الشعبية العالمية أحياناً، لكنه صار يجد نفسه أساساً في البوح الانساني والمكاشفة البسيطة، فهو يفتتح «هدية صغيرة» بهذا الهمس:
أما أنا
فليس عندي غير بعض الشعر
حصاد رحلتي وغربتي
هذا الذي لدي
فهل تراه يستحق الذكر؟
بل إن الهدية الصغيرة التي أطلقها عنواناً على مجموعته الجديدة، الأولى في مستهل الحداثة، هي أغنية حب ووفاء لشقيقته الأصغر مي - وهي، للمناسبة، والدة المناضل سلامة كيلة - وعندما ينعطف الشاعر من ساحة الخطاب الصاخب إلى الأخت الحنون، فإن أشياء كثيرة تتغير بما فيها القوام الشعري الذي بات يلامس غنائية السياب في أنشودة المطر، ويستخدم الأساطير الاغريقية والتوراتية مثل أخيل وسيزيف وسدوم وطروادة، فكأننا نعيد قراءة مدينة بلا مطر للسياب ونحن نقرأ:
فيا طروادة ظلت بلا أسوار
تشد دروبها المتوجسات عظام قتلاها
أيمحو الصامدون العار؟
أتحيي بابل المحمومة الثكلى بقاياها؟
على أن هذا التأثر المفهوم بمناخ الشعر الحديث لا يخفي خصوصية ناجي علوش الذي ظل ينهل من تجربته الانسانية التي مكنته من تقديم صوته الخاص. وظل ناجي ذلك الفلسطيني المنذور لأهله الجياع المشردين، وظل ذلك المتمرد المتشوف إلى واقع مختلف وحياة غير هذه الحياة:
ليت لي الصبر فأشقى
فوق ما تحمل أعصابي ويستعصي ثباتي
ليت لي غير حياتي
ولهذا كان من الطبيعي والمتوقع أن يظهر في أشعاره الجديدة «الفجر الجميل» ايذاناً بدفء البيت بدءاً بـ«سيدة البستان» وهي الأم التي قضت قبل أن تفرح بعودته بعد غياب سبع سنوات، و«السراج» الذي هو رمق الضوء في ظلمة الغربة و«البيت»، ولا يبقى له إلا أن يواصل «الرحيل» في مواجهة «الغول» و«العاصفة المداهمة»، ولسان حاله دائماً يردد:
يا أيها الجياع المتعبون والظماء
لا تيأسوا
وهللوا وكبروا: ما أكرم السماء
لكن سماء الشاعر هي ما يحققه نضاله على الأرض: متى تكون الشمس والأشجار للجميع؟ ويسدد نظره إلى الفضاء من خلال النوافذ المتاحة، فإذا بالنوافذ هي الكوى التي أحدثتها طلقات المدافع وهي تهدم البيوت. وها هو الآن يرى من «النوافذ التي تفتحها القنابل» وهو عنوان مجموعته الثالثة.
السترة الكاكية
لقد اهتدى الشاعر إلى ضالته المنشودة، فهذا الذي بشر بالواقعية الثورية عنواناً مطوراً للواقعية الاشتراكية، إنما كان يشير من طرف غير خفي إلى خطه اليساري مع أن السياق العام لفتح، كان يقتضي تأجيل الشعارات الآيديولوجية الفاقعة بدعوى أن العمل الوطني متاح للجميع، ثم إن «الثورية» صيغة تتسع لكل من يلتحق بالثورة، وكان الشعار العام: البقاء للأصلح يشكل صيغة توافقية يعمل تحت رايتها من يشاء العمل في هذه المرحلة الوطنية.
وفي أحد الأيام الساخنة التي شهدت فيها الثورة ما يشبه حرب الشوارع في الأردن تحديداً، يرى ناجي علوش جسداً مسجى في الطريق لشاب قد استشهد مرتدياً سترة كاكية.
فرأى فيه رمزاً للقوى الشعبية التي تنكر ذاتها الفردية خدمة للمجموع، لأولئك الذين لا أسماء لهم، ولكنهم متوجون جميعاً باسم الثورة:
وقال عابر
يا أيها الرجال هل عرفتموه؟
وسهمت من حوله الشفاه والوجوه
.. ولم يكن لديه
شيء يدلني عليه
ولم يصعب الاهتداء إلى الحقيقة، فهو مقاتل من شعبنا «وأن كل مخلص من الكهول في بلادنا أبوه - وكل من بكت عليه، أمه أو أخته - وكل من صادق بندقية أخوه». وكان هذا الرمز الواقعي المدمى كافياً ليرسم صورة مرحلة بأكملها، بل يرتفع الرمز بقوة الواقع حتى ان أول مقطع من أول قصيدة تلي «السترة الكاكية»، كان: قصدنا يافا وإن طال الطريق..
ولا يلبث أن يكتب: زرعنا في ثرى الوحدات اخوتنا.. والوحدات هو الاسم الشهير للمخيم الفلسطيني الذي شهد معارك مجيدة في عمان، وهو، بذلك، رمز للمخيمات جميعاً..!
خط بياني متصاعد
سيصدر ناجي علوش، بعد ذلك، مجموعتيه «جسور الأشواق» و«الزهر والنار».. ثم قصائد أغادير التي كتبها متضامناً مع شعبنا العربي في المغرب إثر الزلزال المروع الشهير.. وظل ناجي في هذه الأعمال وفياً للخط الثوري الذي نذر عمره له معتمداً لغة حارة في وضوحها، شفافة برمزيتها المنفتحة حتى على القارئ البسيط، متصاعدة في وتيرة الالتحام بما كان يدعوه صادقاً خط الجماهير..
وخط الجماهير هذا متساوق مع المستوى الذاتي الذي التحم، عند ناجي علوش، بالمستوى الموضوعي، فكانت قصيدته «سلاماً يا أبا ناجي» أكثر شمولاً من أن تكون مرثية للوالد، و«زيارة في الثلج على قبر أمي» بمثابة دعوة إلى القارئ - الملتزم بالضرورة - للمشاركة في التفجع على الأم وكل أم - أما قصيدته «ماذا أقول لك» فهي وإن كانت مكاشفة حميمة مع الزوجة الحبيبة، التي دعاها لمناسبة أخرى بـ«الرفيقة سميرة»، تظل نداء حاراً لرفيقات الدرب جميعهن بما يتجاوز الاطار الفردي ليغدو صورة تذكارية مخلدة لواقع لا يمحى من الذاكرة.. فهو المنشد «وأغني وجراحي نازفة» حيناً و«عن الدم الذي يزهر في كل المواسم» حيناً آخر.. لأنه صاحب «الحلم المستحيل» الذي هو حلم جيل كامل قابل للتجدد في الأجيال الآتية..
وإذا كان الزخم الموسيقي يتصاعد في «كريشندو» تعبر عن النشيد الشامل، فإن الذروة في هذا الزخم تبلغ بقصيدة «محاورة مع أبي الطيب»، حيث يتماهى الشاعر مع شخصية الشاعر المتنبي الذي لا حد لطموحه في مغزاه القومي، فيكون تشرد المتنبي في البلاد خطاً بيانياً يسير الشاعر على هديه غير عابئ بالمرارات حتى لو أسفر الرحيل الدائم عن الشهادة..
وبالطبع.. لم تكن هذه إلا محاولة أولية لرسم الخط البياني لمسيرة ناجي علوش، في المستويين الفني والانساني، وهي مسيرة لا تستنفدها قراءة واحدة بطبيعة الحال..
التحية لأبي إبراهيم والرحمة لذكراه التي ستمر بنا كل يوم.