مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

احذروا فتنة الأسد التاريخية - موفق مطر

قد لا يعرف كثيرون من الجيل الجديد ان مجموعات خاصة من جيش التحرير الوطني الفلسطيني في سوريا كانت اولى طلائع القوات التي تم انزالها في المرصد العسكري الاسرائيلي الضخم في جبل الشيخ في الجولان المحتل في الساعات الأولى لحرب تشرين اكتوبر 1973 وان هذه القوات استطاعت تحرير المرصد قبل ان تعاود احتلاله قوات الجيش الاسرائيلي بسبب انقطاع الامدادات والتعزيزات اللوجستية, فكأن قيادة الأركان السورية ارادت التضحية بضباط وجنود فلسطين في عملية كان تحقيق الهدف منها اشبه بالانتحار نظرا لطبيعة الميدان «قمة جبل الشيخ المطل على فلسطين ولبنان وسوريا» واعتبارا لتحصينات الموقع الاستراتيجي, اذ يعتبر أهم موقع عسكري اسرائيلي في جبهة الجولان, فهناك قال دايان وزير جيش اسرائيل بعد انشاء المرصد بعد احتلال الجولان : «الآن استطيع ان أرى وأسمع ماذا يفعلون في الباكستان»! نظرا لقوة ومدى أجهزة الرصد والاستطلاع في الموقع..اما بطولات افراد وضباط هذا الجيش على جبهة الجولان في الحروب التي خاضتها سوريا ضد اسرائيل فان أسماء شهداء هذا الجيش من اجل فلسطين على شواهد أضرحتهم والأوسمة الممنوحة لهم ولألويتهم وكتائبهم ليست وحدها الدليل وحسب بل ان شهادات العسكريين السوريين على اختلاف مراتبهم العسكرية تؤكد بطولاتهم في مواجهة قوات الاحتلال لايمانهم ان جيشهم ما كان الا من اجل تحرير فلسطين.
اليوم وبعد حوالي اربعين عاما، يسعى بشار الأسد لانتقام دموي من الفلسطينيين عبر زج هذا الجيش الوطني الفلسطيني في حملة جرائمه ضد الانسانية وهجمات الابادة والمذابح بحق الشعب السوري, فكانه قد اقسم على ألا يغادر منصبه او الحياة الا وقد جعل بين الشعب الواحد "الفلسطينيين والسوريين" نهرا من الدماء, وزمانا لا ينتهي من الثأر والانتقام والكراهية, مستخدما قائد هذا الجيش طارق الخضرا, تماما كما فعل أبوه حافظ الأسد الرئيس الذي اورثه هذا الطابع الوحشي والدموي في حل الأمور عندما استخدم احمد جبريل في حربه على المخيمات الفلسطينية في لبنان انتقاما من القيادة الفلسطينية التي رفضت التعامل معه والخضوع لمخططه في ضرب القوى الوطنية والتقدمية في لبنان في العام 1976 وبعد انكشاف مؤامرته وتواطؤه مع شارون في الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 1982 , والهم من كل ذلك عندما نما لعلمه موقف الرئيس الراحل ياسر عرفات من مجزرة حماة في شباط من العام 1982 حيث نقل قيادي فلسطيني لحافظ الأسد قول عرفات : «اذا كان يتعامل بهذه الوحشية مع الشعب السوري فماذا تراه يهيئ لنا اذا تخاصمنا معه» وفعلا لم ينتظر الأسد كثيرا عندما استكمل ما بدأته القوات الاسرائيلية في حربها على بيروت عام 1982 بضرب قواعد حركة فتح في البقاع وشمال لبنان مشتركا مع سلاح الجو الاسرائيلي في هجوم بري على( طرابلس لبنان ) حيث كنت واحدا من الشهود على هذه الشراكة غير المعلنة بين نظام عائلة الأسد المغتصبة للحكم بالانقلاب العسكري في سوريا وبين اركان حكومة وجيش الاحتلال الاسرائيلي, فقتلت القوات السورية قائد القوات الفلسطينية المشتركة اللواء سعد صايل ابو الوليد في البقاع كمقدمة للاجهاز على قوات الثورة الفلسطينية التي كانت تحاول اعادة بناء قواتها بعد الخروج من بيروت , وساندت قوات احمد جبريل بالمدفعية وراجمات الصواريخ , حتى بلغ اجرام هذه القوات سكان مدينة طرابلس الآمنين الذين أخذ القصف العشوائي مئات الضحايا ومئات البيوت المدمرة اضافة الى الدمار الذي اصاب مخيمي نهر البارد والبداوي في شمال لبنان.
يتابع بشار الأسد اليوم المهمة, أي احداث الفتنة التاريخية ليس بين أبناء الأمة الواحدة بل بين ابناء الشعب الواحد الفلسطينيين والسوريين, « فالشعب السوري شعبنا» هكذا قال لي الاستاذ المناضل عدلي صادق.
يستخدم الأسد طارق الخضرا لتنفيذ جريمة ستبقى على اثرها دماء الجسد الفلسطيني السوري تنزف, لا تلتئم جراحه فيما الأصل أن سوريا هي العمق الاستراتيجي لفلسطين وان فلسطين هي جبهة الدفاع عن سوريا الشعب العربي والوطن الأم الكبير. فالفتنة اشد من القتل, فكيف وأن الأسد يريدها فتنة دموية تحفر بصمات مؤلمة فظيعة كالأخاديد على وجه الزمن !.
يراهن الخضرا واحمد جبريل على نيل رضا « المعلم الأكبر» ولي نعمتهما بشار الأسد والمافيوزي علي المملوك رئيس جهاز الأمن, لذا فانهما لايتورعان عن زج ابناء الفلسطينيين في سوريا في أتون حرب عائلة الأسد على الشعب السوري, لكن القرار سيبقى أولا واخيرا لرجال فلسطين, جنودا وضباطا في هذا الجيش العظيم, صاحب سجل البطولات المشرفة, اذا ليس أمامهم الا التمرد ورفض الأوامر حتى لو أدى الأمر الى استشهادهم, فخير لرجال فلسطين الذين كرسوا حياتهم من اجل تحرير وطنهم ان يقتلوا او يعدموا ميدانيا او دفاعا عن انفسهم على أن يصوبوا بنادقهم نحو صدر سوري حر يتظاهر أو يناضل من اجل الحرية.
لا نريد منهم الانشقاق والالتحاق بالجيش السوري الحر, لأننا لا نريد ان يسجل علينا كفلسطينيين أننا صوبنا بنادقنا أو أطلقنا النيران على اي سوري ايا كان موقعه على الخارطة الجغرافية او السياسية في سوريا, فنحن كوطنيين كما رفضنا الاقتتال مع ابناء شعبنا وحقنا الدماء في غزة, لا يمكننا الا ان نساهم بحقن دماء السوريين, وما تأكيد الرئيس محمود عباس ابو مازن على ان: «المخيمات الفلسطينية يجب ان تكون مكانا آمنا لكل من يلجأ اليها ايا كان انتماؤه"ش الا تعبيرا عن فلسفتنا الوطنية العربية الانسانية الفلسطينية في التعامل مع الأزمات والصراعات عند الأشقاء. فان كان لأهالي جنودنا وضباطنا في هذا الجيش موقف عبروا عنه في المظاهرات والمناشدات المكتوبة, فان المسؤولية الوطنية تتطلب تحركا وضغطا شعبيا وفصائليا وحزبيا ورسميا لايقاف هذه المؤامرة التي ستكون اذا نجحت بمثابة الضربة القاصمة لظهر القضية الفلسطينية, لأن واحدا في هذا العالم لا يمكنه تصور النتائج البعيدة المدى فيما لو تم توريطنا في دماء السوريين, خاصة واننا لم ننج بعد من مؤامرة أرغمتنا في خضم الدفاع عن انفسنا على المس بدماء لبنانيين ناصبونا العداء وهاجموا مخيماتنا بقوة دفع الحقن والتحشيد الطائفي والمذهبي والسياسي والمفاهيم الخاطئة. وها هو شعبنا الفلسطيني في لبنان يدفع الثمن غاليا عبر كثير من الاجراءات التي حولت المخيمات الى اشبه بمعتقلات كبيرة حتى وان كانت مسلحة !!.
ليس أمام جنود وضباط جيش التحرير وكذلك المنتسبين للجبهة الشعبية القيادة العامة الا رفض الأوامر والتحرر من امرة ضباط كبار في المخابرات السورية كالخضرا وأحمد جبريل , فهذا شرف اضافي سيسجلونه لصالح شعبهم وقضيته العادلة, ومن يستشهد منهم دفاعا عن نفسه فهو شهيد من اجل فلسطين التي ما كان رجال شعبها وامتها العربية جنودا وضباطا الا من اجل تحريرها, أما قادة الجيش الذين يقررون توجيه السلاح الى رؤوس المواطنين اهل البلد فلا طاعة لأوامرهم ولا شرعية لرتبهم العسكرية وزيهم حتى ولو كانوا مدندشين بالنياشين والأوسمة فهذه كلها مزيفة, لأن هؤلاء لم يدخلوا معركة واحدة حقيقية مع الاحتلال, وانما كانوا اما متآمرين متواطئين معه, او جواسيس له سهلوا عليه احتلال قمة جبل الشيخ في الجولان منذ خمس واربعين سنة, ليتجهوا للاستحكام والتحكم برؤوس السوريين من حلب حتى درعا ومن البوكمال حتى طرطوس على البحر... وليعززوا مشروع دويلتهم الطائفية التي هي حلقة في سلسلة دولة الهلال الخصيب التي يتزعمها «الولي الفقيه» الفارسي.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024