مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

الطماطم حلم لا يتحقق- د.نصير حمزة

طلبت مني زوجي أن أشتري كيلو طماطم،فهرولت مسرعاً خوفاً من أن أتأخر في تلبية طلبها إلى سوق الخضار في وسط مدينة رام الله ، وقد ظننت أن مهمتي ستنقضي سريعاً لكن أمنياتي خابت عندما رأيت الطماطم غير جميلة المنظر والناس لا يجتمعون حولها، ففكرت هذا الشيء غريب فالطماطم خضرة تلزم المطبخ الفلسطيني وتستخدم بشكل يومي على مختلف الأشكال و في صنوف الطعام المتنوعة واللتي كانت تصنع سابقاً في منازلنا قبل أن تجوعنا حكومة المحارب الفائض علينا بالشر المستطير، فلماذا لا يجتمعون حولها و لا يشترونها؟
صحيح أنها غير جيدة الشكل وذابلة المظهر، ولكن كانت تشترى حتى وإن كانت بهذه الهيئة، فترددت قليلاً ثم أخذت نفساً عميقاً و كأنني سأقبل على عملية جراحية معقدة لحالة مستعصية ميؤوس منها، فتجرأت وقلت للبائع: أهذه أفضل الطماطم لديك؟ فنظر إلي نظرة المستهزئ المستنكر!
 فقلت له: أنا أريد طماطم جيدة، فقال لي: إقدر على هذه ثم أطلب غيرها، فقلت له: ولماذا؟ فقال: أتعلم كم ثمن هذه الطماطم؟قلت: لا، قال:ثمنها 2$،قلت:أهذه لحمة على شكل حبات من الطماطم الهرئة؟ فقال لي: من الواضح أنك لا تشتري اللحمة أو لا تعلم كم ثمنها الآن؟!قلت له: لاحاجة لي أن أعرف، فالإنسان يسأل عن الشيء وقتما يظن أنه من الممكن أن يقدر على الحصول عليه،و أنا أقسم لك أني لا أذكر متى آخر مرة أكلت فيها اللحمة ناهيك عن شرائها فهذا من سابع المستحيلات إن لم تكن عاشرها بل ألفها قل مليونها ! ولكن اقترب عيد الأضحى، فسيضحي أصحاب الغنى،و لعلنا نشتم رائحتها عند جيراننا فنأكل الخبز على تلك الرئحة، قال: لي أكثرت الكلام و أسبغت القول فهل تشتيري؟ قلت معاذ الله أن أصنع أومخبول أنا؟! فقال: من الممكن أن تكون معتوهاً مثلي لأني اشتريتها ظنناً أن يشتري مني من هو مثلي ذو خبل في عقله، فقلت له: صحيح أني مجنون حيث أصدق كذب مايقول المسؤولون و المستوزرون تجاهي أني أغلى مايملكون و يسعون في خدمتي ليل نهار (و يصابون بالبواسير من كثرة جلوسهم خلف المكاتب و يكدون في ماذا؟ في إسعادي أم إتعاسي؟ في حياتي أم مماتي؟ فأوفر عليهم أن أموت من أن أبقى حياً!! )و لكني لست مهبولاً لأشتري الطماطم منك أيها المعتوه، فقال لي: أغرب عن وجهي فقد أذبلت طمامي بنفسك الملتهب، و أنتنتها برائحة فمك، قلت له: هذه رائحة فم الصائم، لأنني أصبحت فقلت: لزوجي ضعي لي الزيت و الزعترفقالت: يانصير مابقي زيت و لا زعتر،قلت: أفي فلسطين أرض الزيت و الزيتون لا أجد فيها زيتأ، أه على وطني و أرضي بعت زيتي لأشتري خبزي، فماوجدت بما أغمس فيه حبزي، حسرتي على وطن كان الزيت و الزيتون و البصل و خبز الطابون و الطماطم طعام الفقير!!!!،آه على المطاطم قلت: حسبي ربي آكل عنده الطماطم الشهية بدون ابتذال و مجاناً، أه ما أجملها ، ما أكبرها، ما ألذها أه عليك ياطماطم الجنة عندما آكلك و أتلذذ بطعمك و أحسن مافيك إحسان ربي و كرمه و عطاؤه دون حساب أو ثمن، وحينها لا نفكر هل ستبتزنا حكومة فياض في لقمة عيش أبنائنا في هذا الشهر أم سيحن علينا بخيل بفتات طعامه؟ أم سأذهب غداً إلى عيادتي سيراً على الأقدام بسبب غلاء البنزين، أم كيف و كيف؟ لك الحمد ربي على نعة أن هديتني إلى راحة أخراي عندك مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم....

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024