وللاحتجاجات مستوى حضاري أيضا!!- فراس عبيد
تعد الاحتجاجات الشعبية ظاهرة عالمية لا يعوزها المسببات، فما أكثر الاحتجاجات في عالم اليوم، بدءا من أمريكا وانتهاء بأفقر الدول!
وتسلك تلك الاحتجاجات الشعبية في العالم كله أحد مسارين، أولاها المسار السلمي الراقي الذي يحافظ على ممتلكات الوطن، وعلى بيئته وحياة مواطنه وأملاكه الخاصة، وعلى صورة البلد الحضارية.
وثانيها المسار الفوضوي التخريبي الذي يعمل على تخريب ممتلكات الوطن، وعلى المس ببيئته وبحياة مواطنه وبأملاكه الخاصة، وبصورة البلد الحضارية!
وبالطبع فإن تخريب الممتلكات العامة والخاصة، وتهديد أمن المواطن، واستعمال الزامور كعلامة احتجاج، وتلويث بيئة البلد بإشعال الإطارات وحاويات القمامة، والتسبب بأمراض للناس جراء ذلك.. لا يخدم الوطنية ومطالباتها العادلة!
هكذا نرى أن وعي الناس يتناسب طرديا مع شكل احتجاجهم، فليس ب (الدبشة) وبإشعال حاويات القمامة وباستنشاق الناس لرائحة الكاوتشوك المشتعل وبتعطيل حركة المرور.. تنجح الاحتجاجات، بل على العكس من ذلك فإن تلك الأساليب تدفع شرائح شعبية كثيرة للعزوف عن المشاركة في الاحتجاجات!
أما باب الرقي والعصرنة فيقول بأن النظرة والكلمة والوقفة المهذبة، هي أدوات احتجاج أبلغ أثرا وأشد وقعا وأكثر حشدا..
هناك اختلاف كبير بين عالم السياسة الذي يعج بالمفارقات وبالمتناقضات وبالمتغيرات، يوما بيوم، وساعة بساعة، ولحظة بلحظة.. وبين عالم الوطن، الذي يحافظ على قوانين خاصة وثابته، نلمسها حتى في أحلك الأوقات، وهي قوانين البقاء، والعطاء، والاحتضان، والمحبة للجميع!
حافظوا على ممتلكات فلسطين.. فهي وطنكم.
حافظوا على ممتلكات مواطنيها.. فهم ذخر لكم.