مفارقات- عبد الغني سلامه
عندما قمعت قوات الشرطة الفلسطينية في رام الله المسيرة الشعبية المناهضة لزيارة "موفاز"، لم تبقَ وسيلة إعلامية واحدة من مانيلا شرقا حتى كاليفورنيا غربا، ومن القطب الشمالي حتى الجنوبي إلا وتحدثت عن الموضوع، ونددت بوحشية رجال الأمن .. وهذا جيد، ويجعل أجهزة الأمن تفكر ألف مرة قبل أن تقمع مواطنا. ولكن عندما وقف رجال الشرطة في نابلس والخليل يدافعون عن ممتلكات عامة، وهم يتلقون الحجارة والشتائم ولا يحركون ساكنا ،، وعندما تعاملت أجهزة الأمن في كافة مدن الضفة الغربية بمنتهى التحضر والرقي مع المظاهرات (السلمية وغير السلمية) لم نجد وسيلة إعلام واحدة تشيد بهم، أو تصف رقي أخلاقهم وانضباطهم .. وهم الأكثر جوعا، والأكثر إحساسا بالغلاء.
في الحالة الأولى استنفرت أحزاب المعارضة، والمنظمات الأهلية والدولية وحتى الحكومة نفسها، وشكلت لجان تحقيق – وهذا أيضا جيد ومطلوب – ولكن في الحالة الثانية ساد صمت القبور !! يعني هل مقبول أن يقوم المواطن بضرب الشرطي والاعتداء عليه، فقط لأنه يتظاهر !!
في الحالة الأولى استنفرت أحزاب المعارضة، والمنظمات الأهلية والدولية وحتى الحكومة نفسها، وشكلت لجان تحقيق – وهذا أيضا جيد ومطلوب – ولكن في الحالة الثانية ساد صمت القبور !! يعني هل مقبول أن يقوم المواطن بضرب الشرطي والاعتداء عليه، فقط لأنه يتظاهر !!