لن نرحل من هذه الأرض- بهاء رحال
مرة أخرى ينتصر الرئيس محمود عباس للحقيقة المجردة ووضع الصورة الكاملة أمام الشعب كما هي دون تنميق في الكلمات أو تجميل مصطنع للمعاني وكعادته المُحِبة للوضوح وللحقيقة التامة ورغم خطورة الأوضاع السياسية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية التي تشهد موجه من الاحتجاجات على الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن إلا أن الرئيس آثر أن يقول الحقيقة المجردة كما هي في المؤتمر الذي عقده بالأمس الاول في مقر الرئاسة ودعا إليه جمعاً غفير من الصحافيين الذين حرضهم على خوفهم وأعطاهم الأمان وحرية السؤال في أي اتجاه وفي كل اتجاه، ولكنهم على ما يبدو لم يحسنوا السؤال أو بعضهم، فسكتوا ورتبوا أسئلتهم مما استدعى الرئيس أن يقول للصحافيين أكثر من مرة وسط المؤتمر اسألوا كما شئتم، ولكن وبتعابير الرئيس وكلماته اعتقد انه لم يكن راضياً عن مستوى الأسئلة التي كانوا يسألونها وشعرهم مترددين في القول، لكن الحقيقة يجب أن تقال أن هذا الأمر دعا الرئيس للتوسع في الإجابات حتى جاوب عن أسئلة لم يسألها الحاضرون وراح بعيداً في السياسة والأمن والاقتصاد ووصل في بعضها إلى حد إعطاء التعليمات مباشرة وعلى الهواء لجهات الاختصاص خاصة تلك المتعلقة بالتعامل مع احتجاجات المواطنين، وكانت كلمات الرئيس لوحة شاملة لكل الأحداث سواء تلك المتعلقة بالضغوطات الخارجية والتهديدات الإسرائيلية والنشاطات الاستيطانية وعربدة المستوطنين إلى قضية التوجه للأمم المتحدة وعضوية فلسطين فيها ثم الانتخابات المحلية والوضع الاقتصادي الصعب الذي وصفه بأنه خطير جدا وانه يأتي في ظل محاولات الدول المانحة للضغط على القيادة الفلسطينية من اجل تحقيق أهداف سياسية مرفوضة لأنها تمس بالثوابت الوطنية والإجماع الوطني، ثم واصل الرئيس حديثه بكل شفافية ووضوح ووضح قضية المصالحة وإنهاء الانقسام وأكد على أن الانتخابات هي السبيل الوحيد لإنهاء الانقسام الحاصل وعودة الوحدة لشطري الوطن وليس بمحاولات الالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية، كما أشار بشكل رائع الجمال لكيفية مواجهة التهديدات الإسرائيلية بقوله أنا هنا ولن أرحل أنا وشعبي ولن نكرر أخطاء الهجرة الأولى في العام 1948 لهذا نقول لك يا سيادة الرئيس نحن معك وهنا باقون ولن نرحل، وكما قال الشاعر محمود درويش: باقون هنا، صامدون هنا، ولنا هدف واحد هو أن نكون .. وسنكون .
ربما لم يقل الرئيس ما يريد أن يسمعه الشعب في هذه الأوقات، وتحديدا لم يحمل بشارة توفير الرواتب ولم يعلن عن تخفيض السلع والبترول ولم يعلن عن دعم السلع الأساسية ولكن قال أجمل من ذلك كله حين أعلن عن رفضه والقيادة الفلسطينية لكل المساومات التي تحاول الدول المانحة وإسرائيل باستغلال الأوضاع الاقتصادية لانتزاع بعض التنازلات، هذا الرفض الذي يعبر عن صلابة الفلسطيني الذي لا يمكن أن ينكسر أمام الضغوط وأمام المؤامرات التي تحاك ضد قضيته، وهنا نقول إننا معك سيادة الرئيس, سر إلى الأمام متمسكاً بالثوابت الوطنية حتى اكتمال الحلم الفلسطيني برحيل الاحتلال ونحن معك رغم الظروف ورغم كل المحن .
ربما لم يقل الرئيس ما يريد أن يسمعه الشعب في هذه الأوقات، وتحديدا لم يحمل بشارة توفير الرواتب ولم يعلن عن تخفيض السلع والبترول ولم يعلن عن دعم السلع الأساسية ولكن قال أجمل من ذلك كله حين أعلن عن رفضه والقيادة الفلسطينية لكل المساومات التي تحاول الدول المانحة وإسرائيل باستغلال الأوضاع الاقتصادية لانتزاع بعض التنازلات، هذا الرفض الذي يعبر عن صلابة الفلسطيني الذي لا يمكن أن ينكسر أمام الضغوط وأمام المؤامرات التي تحاك ضد قضيته، وهنا نقول إننا معك سيادة الرئيس, سر إلى الأمام متمسكاً بالثوابت الوطنية حتى اكتمال الحلم الفلسطيني برحيل الاحتلال ونحن معك رغم الظروف ورغم كل المحن .