غزة ليست خائفة- سامي ابو لاشين
حالة من الغضب تسود في اوساط اعداد كبيرة خاصة من الشباب الفلسطيني الغزي . نظرا لعدم قيام الجماهير الغزية بثورة ضد حكم حماس نتيجة الاوضاع المعيشية والاجتماعية السيئة جدا التي تمر بها غالبية الاسر الفلسطينية بقطاع غزة بل لانعدام الحياة فيها ولغياب القضية الوطنية وكأن الامر انتهي الي هنا .. وتظهر هذه الحالة جلية في احاديث العامة وواضحة علي صفحات شبكات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) حيث يصل الامر بالشباب الي شتم انفسهم وتعنيفها بقسوة لعدم نزلوهم للشوارع وتحدي الظلم والقهر الحمساوي علي حد تعبيرهم .. اضافة لعتبهم الكبير علي حركة فتح لعدم قيامها بالمبادرة لاحداث هذه الثورة المأمولة .. والبعض الاخر يعزي استقواء حماس واستمرار حكمها الي الخلافات الفتحاوية وعدم وجود برنامج مركزي لحركة فتح او اي خطط او اليات للتغير او لاستعادة غزة .. وما بين هذه المواقف والاراء خرجت بنتيجة قاطعة وهي ان غزة ليست خائفة من حماس .. فهي غاضبة وغاضبة جدا .. لكنها لم تفقد وعيها او ذاكرتها .. فهي تدرك جيدا ان حماس ستقاتل بشراسة وستقتل ولن تترك الحكم ببساطة لذا فان الصدام سيكون ضاريا وحتما ستكون سوريا الاخري فهناك الكثير من الجروح المتبادلة .. اضافة لغياب البديل او لعدم جاهزية البديل ان صح التعبير.. اعتقد ان هذا كافيا للتروي خاصة لدي شعب ليس مستحدثا علي عالم السياسة . مدينتي الحبيبة غزة فقط لا تريد ان تغامر لان فرصها محدودة ولانها مثخمة بالجراح .. غزة ذات التجارب القديمة والتجربة الحديثة تنظر للامر بعين الخبير فهذا الشعب ذي خصوصية حيث ان الغالبية العظمي منه تنتمي الي تنظيمات واحزاب ومن كافة الفئات والاعمار .. بالتالي قرارها غالبا ما يكون موجه وهذا ما تنتظره غزة والمفترض ان من يوجه ويطلق الشرارة هي فتح .. وفتح كما اشرنا سابقا تمر بأزمة علاقات قيادية انعكست علي الحضور والاداء العام للحركة .. وغياب كلي لاي برامج عمل مركزية .. هذه العوامل تجعل الناس محبطة من ان يدخلنا التغير الي المجهول لان حركة فتح غير جاهزة وحركة فتح هي البديل .. من هنا اقول بكل ثقة ان غزة لا تنقصها الشجاعة للقيام بإنتفاضة ضد حكم حماس لها .. لكنها لا تري البديل جاهزا هذا البديل الغارق في مشكلات اغرقت فتح وهي حلها لا يتطلب اكثر من تصافح ايدي وابتسامة .. مجرد رأي