الجاليات الفلسطينية في اوروبا ( بين ) التقييم والتقويم- أحمد دغلس
اليوم وفي الأيام الماضية تبعثرت ألإتهامات والتأليف والتنسيق وتبذير الكلمات من ( هنا ) وهناك لكي يثأر المرسل بالرد والرد على الرد ... وكأن برلين وكوبنهاجن ودورتموند الألمانية تتسابق في رفع علم إتحاد الجاليات والفعاليات والمؤسسات الفلسطينية في اوروبا - الشتات على اسوار القدس ونخيل الكرمل وصخور جبال نابلس والخليل لِتُبان من مرج صانور في شمال فلسطين وغزة بجنوبها .
الى من يهمه الأمر ، والى ما ( لا ) يهمه ألأمر ... تتسابق الكلمات العابرة وتتداعب ألأفكار الخصبة في تخصيب تربة ( الفرقة ) بحوامض التُهم المغلفة التي تسيء للجميع ، لا فرق بين المتهَم والمتَهِم ْ ... لأنهم حقا كلاهما فلسطينيون .... !!
لا يليق بنا ونحن في الشتات ، ممن يدعي ويعتد برجاحة المنطق وسعة الصدر الديمقراطي الذي نعمل به في اوروبا ان نتعامل مع بعضنا البعض بهذا الأسلوب الذي تعودناه قبل الزمن في ادراج أنظمتنا التي اجبرت الكثير منا على الرحيل بمهمة تعددت اسبابها وفصولها .
إنني شخصيا ( كنت ) من الذين شاركوا منذ البداية في تفعيل الفكرة وفي مشاركة العمل التأسيسي في سويسرا ( جنيف ) ، لكن شاءت الظروف لاحقا لأن نختلف على النهج المُلحق ( لا ) على الفكرة ، نهج زج الجاليات الفلسطينية في الشتات ، التي لا زالت في دور التكوين في نهج سياسات الفصائل الفلسطينية ومحاور الممانعة والإعتدال وحتى المبطوح بالتعبير الشعبوي بكمها الثلاثي المأزوم حاله ، نعيش فصول شتائه هذه الأيام ، شتاء ليس بالجامع الوطني حول مدفأة المصلحة الوطنية العليا الوحدوية على طريق تحرير القدس ، بل مُفرق ببرده القارس ( مسبب ) ألإنزلاق بالتجزئة ،الطائفية ، التبعية والخروج من التاريخ وحتى من الجغرافية السياسية الكونية .
الخطر ليس بالتكوين والتفعيل ، لأن كل من شد حزمة وطنية فلسطينية لهو عمل إيجابي خَيرْ ... بشرط ان يكون ضمن شروط الموضوعية والهدف الوطني ، لا مانع من تكتل فلسطيني هنا وهناك ولا مانع من تنظيم إتحادات جاليات فلسطينية في الشتات ضمن الرؤيا الصحيحة وبموضوعية الواقع الذي يعيشه الفلسطيني في الشتات ، إذ ان من يحكم العمل هو ( الممكن ) إذ انني لا استطيع ان أُجهز مدمرة من ميناء هامبورغ لتبحر بإتجاه الهدف ... لكنني استطيع ان اجهز رزمة عمل ومساعدة وتأييد ولوبي من برلين او روما او باريس ، استطيع ان اقف متظاهرا معتصما كاتبا ناشرا فاضحا لأساليب العدوان والإغتصاب ومصادرة الأرض والترحيل ... استطيع ان اتكفل بإسرة مقدسية او بجمعية خيرية وطنية او بإنشاء صندوق الطالب صندوق الباحث صندوق الدراسات العليا ... لكونه هو الهدف ألأفضل على طريق التوعية التطوعية لأجيال الشتات التي تتوالد دون اي إهتمام منا لأننا ( لأنهم ) يضيقوا ذرعا بنا عندما نتبادل ( امامهم ) وعلى سمعهم .... التهم ونستوزر للأمير او الرئيس مهما كان إسمه لأنه خارج عن ألإهتمام والهم لإبن او إبن إبن الوافد في الشتات .
نعم عقد مؤتمر الجاليات الفلسطينية في بودابست الذي تحمل غالبية نفقاته إخوة نعتز بهم ، نقدرهم ... نحترمهم ... عقد دون توظيف اي مال سياسي ، مؤتمر حضاري وطني لم يتعاطى بصغائر الأمور ولم يبتذل الكلمة لا بكلمة التخوين ولا بكلمة التسويق ، كما نراها تتدحرج في الرسائل التي تصلنا ممن نصب نفسه ( قاضيا ) ليقيس وطنية الآخرين بكلمة القذف ... بجهل ، يحكم على الأمور من منظار آخر سوف يكتشف انه مُعيب وليس واضح الحق ، عقدت مؤتمرات ( عدة ) للجاليات الفلسطينية في ارجاء ارض الشتات وبألوان الطيف الفلسطيني ...!! لا مانع ، لكن ليس بمقدورنا ان نرمي بمن عقد وصاح وخرج بتصوراته في مؤتمر لجاليات فلسطينية سابقا او لاحقا ، بانهم ( سعادين ) فلسطينيين ... تم إكتشافهم حديثا في غابات فلسطين السياسية ، لكوننا لم نشارك بها لسبب ما محقا او غير مُحِق ، لنقذف بهم وننعتهم بكل ما جاء من تهم او إفتراء .
إننا نعرف الجميع ( شخصيا ) وعن قرب ، نعرف ألإنتماءات وشروط التوظيف ...كما نعرف انهم “ غالبيتهم “ حتما بالبوصلة الوطنية متجهين ( لكن ) المدارس تختلف وهنا ( فطنة ) الحكمة التي توجب علينا إن كنا ( فعلا ) حريصين ، ان ندرس كيف نستطيع ان نُحًزِم هذه الحزم وأن نُنَسق هذا العمل ، لأنه عندما نتهم الغير والنفس نتهم بصورة غير مباشرة فلسطين ،لسنا نحن فقط العرافين ..!! والأكثر حرصا على قضيتنا فقط ..؟؟ الجميع حريص لكون قضيتنا قضية الجميع ، يلزمنا أن نتعلم كيف نوظف النقد ... لنُرَجِحْ كفة العمل المشترك ..حتى ولو إحتلفنا ، لأن الخلاف يجب ان يكون به بعض المودة ( إن ) كان هدفنا في الإتجاه الصحيح ... غير كارهين لبعضنا لأنفسنا ..!!! هذا مطلبنا وهذا ما نصبوا اليه واهلا بكل مناضل لفلسطين بغض النظر عن المكان اوالعنوان .