الرئيس "حذار من الفلسطيني اذا غضب"- بهاء رحال
العالم لم يفهم ولا يسمع من ضعيف يوماً، هذا ما تقوله لنا التجربة المريرة لاكثر من اربعة وستين عاماً ونحن ننتظر ان ينصفنا بحقٍ هو لنا ولكن دون جدوى، فنعود في العام المقبل ونعيد الحكاية بابلغ العبارات وأشد الكلمات على اعتاب هيئة الأمم علها تسمع المعاناة التي تعرفها وتعرف تفاصيلها واسبابها ومسبباتها لكننا نعود في كل مرة ونجر خيبات الأمل التي تصيبنا بانتكاسات جديدة وتجعلنا نكتشف اكثر حقيقة هذا العالم الذي لا يرحم بل يخاف من القوة فقط.
بالأمس القريب كان الرئيس محمود عباس المقبل الى اروقة الامم المتحدة يحمل معه قلب الفلسطينيين المتسامح الحالم بالسلام في ارض السلام، الغاضب من الاحتلال ومن تواطؤ المجتمع الدولي وعجزه عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، الرافض لكل اشكال الحلول المؤقتة وسياسات الاحتلال العنصرية التي تضرب بعرض الحائط كل المواثيق والاتفاقيات والتفاهمات، المؤمن بحقة التاريخي بارضه ووطنه واستقلاله الذي لن يتقاعس يوماً عن النضال لاجله مبرهناً عن رفضه المطلق لكل اشكال الاحتلال والهيمنة الاستيطانية التي تحاول دولة الاحتلال تكريسها عن طريق مشاريعها العنصرية الفاشية بالاستيطان والجدار وسياسات التهويد في القدس التي تهدف الى اقتلاع الفلسطيني من بيته وحقله.
جاء خطاب الرئيس في الامم المتحدة أصيلاً بأصالة فلسطين وعزتها، عميقاً بما حمله من قضايا وحقوق، جميلاً كشمس ايلول، جاء شاملاً وكاملاً الى أبعد الحدود، حيث حمل الهم الفلسطيني بشجاعة القائد وبلغة الشعب الموحد تحت راية واحدة وفي خندق واحد، الشعب الرافض لكل أشكال الاحتلال، وصاغ خطابه بحروف العزة والإباء وبوصايا الشهداء واللاجئين محافظاً على الحق الفلسطيني والوطني لشعبه وقضيته التي يحملها بامانه وعزة وكبرياء رغم الاستهداف المباشر الذي تعرض له ومحاولات الاغتيال السياسي العديدة التي حاولت المساس به لإضعاف شعبيته، هذه المحاولات والتي لم تتوقف يوماً وجاهرت حكومة الاحتلال وقيادة جيشه بها عدة مرات ومرات، ضمن مخطط استيطاني دنيء أصبح يعتبر الرئيس الفلسطيني عقبة في طريقه السلام كما تدعي تلك العصابات، لأنه فضح سياساتها ونواياها ووضعها في موقف صعب أمام المجتمع الدولي حتى انه سحب الى حد ما الغطاء السياسي الأميركي الذي ظل طويلاً يشكل غطاء مباشراً لدولة الاحتلال.