ماذا فعل لكم كتاب جينيس يا اصحاب المفتول - جمال ريان
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عندما تسير في الطرقات او تجلس مع الناس , وتستمع لهمومهم وشكاويهم , تشرد بمخيلتك لتتصور كيف يمضون ايامهم , عندها تأخذك الحيرة والظنون وتدرك انك تعيش في وضع يرثى له, ومن خلال الاحاديث التي تتداول بين الناس تسمع عبارات باتت شبه يومية ومتداولة " الوضع صعب على الجميع , الله يكون بعون الناس , والله الواحد ما هو ملحق ....؟؟؟ ".
حقيقة لا ينكرها احد بأننا نعيش ونعاني من انهيار وقد يكون شبه انعدام في الوضع الاقتصادي ولكن شيء يكون على حساب شيء .
ولكي لا اطيل في مقدمات ومتاهات اكثر ولعل
( الزعلان يكون اكثر من الراضي ), ولكن هناك امور تصيبك برجفة وكأنك تتعرض لصعق تماس كهربائي يجعلك تخط الكلمات دون وعي ولا ارادة وإدراك . .
في بيوت تجمع عائلات سترها الله لا تجد ما تسد به جوعها !... الاب يخرج صباحا يبحث عن رزقه , ورزق ابنائه , وقد يصل الامر في كثير من الناس بالبحث في حاويات النفايات , ولعل البعض ينظر للأمر باستغراب او دهشة ويقول " معقول في ناس هيك , وفي ناس وصلت لهذه المرحلة " اقول نعم هناك من وصل بهم الحال الى ما هو اسوأ بكثير ! ؟؟؟ فحين تجد رجل يتجاوز الـ 60 عام يبحث في "حاويات القمامة " عن بقايا وفتاة طعام لكي يجمعها ويطعم ابنائه او احفاده تدرك انك تكره نفسك وتحتقر ذاتك , تتمنى لو انك لم تشاهد ما تراه.
وبالمقارنة العكسية , تسمع بأن هناك من ينفق المبالغ ويصرف المئات من الدولارات من اجل ان يحصد مجرد اسم بدخول ما تسمى موسوعة جينيس " حينها ينتابك شعور بالإذلال وتصيبك قشعريرة , لا سيما وان ما انفق يذهب جفاء ..
في ساحة مدرسة رام الله الثانوية، وتحت رعاية معالي احد الوزراء ،اعانه الله على الخير وفعله , احتفل المئات من المواطنين الذي يمثلون (عدداً من الهيئات والجمعيات الخيرية والنسوية) بأكبر سدر مفتول وصينية قش لإدراجهما في كتاب جينيس للأرقام القياسية , في الوقت الذي يخوض فيه الاسرى اضراباً عن الطعام ,ويواصل فيه اثنان من الاسرى إضراباً عن الطعام منذ أكثر من سبعين يوماً وليس الاسرى وحدهم فهناك المئات ممن يتضورون جوعاً ولا يجدون ما يسد جوعهم .
( " 6 " صناديق بندورة و"500"دجاجة و"100"كيلو حمص في اكبر سدر مفتول)
هذا هو العنوان وعلى رأي المثل " المكتوب بنقرأ من عنوانه " ؟؟!!."
حقيقة أنني لست ضد تراثنا الشعبي الفلسطيني، وإنما اطالب كل من عمل على الفكرة او تابع تنفيذها او نفذها بأن يفتحوا كتب المعاناة اليومية التي يعيشها ابناء الشعب , وأن يفكروا بدعوة جينيس نفسه ليقرأ كتب حياتنا اليومية وهموم اطفالنا , وعذابات رجالنا , وأنات الامهات الواتي لا تجف دموعهن من البكاء شوقاً لرؤية من غيبهم القيد او الابعاد .
دخلنا جينيس وسجلنا فيه انجازاً بـ " 6 " صناديق بندوره اي ما يعادل" 90" ( كيلوا بندوره ) تكفي لما يقارب" 45 عائلة " و500 دجاجة تكفي لما يقارب "250 عائلة " , أما " 100" كيلوا من الحمص فقد تكفي لـ 100 عائلة لو وزعت عليها ما اهدر في سدر على مائدة مفتوحة لتكون في نهاية الحفل اكثر من 90% نصيب الارض ودعس الاقدام لكان افضل دخول لكتب التاريخ , ولو تم توزيع حصص على الفقراء لكان بأقل تعديل عائلة باتت في فرح وابتسامة ناهيك عن الدعوات التي سترفع للسماء لمن قدم وساهم فيها .
مرة اخرى لست ضد تراث او حضارة او دخول موسوعات ولكن المحزن أن نهدر ونقول لا نملك , لذا شكرا لك جينيس لاستضافتك لاكبر سدر مفتول في بلدي.
zaعندما تسير في الطرقات او تجلس مع الناس , وتستمع لهمومهم وشكاويهم , تشرد بمخيلتك لتتصور كيف يمضون ايامهم , عندها تأخذك الحيرة والظنون وتدرك انك تعيش في وضع يرثى له, ومن خلال الاحاديث التي تتداول بين الناس تسمع عبارات باتت شبه يومية ومتداولة " الوضع صعب على الجميع , الله يكون بعون الناس , والله الواحد ما هو ملحق ....؟؟؟ ".
حقيقة لا ينكرها احد بأننا نعيش ونعاني من انهيار وقد يكون شبه انعدام في الوضع الاقتصادي ولكن شيء يكون على حساب شيء .
ولكي لا اطيل في مقدمات ومتاهات اكثر ولعل
( الزعلان يكون اكثر من الراضي ), ولكن هناك امور تصيبك برجفة وكأنك تتعرض لصعق تماس كهربائي يجعلك تخط الكلمات دون وعي ولا ارادة وإدراك . .
في بيوت تجمع عائلات سترها الله لا تجد ما تسد به جوعها !... الاب يخرج صباحا يبحث عن رزقه , ورزق ابنائه , وقد يصل الامر في كثير من الناس بالبحث في حاويات النفايات , ولعل البعض ينظر للأمر باستغراب او دهشة ويقول " معقول في ناس هيك , وفي ناس وصلت لهذه المرحلة " اقول نعم هناك من وصل بهم الحال الى ما هو اسوأ بكثير ! ؟؟؟ فحين تجد رجل يتجاوز الـ 60 عام يبحث في "حاويات القمامة " عن بقايا وفتاة طعام لكي يجمعها ويطعم ابنائه او احفاده تدرك انك تكره نفسك وتحتقر ذاتك , تتمنى لو انك لم تشاهد ما تراه.
وبالمقارنة العكسية , تسمع بأن هناك من ينفق المبالغ ويصرف المئات من الدولارات من اجل ان يحصد مجرد اسم بدخول ما تسمى موسوعة جينيس " حينها ينتابك شعور بالإذلال وتصيبك قشعريرة , لا سيما وان ما انفق يذهب جفاء ..
في ساحة مدرسة رام الله الثانوية، وتحت رعاية معالي احد الوزراء ،اعانه الله على الخير وفعله , احتفل المئات من المواطنين الذي يمثلون (عدداً من الهيئات والجمعيات الخيرية والنسوية) بأكبر سدر مفتول وصينية قش لإدراجهما في كتاب جينيس للأرقام القياسية , في الوقت الذي يخوض فيه الاسرى اضراباً عن الطعام ,ويواصل فيه اثنان من الاسرى إضراباً عن الطعام منذ أكثر من سبعين يوماً وليس الاسرى وحدهم فهناك المئات ممن يتضورون جوعاً ولا يجدون ما يسد جوعهم .
( " 6 " صناديق بندورة و"500"دجاجة و"100"كيلو حمص في اكبر سدر مفتول)
هذا هو العنوان وعلى رأي المثل " المكتوب بنقرأ من عنوانه " ؟؟!!."
حقيقة أنني لست ضد تراثنا الشعبي الفلسطيني، وإنما اطالب كل من عمل على الفكرة او تابع تنفيذها او نفذها بأن يفتحوا كتب المعاناة اليومية التي يعيشها ابناء الشعب , وأن يفكروا بدعوة جينيس نفسه ليقرأ كتب حياتنا اليومية وهموم اطفالنا , وعذابات رجالنا , وأنات الامهات الواتي لا تجف دموعهن من البكاء شوقاً لرؤية من غيبهم القيد او الابعاد .
دخلنا جينيس وسجلنا فيه انجازاً بـ " 6 " صناديق بندوره اي ما يعادل" 90" ( كيلوا بندوره ) تكفي لما يقارب" 45 عائلة " و500 دجاجة تكفي لما يقارب "250 عائلة " , أما " 100" كيلوا من الحمص فقد تكفي لـ 100 عائلة لو وزعت عليها ما اهدر في سدر على مائدة مفتوحة لتكون في نهاية الحفل اكثر من 90% نصيب الارض ودعس الاقدام لكان افضل دخول لكتب التاريخ , ولو تم توزيع حصص على الفقراء لكان بأقل تعديل عائلة باتت في فرح وابتسامة ناهيك عن الدعوات التي سترفع للسماء لمن قدم وساهم فيها .
مرة اخرى لست ضد تراث او حضارة او دخول موسوعات ولكن المحزن أن نهدر ونقول لا نملك , لذا شكرا لك جينيس لاستضافتك لاكبر سدر مفتول في بلدي.