مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

غزة : حينما يطال "لهيب الانقسام" أطفالا على قيد التفتّح !!

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية 
 كثيرون ممن اشتعل فيهم الحنق أو الحزن في مخيم البريج وهم يشيعون في موكب غاضب الطفل فتحي عبد الفتاح البغدادي الذي ابتلعته النار وهو نائم ، لا يعرفون أن والده "البغدادي" البالغ من العمر 23 عاما كان، فيما كانت النار تشوي طفله فوق السرير، يزاول مأثرتة اليومية لأجل أن يعيش و شقيقته الطفلة بعمر 8 أشهر التي احترقت حتى حافة الموت و معهما 6 أشقاء و شقيقات – لأجل أن يعيشوا حياة أقل بشاعة...
الغزي عبد الفتاح البغدادي، كما عرفت القدس دوت كوم ، يزاول شقاءه كما آخرين كثر في غزة، دون أن يدري أن شقاءه اليومي "مأثرة"؛ فهو ما أن ينهي وظيفته في وزارة الأوقاف بالحكومة المقالة، وهي وظيفة منحت له كنوع من "التعويض" قبل 4 سنوات ( بعد موت والدته بفعل "خطأ طبي" ) يذهب إلى الميدان وسط المخيم لكي يبدأ العمل في محل لبيع المشروبات الساخنة، باعتبار ذلك الوسيلة المتاحة لرفع قامة راتبه البالغة 1200 شيكل فقط ( نحو 300 دولار ) !
 قال المواطن البغدادي الذي يعيل إلى جانب أسرته الصغيرة التي كانت تضم طفليه فتحي و "تالا" التي بقيت على قيد الحياة بالرغم من الحروق البليغة التي اجتاحت 90 في المئة من لحمها الطري – قال وهو يبكي أن طفليه احترقا بـ"لهيب الإنقسام"، محملا المسؤولية في احتراقهما إلى "حكومتي رام الله و غزة"، مشيرا إلى أن اضطرار زوجته لإشعال شمعة بسبب إنقطاع الكهرباء، أحال الضوء الباهت إلى جحيم .
 القصة المروعة التي سجلت على ذمة حريق في منزل عائلة المواطن البغدادي المكلف بإعالة أسرة من شخصا 12 ( بينهم شقيقان من ذوي الإحتياجات الخاصة ) بمبلغ 300 دولار وما تيسر من عمل إضافي ، كانت بدأت عند الثامنة والنصف من مساءً 25 أيلول الماضي،إثر انقلاب الشمعة التي أشعلتها زوجته لتبديد العتمة بفعل إنقطاع الكهرباء، فيما أظهرت شهادات المواطنين الذين تداعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح، أن النصيب الأكبر من الفجيعة التي هبطت على حياة العائلة كانت من نصيب عبد الفتاح حينما اقتحم جحيم الغرفة بحثاً عن طفليه؛ ليجد "تالا" مثل جمرة مشتعلة قبل أن ينتزعها من النار ويلتصق جلدها المشوي بيديه، فيما فشل في إنقاذ فتحي الذي أحالته النار إلى قطعة فحم، بعد 15 دقيقة من اشتعال النيران التي أخمدت أخيرا بإغراق الغرفة بكميات من المياه .
صحيح أن "ليلة الجحيم" الذي أحال جسم الطفل البغدادي إلى كتلة من الفحم، سجلت كحادثة "قضاء و قدر" أخرى في القطاع، إلا أن الرمضاء التي خلفها الحريق و حرائق أخرى مماثلة، باتت تضيق على جمر الأسئلة الصعبة والحانقة التي يقذفها المواطنون، حيث أظهرت التظاهرات الغاضبة التي اندلعت في البريج عقب "الحادثة" و ووجهت بالقمع من قبل أجهزة أمن المقالة، كما موكب تشييع الطفل الذي شارك فيه آلاف المواطنين – أظهرا أن ارتفاع معدلات الفقر و البطالة و انحطاط مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، قد تكون الشرارات التي لن يستطيع أحد الوقوف في وجه حرائقها لاحقا .
 مصادر متطابقة قالت لـ دوت كوم ، أمس، أن الفجيعة التي ألمت بعائلة الشاب عبد الفتاح البغدادي في مخيم البريج وسط القطاع، لم تكن الأولى بسبب إنقطاع التيار الكهربائي خلال الأشهر الأخيرة، ففي مدينة دير البلح القريبة من المخيم سجلت حادثة مماثلة احترق فيها 3 أشقاء حتى الموت.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024