مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

إحنا أحرار الوطن!!! - رامي الغف


 ولدت في أرض قيل لي إنها (الوطن) , فنشأت في كنفه أراقب الحياة مذ عرفت أن هناك شيئاً إسمه الحياة، وكلما مرت سنة من العمر كنت أزداد عشقا لهذا المجهول الذي كان إسمه (الوطن).
فبدأت أتلمس عمق جراحه التي تمتد بعمق التاريخ ونزيفها المتحول إلى بحرين كبيرين هما البحر المتوسط والبحر الميت، فلم تكن طفولتي مرتعا للبراءة واللامبالاة، وإنما هي مزيج من التأمل والألم والأمل , وكأن يد القدر أرادت أن أعرف معنى الجراح وأتذوق مرارة الظلم لأتعايش معهما الى آخر لحظة من الحياة .
وكان والدي رحمه الله قد سجل بصوته على شريط مسجل قصيدة توفيق زياد " أناديكم وأشد على آياديكم، وأبوس الأرض تحت نعالكم" فكنت أسرق جهاز المسجل من غرفته وأستمع إلى القصيدة الرائعة وأنا في العاشرة من العمر حتى حفظتها عن ظهر قلب رغم إنني لم أكن أفقه معاني الكثير من كلماتها، إلا إنني كنت أهتز من أعماقي لكل حرف فيها. ترعرعت وعشت في هذا الوطن، وطن الإباء والفداء، فرضعت من بحره وقدسه وكنائسه، وأكلت من شجره وثماره وخيراته، وتنفست هواءه وأريج أزهاره، وتعلمت عشق الشهداء من أجواء عائلتي المتواضعة مع عدم التعصب، فوالدي مناضل كبير إستشهد على أثر إصاباته المميته في معارك النضال والبطولة، وشقيق والدتي قائد كبير في حركة فتح إستشهد في باستيلات بني صهيون، وزوج شقيقتي قضى 28 عاماً في السجون الإسرائيلية، وأنا مثله أسير محرر لمدة خمس سنوات وجسمي مرشوم برصاص إسرائيل، قضوا على أحلامي الكبيرة فقصفوا بيتي ودمروا مكتبي الإعلامي في الحرب الأخيرة على مسقط رأسي غزة، وهذا كله شرف لي لا أدعيه، كان لي أصدقاء من كافة الأديان، فصديقي أنطون المسيحي زار معي باحة الأقصى الشريف في مدينة القدس في يوم ما، وذهل مما رأى في يوم جمعة مقدسي مزدحم بالزوار المسلمين وغير المسلمين، صليت مع صديقي الآخر محمد في مرقد سيدنا خليل الرحمن في مدينة الخليل، وزرت وزميلتي الإعلامية بيسان حداد الدرزية المولد بيت لحم وشاهدنا مرقد أمنا مريم العذراء.
عشنا أمتع أيامنا رغم الإضطهاد الذي عانيناه من الحكم الدكتاتوري الصهيوني الدامي البغيض الذي لم يعرف مله أو طائفة أو دين بممارساته الدموية، تعرضنا لشتى أنواع المضايقات والإنتهاكات والإعتداءات التي ليس لها مثيل، والتي مرت على كل الفلسطينيين الشرفاء بدون إستثناء الرافضين لسياسات بني صهيون، زال الحكم العسكري الإسرائيلي في يوم بهيج لم يكن في الحسبان، كان للشعب الفلسطيني يوماً حقيقياً للإستقلال والنصر والحرية الأبدية، فتحول وطننا إلى حقبة جديدة، مخاض لسلطة جديدة بقيادة رجل إسمه ياسر عرفات ومن ثم إنتخابات تشريعية فتشكيل حكومه تلو حكومة، ومن ثم تصويت على القرارات والبرامج والدساتير الوطنية، فحرية تعبير عن الكلمة والرأي، وتعددت الأحزاب والحركات السياسية والوطنية، وقررت أنذاك السلطة وأعطيت هامشا كبيراً لحرية الإعلام، فصحف وفضائيات وإذاعات، أسست بعض المشاريع الوطنية التي دمرها الإحتلال كالمطار والميناء والمدن الصناعية والمشاريع الإسكانية إلخ.
دخل الوطن الفلسطيني عالم الحداثة والتنوير، فأسست شركات الإنترنت والموبايل والمقاهي الأدبية والإلكترونية، وأمام التحولات السريعة والعميقة والكبيرة التي أغاظت كثير من أعداء الوطن الفلسطيني، فأدخلوه من أبواب عدة، الإنقلابات والإنقسامات والمهاترات والإتهامات والمجاذبات والمناكفات والإقتتال والعنصرية والطائفية البغيضه منها والقومية والأدهى من ذلك تغلغلت الأفكار السوداوية المتطرفة وشكلت الجماعات التكفيرية، والمحزن أنهم وجدوا حاضنات وملاذات آمنة تؤيهم وتنطلق من خلالهم العمليات الإجرامية بحق المدنيين الأبرياء تحت ذريعة (الإحتلال) مع دعم دولي وإقليمي وعربي وإعلامي ومادي ومعنوي ونفسي، والضحية المدنيين الأبرياء. ولكن رغم كل هذا فإن العملية السياسية والتنموية النهضوية في الوطن ماضية بإذن الله بفضل رجال عاهدوا الله ورغم أنوف كل أولئك المتربصين ورغم محاولاتهم اليائسة بتحشيد كل جيوشهم للإطاحة بالسلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس المنتخبة التي صوت عليها أكثر من نصف الشعب الفلسطيني، فلن تفيدهم كل مخابرات العالم ولا شركات الإعلانات الأميركية للنيل من خيار الشعب الذي لابديل له سوى صناديق الإقتراع. سلام أبعثه اليكم يارجال الوطن الشرفاء، سلام أبعثه اليكم يا قادتنا الأحرار، وقلوبنا معكم والنصر لكم كما وعدكم الله أنه لا يخلف الميعاد .
 إعلامي وناشط سياسي كاتب وباحث صحفي
mediaramy@yahoo.co

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024