اه يا بلادي- سحر النحال
شيء ينتظر فالواقع المرير لا يختصر، في القدس عدو حاضر في نهار ينتظر غيمة مطر وفي ليل يريد أن يبدل القمر بحجر . في بلادي أحلام تضحك، وأقلام تنهك، ويمام تسرق حريتها أيضا وتضحك . في بلادي من ينتظر حفرة ترابه فالموت يقذفه بطيئا، ويكسره كفيفا. على شاطئ بحر غزة ترصد حكايات و على الطرقات القديمة لرام الله تشحب وجوه فتيات وعلى أزقة مخيم تنسج روايات. في ساحات الأقصى روايات تحكى كيف أكون وكيف أنسى ،والقدس تستصرخ أعيدوني إلى طبيعة نفسي إلى رفرفة الحمام إلى عيون السلام إلى بهاء النرجس والياسمين إلى مساء مجلس بليل الحالمين.
فانا جاهز للسلام لا تتركوني هكذا أعوام .
عذرا رائحة بلادي فتبدلت الأحلام، وعذرا يا ليلة الميلاد فسيرت الأعوام ولا حلم يلتقي بك في المنام.
في بلادي شعراء خدعتهم الكلمات وأخذتهم المتوهمات،فلا حاضر يدافع ولا مستقبل سامع ولا فكر بذلك للتفكير واسع , هنا لغة الشعراء كالوهم وقهوة الأمراء كالجرم وإيجاد النفس حلم.
لا شيء كما هو سوى صدى صوت يستصرخ شهيدا شهيدا للقائد, لا شيء هنا سوى صدى موت يؤرخ قتيلا ويناهد. لا شيء يا بلادي سوى أمهات تتحدث عن طفولة اغتسلتها المدافع وقضى عليها زمن متصارع لا شيء يا بلادي سوى جنسية فلسطينية ونسيان للقدس لغزة لطبريا.
آه يا بلادي فملامح انتمائي تشوهت بالغربة وأنا فيك لكنني دوما انسج الحنين مرة أخرى إليك.
هنا في بلادي واقعيون وطنيون مستبدون كارهون متمردون طيبون.
لا تختلف السماء القمرية ولا الحقيقة الأبدية فالمكان واحد والوطن واحد .
لا خيال هنا يخاف على شعبي ولا موال بموتي يكتفي .
لا حقيقة لجنسيتي تنتمي ولا أمل لوطنيتي يقتدي .
لا شيء سوى بعثرة كلمات وبقايا أموات في حادث تسابقت فيه الكاميرات .
لا شيء سوى قصيدة معجة بالأخطاء وموال يكتض بالغناء لا شيء سوى حلما يعانق مساء.
هنا في بلادي نحن المتكلمون وهم فقط المتسلطون، لا ملامح انتماء عندهم ولا عاطفة وطن تحكمهم، فالحاضر يرفض والمستقبل يتقبل ولا أحد هنا ينتفض ولا إنجاز يتأمل.
ألوان عدة في بلادي الأخضر والأصفر والأسود والأحمر والجنسية الوطنية والراية الأبدية تتبخر.
لا زال في السماء قمر ولا منكم شيء ينتظر