زيــارة غريبة !!!! - ماهر حسين
وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور الزيارة التي يقوم بها أمير قطر الشيخ حمد أل ثاني إلى غزة بأنها(غريبة) !!!!! في الحقيقة بأن الوصف الإسرائيلي للزيارة أغرب من الغرابة !!!! فهي ليست موافقة وليست رفض !!!!
ليست دعم للزيارة وليست منع!!!! .
الموقف الإسرائيلي نابع من حقيقة كون إسرائيل تتمتع بعلاقات حسنة مع قطر وبالتالي لا أظن بأن إسرائيل معنية بإثارة فوضى دبلوماسية مع قطر من اجل الزيارة بل اعتقد بان هناك تنسيق مـــا من اجل هذه الزيارة ....الزيارة سيرافقها مشاريع ومساعدات وأموال ودعم . فمن غرائب الزيارة التي جعلت الموقف الإسرائيلي غرائبيا".....بأن الزيارة ستتم عبر معبر رفح !!!!الزيارة تعتبر دعم لحكومة حمــــاس ..حماس المقاومة والممانعة ...حماس الصواريخ ...حماس التي تريد فلسطين من النهر للبحر وتريد تدمير إسرائيل ....ومع ذلك إسرائيل قالت فقط بأنها زيارة (غريبة) !!!
فلقد سارعت إسرائيل منذ أيام لمنع سفينة تحمل مساعدات لدخول غزة وقامت بإيقاف راكبيهــــــــا و خسرت إسرائيل علاقات مميزة مع تركيا بسبب سفينة مساعدات ...فكيف بزيارة تحمل الدولارات والمشاريع والأفق المفتوح لغزة وحكومتها الحمساوية الجهادية الممانعة !!!!!!!
نعم قد تكون الزيارة غريبة على حد وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ....غرابتها بالنسبة لي تنبع من كونها تأتي بالتنسيق منفردا" مع حماس وكان من الممكن أن تكون بتنسيق سياسي مع الرئيس والقيادة الفلسطينية وتنسيق ميداني مع حماس باعتبارها تحكم غزة ...كان من الممكن أن تكون الزيارة بهدف تعزيز فرص إنهاء الانقســــام ....كان من الممكن أن يكون عنوان الزيارة إعادة إحياء( اتفاق الدوحة) بين حماس والسلطة حيث من المعروف بان من افشــــــــــل الاتفاق هو حماس (غزة) حيث تم رفض الاتفاق بين الرئيس الفلسطيني أبو مازن ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل ....هذا هو وجه الغرابة في الزيارة فهي انحياز لطرف وتعزيز لطرف على حساب الشرعية وبنفس الوقت تعزيزي لانقســــام ليس بمصلحة احد . هذه هي غرائب الزيارة كما أراها . الأغرب وكما أشرت من غرائب الزيارة هو غرائبية الموقف الإسرائيلي!!!!
بالنسبة لي أرجو وأتمنى أن تكون الزيارة فرصة لرفع الأعباء عن كاهل المواطن الفلسطيني في غزة ..أرجو أن لا تكون الزيارة لتعزيز الانقسام وتأكيد على رغبة بعض الدول بالتعامل مع فلسطيني وقضيتها من بوابتي غزة ورام الله وهذا مؤلم وقاصم للقضية الفلسطينية . أرجو أن تكون الزيارة مقدمة لكي يكون وعي حركة حماس (غزة) للواقع السياسي مختلفا" عن النظريات التي تحكم عقلية قياداتهم الغارقة في عالم الأنفاق والعلاقات القائمة على المصالح .
كنت أتمنى لو كانت الزيارة الأمير حمد لكل من رام الله وغزة ..
لقلنا حتما" إنها زيارة تهدف للحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية ...تهدف لإعادة إحياء اتفاق الدوحة ...أو تهدف لتحريك عملية السلام . زيارة غريبة ومواقف غريبة وتوقيت غريب وللأسف موقف قيادتنا الضعيف لا يتناسب مع غرابة الزيارة . ولا حول ولا قوة الا بالله .