عبد الستار قاسم... شخصية تبحث عن مؤلف- سلوى حرب
لا يفوّت عبد الستار قاسم فرصة أو مناسبة مهما تكن, إلا وحاول استغلالها إلى أقصى الحدود, كي يظهر اسمه على قاعدة "خالف تعرف", وادعي وزايد وان بمجرد الأقوال وليس الأفعال طبعاً, لتصبح علماً.
هذه دوافع استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الذي لم يحقق أياً من أحلامه المريضة في أن يصبح شيئاً.
كان واحداً ممن وقعوا على ما سمي "بيان العشرين" ذماً وقدحاً في السلطة الوليدة الناشئة, وزايد بعد ذلك في كل المناسبات والظروف, كتب كلمات تحمل حقداً أعمى, بعيداً عن أصول التوجيه المسؤول والنقد البناء.
ترشح لرئاسة السلطة التي يعيب عليها أنها سلطة تحت الإحتلال, وأن من يشارك بها في هذا الحال يكون مشبوهاً.
ماذا لو نجح عبد الستار؟ هل كان سيعلن الحرب الشعواء ضد إسرائيل ويحرر فلسطين من بحرها لنهرها بالقوة وبجحافل الجنود التي يمتلكها؟ هل كان قادراً على إزالة الإستيطان وطرد المستوطنين وكنس الإحتلال والحواجز التي يقيمها هنا وهناك؟ هل كان قادراً على السيطرة على المعابر وعلى الحركة الحرة دون أي إعاقات؟ هل كان قادراً على إنشاء الصناعات وتدشين مشاريع الزراعة والمياه وتنظيم التصدير والإستيراد على هواه؟
عبد الستار الذي لم يكن مناضلاً في يوم, ولم يشترك في معركة أو عملية فدائية, ولم يكن عنصراً في صفوف أية مقاومة, بهاجم ويتهم ويتصيد في الماء العكر, يشتم ويلعن دون وازع من أخلاق أو مسؤولية أو خجل من أي شيء, يحرض ويعيب الآخرين كلهم دون أن ينظر إلى نقصه وأمراضه وعيوبه. لا يتحقق من أي قول أو إشاعة أو تحريف قبل رده عليه, يتخيل بعقله المنفصم أنه يتحدث أو يمكن أن يكون متحدثاً باسم الجماهير والشعب. لم يحاول, بل تجاهل ما أوضحه الرئيس بشأن تصريحاته للقناة الإسرائيلية.