الحنين الى البدوي الأحمر.. الشاعر محمد الماغوط شخصياً..- احمد دحبور
لا أحسب أن ظاهرة الشاعر السوري محمد الماغوط يمكن أن تتكرر، فهذا الأليف النفور، الساخر الجاد، الحائر في جنس الشعر الذي يكتب، المؤسس مع ذلك لقصيدة فريدة نثرية لكن يعترف بها حتى السدنة التقليديون، هو نسيج وحده في خطاب خاص به، ولا ينضوي تحت جناح مدرسة او تيار على كثرة ما تدعيه المدارس الحديثة والنزعات الراديكالية.. والى ذلك، ظل يعطي انطباعاً بالتشرد والفرادة حتى بعد أن أصبح مرجعاً يعاد اليه، أو لاسمه، الشعراء والمثقفون..
في بلدة سلمية رأى النور لأول مرة عام 1934، لكن اسمه ازدهر كانفجار وردة على غير توقع، في بيروت.. ربما كان من اقتاده اليها او بشر به هناك، الشاعر الكبير ادونيس، جمع بينهما انهما سوريان لاجئان الى لبنان، وكانا يومذاك منتسبين الى الحزب السوري القومي، ثم جمعتهما صلة مصاهرة فأصبحا عديلين بعد ان تزوج الماغوط من الشاعرة سنية صالح، شقيقة الناقدة خالدة.. لكن هذا المتفلت من أي اطار جامع، ظل ابن روحه أولاً، بعيداً عن الأحزاب والتجمعات والتنظير، وحين اصدر مجموعته الاولى «حزن في ضوء القمر» - وكان ذلك عام 1958 او قريبا من هذا التاريخ، شد أنظار الشعراء والنقاد والمثقفين بقوة لافتة.. ولم يلبث أن أصدر مجموعته الثانية «غرفة بملايين الجدران» ليتبين ان مجموعته الاولى لم تكن بيضة ديك، بل ان شعراً جديداً كان يبشر به صاحب هذا الصوت المتفرد.. وحين التف حوله القراء والمريدون، لم تأخذه نشوة النجاح، بل ظل مخلصاً لحزنه الذي اكتشفه في ضوء القمر، حتى أن عنوان مجموعته الجديدة يومها، كان «الفرح ليس منتهي»..
وعمل في الصحافة. فكانت زواياه الأدبية بمثابة هدايا مباغتة يتلقاها قراء الصباح كل وقت، وناداه المسرح فكتب قصيدته المسرحية، إذا جاز التعبير، «العصفور الأحدب»، ثم أخذ مسرحه طابعاً شعبياً ساحراً بعد تعاون مع دريد لحام. وكتب «المهرج» ثم كتب للسينما «التقرير» و«الحدود» حتى ليمكن لهذا المبدع الحديث الطليعي أن يوصف بالكاتب الأكثر شعبية..
وظل «سياف الورد» هذا يدهم قراءه بجديده فلا يراوح ولا يتكرر، بل تكمن المفاجأة في كل نص من نصوصه، من العنوان المثير «سأخون وطني» حيث تتدافع الخواطر واللمحات والومضات، الى مجموعته الأخيرة الكبيرة «البدوي الأحمر»..
إلا أن آخر مفاجآته، بالنسبة اليّ، كان رحيله الذي مهد له تعب جسدي مع ميل الى البداية وتساقط الأسنان، من غير أن يتخلى عن سخريته اللاذعة حتى من نفسه، وهو القائل: أرأيتم مثلي؟ لقد نذرت كتاباتي ضد الحكومات والقمع ومع ذلك فقد عملت يوماً رئيساً لتحرير مجلة «الشرطة»!!..
رحمه الله.
البدوي الأحمر
إذا أخذنا المكتوب من عنوانه، كما في تعبيرنا الشعبي، وجدنا الماغوط مخلصا لجذوره في بادية الشام، الا ان البدوي الذي فيه ليس بدائيا بسيطا، اذ هو عين حاذقة ترى وتحلم وتحدس، وهو لا يستلف صفة الاحمر من لون سياسي فاقع، بل يصغي الى واقع تاريخه الشخصي، من حيث حرصه على ارومة غير موروثة او موروثة، بل هو وقع الحياة اليومية بما تحمل من تشرد وغربة، فالاحمر يحيل ثقافيا على الهنود الحمر بما هم سلالة نبيلة منقرضة، والمقاربة هنا ليست عرقية، بل ناظمة لعلاقات معقدة مع المدينة والبادية والريف كانت خلاصتها خيبة المغترب في عالم لا يتلاءم واياه، حتى لا تبدو الخيانة الصادمة، حسب عنوان مجموعته، بمثابة اعادة قراءة لمفهوم الوطن.. فهو ابن وطنه حتى النخاع وان كان يحتج على الانظمة التي اطلقت على الطغيان اسم الوطن. وهكذا يخون ما اطلقوا عليه اسم الوطن، ليظل مخلصا للوطن الماكث في الروح، الوطن الحقيقي.. وبهذا المعنى كان هو ذلك البدوي البريء، الخارج على الظلم، والداخل عميقا في ثقافة تؤسسها معاناته اليومية..
فالى اين يقودنا هذا الشاعر الحديث الذي كتب الى جانب قصائده الطليعية النوعية، مسرحياته ذائعة الصيت: ضيعة تشرين - غربة - كاسك يا وطن - خارج السرب؟ انه خارج السرب حقا حتى ليقول:
ولذلك انا أثأر لكل لسان مقطوع
او جناح مهيض
او نهد مخترق او اغنية عابرة
او هذيان، وتساقط دموع وأهداب
فهو لا يطلب ثأراً قبلياً، بل يثأر من لغة الثأر ذاتها، من الخوف والقهر ومسببات الضياع، يخلع مؤسسات وأنظمة، وينتمي بجدارة الى المتاهات والحلقات المفرغة «الى حيث الشمس والهواء والطيور».. والى ذلك ليس انخلاعه ضربا من العدمية والعبث، بل هو احتجاج أليم على الظل والعدمية التي تتجلى له في الرصيف، وفي شوارع الوطن والمنفى، وفي الهوان العام، من نكبة فلسطين الى آخر هزيمة عربية الى «دواليب الحظ التي لا تؤدي الى شيء».. لقد رضي من الغنيمة بالإياب، وعقد صفقة فريدة من نوعها في شعرنا الحديث، حيث استغنى عن الفرح والشواطىء والقطارات، مقابل الحزن والرمل والدخان:
خذوا دواليب الحظ
واتركوا لي الأوراق الخاسرة
على ان هذا الراضي بالخسارة يضمر وعيا جارحا لحقيقة الخطاب الرسمي حق ليصرح في وجه الحكام:
خذوا انتصارات تشرين
واتركوا لي هزيمة حزيران
فالهزيمة واقع ملموس، اما الانتصارات الخلبية فقد شبع منها كأي مواطن عربي منكود، لقد طرح الشعارات الكبيرة جانبا، وعاد يبحث عن الممكن البسيط مقدما اوراقه الى «الحزن.. لأن حزني معفى من ضريبة الدخل»! واعيا انه «اقسى ما في الوجود - ألا يكون هناك ما تنتظره - او تتذكره - او تحلم به» فلينتظر وليتذكر وليحلم بما يمكن ان يكون حقاً:
أريد شيئاً مؤكداً كالحب والموت والخيانة
وبلداً مفتوحاً على الجهات الأربع
وعاصمته الرياح
وليست هذه استقالة بل هي الذهاب الى صميم الموضوع حتى لو لم تتعامل معه المؤسسات الرسمية بجدية، ومن المفارق أننا، ازاء هذا الوضوح في مسعاه، نكاد ننسخ ما يقوله حرفياً لنعرف ما يريد فقد قال الكثير حتى انه يوشك على اعفائنا من اي تعليق او اضافة..
مصالح مشتركة
في قصيدته الطريفة «اعادة تأهيل» يتوجه الماغوط الى عشرين مبدعا عربيا معروفا، بين حي وراحل، مثل نزار قباني وادونيس وتوفيق صايغ وفاتح المدرس ومظفر النواب وبدر شاكر السياب ليطلب من كل منهم شيئا ما، شيئا غير ضروري، لا لشيء سوى تأكيد ما يجمعه اليهم من لهب الابداع وحيرة الوجود، مؤكدا انه
لقيط لغة ومشرد قواميس وسجع ومقامات
وطريد صرف ونحو واملاء وعدالة
ولن اظل مسؤولا عن كرامتي الى الأبد
وليست هذه المرة الوحيدة التي يتجه فيها محمد الماغوط الى شخصيات عامة، ثقافية غالباً، دونما هدف واضح، اللهم الا اقتفاء المصالح المشتركة مع هذا اللفيف من البشر، وهي مصالح عفوية لا تتعدى الانتساب الى محيط واحد. وفي هذا، كما ارى، تعبير عن التوق الى التواصل الانساني بعيدا عن العلاقات العامة والبراغماتية، مثل توق والت وايمان الى عابر الطريق الذي يدعوه للحديث والتعارف بدعوى ان الحياة تستحق هذا التواصل والتعارف، مما يصبح ضروريا اكثر اذا وعينا غربة الشاعر واكتشافه مصلحة مشتركة في كل ما يدب على الأرض:
هناك مصلحة مشتركة
بيني وبين كل دمعة في بلادي
ومع أي نهر او شجرة او سحابة او حكاية او اسطورة
وشاعر يعقد مصالح مشتركة مع كل ما يحيط به ومن يحيط به، هو شاعر يدرك بشكل فادح انه محتاج الى كل شيء، وانه ليس وحده في ذلك فالنوع البشري، ولا سيما اذا كان عربيا معاصرا، تتأكد مأساته في شعوره القاتل بالوحدة حتى لو كان وسط الجموع. وليست دلالة البدوي الأحمر إلا هذه، فهو موجود لا بالفعل بل بالامكانية، وشرط هذه الامكانية ان يعثر على الآخر وأن يعمل على عدم انقراض جنسه، بالتواصل مع بقية عناصر هذا الجنس.
فهو بهذا المعنى أشبه بالطفيلي العربي الشهير «اشعب» مع فارق انه لا يتطفل على الدعوات والمآدب، بل على الفعل الانساني المشترك حتى لو كان هذا الفعل مجرد صفعة من الآخر:
كل ما حولي لي ومن حقي
صديقة أم عدوة
حتى الصفعة على وجهي لا أردها
على أن هذا المقبل على الآخرين بكل اريحية وحيوية، لا يغفل عن مأساة كونه وحيدا بقلم مكسور ومفردات خرقاء، فليس مهما من تكون بل ما انت عليه، وليس ما عليه الماغوط الا هذا الضعف الانساني والاحساس الموحش بالوحدة:
جذوري في حذائي
وحيث أقف وأتثاءب هو وطني
وما دام الأمر كذلك فانه يحق له ان يكتب تسعا وثلاثين قصيدة بالتمام والكمال، ويعطي هذه القصائد كلها عنوانا واحدا: «البدوي الأحمر»، ومن لا يصدق فليعد الى ديوانه الأخير هذا:
«البدوي الأحمر»
بيئة مختلفة
لقد تحقق السحر الشعري لدى هذا الشاعر في بداياته، من خلال الغربة والتسكع والبطالة والتحديق الحزين في ضوء القمر، اما في مجموعته الأخيرة، وقد صدرت بعد ان تجاوز السبعين، فان الصورة الشعرية عنده قد اكتسبت نكهة جديدة. صحيح انه ظل مخلصا لغربته المزمنة، لكن التسكع والبطالة استبدلا بحالة من التأمل والحنين الغامض الى البدوي الأحمر الذي لا يشيخ، والى الحزن المتأصل فيه حتى غدا من علاماته الفارقة:
أيها الحزن الأليف كالأهداب
والمبكر كعصافير الصباح
لقد ربيتك كل شبر بنذر
ولن افرط فيك بسهولة
وبهذا فنحن لا نعثر في هذه المجموعة على شوارع بيروت والأزقة الضيقة والحانات كما في مجموعاته السابقة، بل نستغرق في الحزن والملاحظات والمفارقات اللغوية، في اطار من الدهشة البريئة التي اصبحت بصمة شعرية للماغوط. لقد كانت غرفته قديما بملايين الجدران تعبيرا عن احساسه بالحصار، فغدا، مؤخرا، بدويا متفلتا من اي فضاء، هاربا من كل شيء الى اي شيء حتى انه..
استغيث.،. ولا من مجيب
اهرب.. ولا طريق
اعتزل.. لا كهف ولا مغارة
وليس هذا يأساً بقدر ما هو عدم اكتفاء، فما يطلبه لا يجده، بحيث لا يبقى له الا السعال - الذي كثيرا ما اشار اليه في قصائده - مع الصمت والصعود على «سلالم الشعر التي لا تفضي الى شيء».. ولا نحسبن ذلك نوعا من العدمية، بل هي صبوة الى ما ليس باليد.. فالبيئة الجديدة التي تشغل حياته هي أحلامه التي تتسع للسماء والأرض معاً. فالقراء يطالبون اوراقه ومذكراته وأشعاره، بينما يزخر هو بعالم أكثر غنى وتنوعا:
وما من أحد
سمع أمواج بردى والنيل والفرات في شراييني
وصراخ المعتقلين في حنجرتي
ترى أهي دعوة منه لنزور اعماقه وما تعج به من كوابيس وجغرافيا تؤصل لبيئة مختلفة؟
النخبة والرعاع
في نشيد الأمل، وكعادته في التقاط الجزئيات الصغيرة وتحويلها الى صورة شعرية، يرى الشاعر عصافير مغردة تتزاحم حول مكتبه، فيصلي للفرح الذي يأتي به الفجر «أي فجر عظيم ينتظر دفاتري؟».. ولكن هل يصح الفجر العظيم من غير بشر يحتفلون به؟ وأين يجد البشر هذا البدوي المعتزل، هو ذا يقول:
على الأرصفة
بين اقدام الشعب الذي احبه وأكره
أضع دفاتري
ان ذهابه الى الشعب هو ظاهرة صحية ولا شك. لكنه ليس شعبا نظريا مجردا، انه نخبة يحبها ورعاع يكرههم.. فهو يرى الطيور، بما هي رمز لجمال الحياة، قليلة كالفراشات والنجوم، لكنه ممتلىء بما يرى مما يمضّ القلب:
كم سكيراً في كل حانة
وكم جائعا في كل بيت!
وكم مشرداً في كل شارع..؟
انه لهؤلاء جميعا، واليهم ينتمي.. ففي الربيع - وثمة قصيدة له بعنوان الربيع - يعترف بأنه:
ليس عندي كلمة غير صالحة للاستخدام
الكل مطلوب الى الخدمة
وما هذه الا لأنه متوجه الى من يستخدمون الكلمات الارستقراطية والآخرين ذوي الكلمات السوقية، وكل كلمة مطلوبة لخدمة فكرة معينة.. ذلكم هو الشاعر المنتشر في الحياة على امتداد الحياة. حتى ليستخدم في عناوينه التعابير الشائعة، ولا يتعفف عن الكليشيهات الجاهزة، فليس المهم ماذا يقول بل كيف يقول:
أنبح على الغيوم ولا أراها
هل أنا رائد شعر؟ نثر؟
ام رائد مباغ وحانات
والوطن يرى ويسمع كل شيء
قلما يستخدم الشعراء المتحرشون بالحداثة كلمة الوطن، بدعوى أنها كلمة مباشرة، اما الماغوط فيهذي ويسعل ويكتب شعره الراقي على مرأى من الوطن ومسمع منه، فالكلمات صف جنود والكل مطلوب للخدمة فيما يتعالى الشاعر على مسطرة النخبة بما تسمح ولا نسمح، لأن ما يهمه ويشغله قبل اي شيء هو الوصول على حد تعبيره «الى قصيدة بسعر الكلفة»، والأكيد ان كلفة قصيدته هي النظرة النفاذة الى الحياة ولتكن نظرة رعاعية او نخبوية.. المهم انه يرى.
الذاتي والموضوعي
ينطلق الشعر عادة من الذات المتأثرة بالواقع الموضوعي، وفي حالة بالغة الخصوصية مثل تجربة محمد الماغوط، لا تحرص الذات الشاعرة على اخفاء حضورها، بل ان «البدوي الأحمر»، كما رأينا عيانا، ليس الا القناع الشعري لقائل هذا الشعر. وقد تكون القصائد المكرسة في هذه المجموع لذكرى سنية صالح رفيقة عمر الشاعر الراحلة بمثابة البصمة المؤكدة لقوة حضور الصوت الذاتي. وانه لأمر ذو معنى، ان قصيدته «الوسادة الخالية» - وهي اولى القصائد الخاصة بسنية في هذه المجموعة - تأخذ عنوانا يذكرنا بسينما الشباب ايام عبد الحليم حافظ، لتقول ان لوعة الفقدان تنهل من تلك الفترة الحميمة من العمر، ومع ذلك فان هذه القصيدة المغرقة في الذاتية تنتهي بمقطع يكاد يخرج عن الموضوع المباشر، إذ سرعان ما يصبح الخطاب محمولاً على نبرة وطنية:
ايها الوطن المعقور الجبال والوديان
والمشرد الغيوم والطيور
بفعل قوانين الطوارئ والصلاحيات الاستثنائية
لتشجيع السياحة وجذب رؤوس الأموال
ومن يعرف شخصية الماغوط عن كثب، يتفهم هذا الانتقال المباغت من رثاء رفيقة العمر الى مناجاة الوطن. فمنذ ان كتب اولى قصائده مشردا في شوارع بيروت، ايام حزن في ضوء القمر، والبلاد تتداخل في مستويات وعيه واستيهاماته على ا فتراض ان شعره كله عبارة عن قصيدة متصلة، وما تنقله بين الذاتي والموضوعي كاضافة حركة موسيقية على النشيد العام، قد تبدو طارئة على هرمونية العمل الا انها لا تلبث ان تندرج في السياق.
خذوا مثلا قصيدة «عروبة الخريف»، بدءاً بعنوانها الذي يجمع الخطاب العام الى الرومنسية الطبيعية، مرورا بشكواه من فقدان خصوصياته: «قصائدي، مسرحياتي، كتبي، موهبتي ومقعدي في المسرح»، وصولا الى مرضه المستعصي، لنرى انه لا يعاني مرضا بيولوجيا، بل هي ذكرياته:
حتى المرض المستعصي
الذي جئتك به من اقاصي قريتي النائية
لأهز العالم بصمودي ونجاتي
أخذوه مني
وهي ذكريات تختزل كل شيء: الحب، والعلاقات الانسانية، والاقامة في الوطن، والتشرد عنه.. اي ان الذاتي الحميم الذي يصدر عنه هذا الشاعر الذي صرح يوما بأن «الفرح ليس مهنتي» هو خلاصة الشأن الموضوعي الذي يشغله ويملي عليه قصائده..
كنت - كما قد يذكر بعض من تابعوا مقارباتي النقدية - اعطي هذه الزاوية اسم عيد الاربعاء، إلا اذا كان المدروس راحلا عن دنيانا، فكنت اسمي الزاوية «دمعة الاربعاء».. ا ما في حضرة هذا الشاعر الجميل الذي تعرفت عليه وانا في مقتبل عمري، فإني ارى ذكراه عيداً شعرياً وانسانياً، فحق لهذه الزاوية الخاصة بالحنين الى ذكراه أن تكون عيد الأربعاء.