هل المطلوب أن نموت قهرا وبصمت؟ - موسى الشاعر
يدور في هذه الايام الكثير من الجدل حول ما ورد في مقابلة الرئيس محمود عباس مع احدى محطات التلفزة الاسرائيلية فيما يتعلق بموضوع حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين اقتلعوا من ارضهم نتيجة لإرهاب العصابات الصهيونية عامي 47 و48، وعشية توجه القيادة الفلسطينية للجمعية العامة لنيل العضوية غير الكاملة لدولة فلسطين هذه الصفة والتي اعتقد جازما انها ليست طموح وغاية الشعب الفلسطيني بكاملة ولا تشكل سقفه الاعلى بالمطلق فما يتطلع اليه شعبنا بكل شرائحه الوطنية هو أكثر من ذلك، إننا نتطلع لأن تكون لنا دولة كاملة العضوية وذات سيادة على ارضها وسمائها وهوائها، ولكن في ظل اختلال موازين القوى فان السياسة هي فن الممكن دون أي تفريط بالحقوق الثابتة التي تعيش في اعماق كل فلسطيني شريف سواء كان لاجئا او غير لاجيء فما عاد الاحتلال يفرق بين هذا وذاك فأرضنا كلها مستهدفة وهويتنا مستهدفة ووجودنا مستهدف ولا يملك احد حق او إمكانية التنازل عنها.
ولأن الموضوع جد خطير وهام فإن ما يدور من جدل مسألة صحية في ظل تشويه ما جاء في مقابلة الرئيس محمود عباس نتيجة لإقتطاع بعض العبارات وبترها عن سياقها من قبل ما يسمى بالصحافة الاسرائيلية المجندة أصلا لخدمة الاغراض والاهداف الاحتلالية والتوسعية الاسرائيلية والبعيدة كل البعد عن المهنية والموضوعية، والتي قادت بعض المحطات العربية وعلى رأسها الجزيرة للإنجرار خلفها وترويج ما اوردته المحطة الاسرائيلية بهدف الاساءة للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس عباس متساوقة مع اهداف وتطلعات اسيادها من الاعراب الذين اصبحوا جزءا اصيلا من التآمر على شعبنا وقضيته.
لقد أثلج صدري عندما قرأت تصريحات الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة ردا على حملة التشويه التي يتشارك فيها الاحتلال وبعض الاطراف الفلسطينية وعلى رأسها حماس والتي قال فيها "ان السلطة ستكشف قريبا ملفات تثبت تورط جهات عربية وفلسطينية في اتصالات سرية مع اسرائيل تهدف لمنع الرئيس من التوجه للأمم المتحدة لطلب الاعتراف بدولة" !
والسؤال هنا متى كان بعض الاعراب مع القضية الفلسطينية اليس الاعراب هم من يتلقون الاوامر والتوجيهات من اعداء شعبنا وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية راعية المشروع الصهيوني وحامية دولة الاحتلال؟ اليسوا هم من يفرضون الحصار ويضيقون الخناق على شعبنا وقيادتنا في كل المراحل بدءا بحصار بيروت وحصار الشهيد ياسر عرفات وانتهاء بموضوع الامم المتحدة وما بينهما كثير يصعب المرور علية في هكذا مقالة؟ اليسوا هم من يعزز الانقسام على ساحتنا الفلسطينية تساوقا مع الرغبة الاسرائيلية والامريكية في اضعاف الموقف الفلسطيني؟ والا ماذا نسمي زيارة امير قطر للحكومة المقالة او حكومة الانقلاب في غزة وهذا الكرم الزائد من الاموال في الوقت الذي يتوقف فيه الدعم عن الشرعية لخلق حالة من التذمر والفوضى في ظل عدم توفر رواتب الموظفين؟ اليس ذلك من باب ضرب الشرعية وإضعافها واحد أشكال الضغط على القيادة الفلسطينية لثنيها عن التوجه للأمم المتحدة ملوحين بأن البديل للشرعية الفلسطينية موجود كخيار للتعامل معه في قطاع غزة خاصة وان هذا البديل لا يتردد في قبول مشروع الدولة المؤقتة والهدنة طويلة الاجل والتي تتيح للاحتلال قضم ما تبقى من أرضنا المحتلة.
وفي ظل هذا التآمر المفضوح والمخزي من قبل بعض الاعراب لماذا لا تفرد المعلومات على الطاولة وفي الاعلام؟ والى متى يتوجب على القيادة الفلسطينية المخذولة عربيا الحفاظ على حالة الصمت وهي تتعرض في كل لحظة للضغط والخذلان والمزايدة من الاشقاء تلبية لرغبة أعداء الامة العربية وعلى طريق تذويب القضية الفلسطينية وضياع ارضها ومقدساتها، ألم يحن الوقت لفضح كل المتآمرين والمشاركين في هذه المؤامرة عربا وفلسطينيين؟ وماذا تبقى لنخسره؟ فهل المطلوب ان نموت قهرا وبصمت؟
اخيرا ارجو ان تمتلك قيادتنا الجرأة لنشر الحقائق ووضع النقاط على الحروف، لأن عدالة قضيتنا اكبر بكثير من المجاملات، ولأننا ان بقينا على هذا الحال من الصمت ستجد قيادتنا انها قد فقدت كل شيء وأهم شيء...المصداقية مع شعبها!