في الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد الرمز أبو عمار -مايك جورج سلمان- بيت لحم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا}.
يصادف يوم الحادي عشر من تشرين الثاني من هذا العام الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد الرمز والشهيد الخالد (أبو عمار) ياسر عرفات. هذا القائد الفذ الذي حمل البندقية في ساعد وأبى ان يسقط غصن الزيتون من الساعد الاخر، فدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأبرز قادة حركات التحرر في عالمنا المعاصر.
إننا نقف أمام ذكرى استشهاده وقفة إجلال وإكبار، وقفة صعبة على النفس والوجدان، مضنية للقلب والعقل، وقفة مجللة بالأسى المهيب، مكلومين ملتاعين بفقدان قائد وأب وأخ ، قاد درب النضال على مدى أربعة عقود محفوفة بالمخاطر والمغامرات التي واكبته في حله وترحاله، لم يغمض له جفن فيها، فكان دائما حاضرا متوقدا وحارسا ساهرا على مصلحة الشعب والقضية. لم يعرف الراحة أبداً، ولم يثنِهِ عن عزمه أي كلل أو ملل، ورغم انشغاله في التدابير الكبيرة، غير أنه لم تغفل عنه حتى أدق التفاصيل الصغيرة.
لقد ترك غيابك أيها الفارس المغوار فراغا كبيرا فتردَّت أحوالنا وانحدرت إلى مستنقع من الرمال المتحركة لا نجاة فيها. فها نحن اليوم نعيش في وطن جريح تقسَّم بفعل الانقلاب الاسود في 15/6 / 2007 إلى شطرين وها هي مدننا الفلسطينية تحاصر وتعزل بفعل جدار الفصل العنصري الذي شيدته سلطات الاحتلال الغاشم بأيادٍ آثمة، مقطعة أوصال الوطن وعازلة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية عن بعضها بعضاً، وها هي المعتقلات لا تزال تعج بالاسرى المناضلين، وعيون الغدر تصول وتجول تارة متخفية وطوراً على العلن، دون رادع وكأن شعبنا اصبح يعيش في سبات عميق لا حول له ولا قوة، حيث لا مشاعر تهزنا أو واعز ضمير يُحرِّكُنا!!!.
وها هو داءً الاستيطان العضال لا يزال ينخر جسد هذا الوطن الجريح منتشراً بصورة مطَّردة ليقضي على التواصل الجغرافي بي مدننا العزيزة ، وهدف سلطات الاحتلال الرئيس هو حرمان شعبنا من اي فرصة في تحقيق حلمه الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وبهذه المناسبة هناك اسئلة تطرح نفسها وهي ... ماذا بعد؟!!
هل نستمر على هذا الحال والى متى؟!!
هل نترك الإحباط يعبث في أحاسيسنا ومشاعرنا الى أن يخبو شعاع الأمل في نفوسنا، فيدمر اليأس حلمنا ويقضي عليه نهائيا ؟!!
هل نقدم فلسطين العزيزة الى سلطات الاحتلال الغاشم على طبق من فضة ونساعدها على تحقيق الحلم الصهيوني بإنشاء وطناً قومياً لليهود على ما يسمى بأرض اسرائيل الكبرى؟!!
ماذا عن حق اللاجئين في العودة وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 194؟!!
وماذا عن الأسرى الأشاوس القابعين خلف القضبان في سجون الاحتلال البغيض، هل نتبع نزواتنا الحزبية ونتركهم مركونين خلف غياهب هذه القضبان؟!!
وماذا عن تحقيق الحلم الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على التراب الفلسطيني المحتل منذ الرابع من حزيران عام 1967 ؟!!
إن الواجب يُحتِّم علينا ونحن نحتفل في الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد الرمز،أن نتعالى على كل الجراح وأن نعمل جاهدين على رأب الصدع وإعادة اللحمة والوفاق، وإنجاح الحوار المتعثر سعياً الى تحقيق الوحدة الوطنية على اساس من الاحترام المتبادل واعتراف الطرف بالطرف الاخر، وأن نسعى الى وضع استراتيجية موحدة لمواجهة سياسة الغطرسة والتوسع الاستيطاني التي تتبناها حكومة الاحتلال الفاشية.
ألم تدنو الفرصة كي نتخلص من المراهقة الحزبية التي نعاني منها جميعا وأن نرتقي إلى مرحلة النضوج السياسي والفكري؟!! إن صوت العقل يقضي بأن نلقي بالنظرة الحزبية الضيقة والأنانية الفصائلية إلى وهدة عميقة في سبيل المصلحة العامة سعيا إلى بناء مستقبل أكثر أمنا وإشراقا لأجيال المستقبل.
إن فشل الحوار سيؤدي إلى اشتعال لظى الفتنة وانتشارها كالنار في الهشيم حتى تبلغ بنا الى مرحلة اللاعودة وهذا بدوره سيقودنا لا محالة إلى الدمار والاندثار.
دعونا نجتمع على كلمة سواء فننبذ العداء المستفحل، ونوقف تراشق الاتهامات عبر وسائل الإعلام، وأن نضع نصب عيوننا هدفا واحدا فقط ألا وهو مواجهة الاحتلال ودحره.
هذه دعوة انقلها بهذه المناسبة الى قادتنا السياسيين من جميع الفصائل بأن يتخلوا عن الأنانية الشخصية والحزبية من أجل المصلحة العامة. آن الأوان كي نستعيض عن هذه الأنانية القاتمة والباردة بروح التعاون المشع الدافئ بقبول الطرف للطرف الآخر بروح ديمقراطية عالية، وبتجديد العهد في الحفاظ على الثوابت الفلسطينية التي أقرتها الحركة الوطنية عبر مؤتمراتها المتعاقبة.
دعونا نخلد مع أنفسنا هنيهة بروية وسكينة وعمق تفكير عسى أن يصحو صوت الضمير فينا، فنعود إلى رشدنا وحيويتنا ونغير ما بأنفسنا من أنانية وحسد وضغينة وحقد أسود عملا بقول الله عز وجل في كتابه العزيز: {إنَّ الله لا يُغَيِّرُ ما بقَوْم حتى يُغيِّروا ما بأنفُسِهِم}.
لقد ترجل الشهيد القائد البطل عن جواده رافعا رأسه.
ترجل وهو قابض على جمرات الثوابت الفلسطينية بيديه الأبيتين، ولم تهن عزيمته للحظة ولم يتنازل رغم كل الضغوط والإغراءات وكابد من العزلة والحصار ثلاثة أعوام داخل مبنى المقاطعة في مدينة رام الله ودفع في النهاية حياته ثمنا باهظا لتمسكه الحازم بهذه الثوابت، وبإيمانه في حتمية تحقيقها كاملة غير منقوصة.
نعم... لقد ترجل الفارس المغوار تاركا لنا إرثا عظيما وحملا ثقيلا وخطا أحمر لا يمكن تجاوزه.
ولا يسعني بهذه المناسبة سوى أن ارفع الدعاء الى المولى عز وجل، كي يغدق على زعامتنا الفلسطينية بقيادة الأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" الحكمة والسؤدد لمتابعة المسيرة وفقا للنهج الذي خطه الشهيد القائد الرمز.
لقد كرس الشهيد أبو عمار حياته لتحقيق الحلم الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية وعاصمتها القدس، واستشهد القائد الرمز متمسكا بالثوابت الفلسطينية محافظاً عليها بشجاعة وإقدام، فإلى جنات الخلد أيها الشهيد العظيم مع الانبياء والصديقين والشهداء
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ*ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي).
za{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا}.
يصادف يوم الحادي عشر من تشرين الثاني من هذا العام الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد الرمز والشهيد الخالد (أبو عمار) ياسر عرفات. هذا القائد الفذ الذي حمل البندقية في ساعد وأبى ان يسقط غصن الزيتون من الساعد الاخر، فدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأبرز قادة حركات التحرر في عالمنا المعاصر.
إننا نقف أمام ذكرى استشهاده وقفة إجلال وإكبار، وقفة صعبة على النفس والوجدان، مضنية للقلب والعقل، وقفة مجللة بالأسى المهيب، مكلومين ملتاعين بفقدان قائد وأب وأخ ، قاد درب النضال على مدى أربعة عقود محفوفة بالمخاطر والمغامرات التي واكبته في حله وترحاله، لم يغمض له جفن فيها، فكان دائما حاضرا متوقدا وحارسا ساهرا على مصلحة الشعب والقضية. لم يعرف الراحة أبداً، ولم يثنِهِ عن عزمه أي كلل أو ملل، ورغم انشغاله في التدابير الكبيرة، غير أنه لم تغفل عنه حتى أدق التفاصيل الصغيرة.
لقد ترك غيابك أيها الفارس المغوار فراغا كبيرا فتردَّت أحوالنا وانحدرت إلى مستنقع من الرمال المتحركة لا نجاة فيها. فها نحن اليوم نعيش في وطن جريح تقسَّم بفعل الانقلاب الاسود في 15/6 / 2007 إلى شطرين وها هي مدننا الفلسطينية تحاصر وتعزل بفعل جدار الفصل العنصري الذي شيدته سلطات الاحتلال الغاشم بأيادٍ آثمة، مقطعة أوصال الوطن وعازلة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية عن بعضها بعضاً، وها هي المعتقلات لا تزال تعج بالاسرى المناضلين، وعيون الغدر تصول وتجول تارة متخفية وطوراً على العلن، دون رادع وكأن شعبنا اصبح يعيش في سبات عميق لا حول له ولا قوة، حيث لا مشاعر تهزنا أو واعز ضمير يُحرِّكُنا!!!.
وها هو داءً الاستيطان العضال لا يزال ينخر جسد هذا الوطن الجريح منتشراً بصورة مطَّردة ليقضي على التواصل الجغرافي بي مدننا العزيزة ، وهدف سلطات الاحتلال الرئيس هو حرمان شعبنا من اي فرصة في تحقيق حلمه الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وبهذه المناسبة هناك اسئلة تطرح نفسها وهي ... ماذا بعد؟!!
هل نستمر على هذا الحال والى متى؟!!
هل نترك الإحباط يعبث في أحاسيسنا ومشاعرنا الى أن يخبو شعاع الأمل في نفوسنا، فيدمر اليأس حلمنا ويقضي عليه نهائيا ؟!!
هل نقدم فلسطين العزيزة الى سلطات الاحتلال الغاشم على طبق من فضة ونساعدها على تحقيق الحلم الصهيوني بإنشاء وطناً قومياً لليهود على ما يسمى بأرض اسرائيل الكبرى؟!!
ماذا عن حق اللاجئين في العودة وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 194؟!!
وماذا عن الأسرى الأشاوس القابعين خلف القضبان في سجون الاحتلال البغيض، هل نتبع نزواتنا الحزبية ونتركهم مركونين خلف غياهب هذه القضبان؟!!
وماذا عن تحقيق الحلم الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على التراب الفلسطيني المحتل منذ الرابع من حزيران عام 1967 ؟!!
إن الواجب يُحتِّم علينا ونحن نحتفل في الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد الرمز،أن نتعالى على كل الجراح وأن نعمل جاهدين على رأب الصدع وإعادة اللحمة والوفاق، وإنجاح الحوار المتعثر سعياً الى تحقيق الوحدة الوطنية على اساس من الاحترام المتبادل واعتراف الطرف بالطرف الاخر، وأن نسعى الى وضع استراتيجية موحدة لمواجهة سياسة الغطرسة والتوسع الاستيطاني التي تتبناها حكومة الاحتلال الفاشية.
ألم تدنو الفرصة كي نتخلص من المراهقة الحزبية التي نعاني منها جميعا وأن نرتقي إلى مرحلة النضوج السياسي والفكري؟!! إن صوت العقل يقضي بأن نلقي بالنظرة الحزبية الضيقة والأنانية الفصائلية إلى وهدة عميقة في سبيل المصلحة العامة سعيا إلى بناء مستقبل أكثر أمنا وإشراقا لأجيال المستقبل.
إن فشل الحوار سيؤدي إلى اشتعال لظى الفتنة وانتشارها كالنار في الهشيم حتى تبلغ بنا الى مرحلة اللاعودة وهذا بدوره سيقودنا لا محالة إلى الدمار والاندثار.
دعونا نجتمع على كلمة سواء فننبذ العداء المستفحل، ونوقف تراشق الاتهامات عبر وسائل الإعلام، وأن نضع نصب عيوننا هدفا واحدا فقط ألا وهو مواجهة الاحتلال ودحره.
هذه دعوة انقلها بهذه المناسبة الى قادتنا السياسيين من جميع الفصائل بأن يتخلوا عن الأنانية الشخصية والحزبية من أجل المصلحة العامة. آن الأوان كي نستعيض عن هذه الأنانية القاتمة والباردة بروح التعاون المشع الدافئ بقبول الطرف للطرف الآخر بروح ديمقراطية عالية، وبتجديد العهد في الحفاظ على الثوابت الفلسطينية التي أقرتها الحركة الوطنية عبر مؤتمراتها المتعاقبة.
دعونا نخلد مع أنفسنا هنيهة بروية وسكينة وعمق تفكير عسى أن يصحو صوت الضمير فينا، فنعود إلى رشدنا وحيويتنا ونغير ما بأنفسنا من أنانية وحسد وضغينة وحقد أسود عملا بقول الله عز وجل في كتابه العزيز: {إنَّ الله لا يُغَيِّرُ ما بقَوْم حتى يُغيِّروا ما بأنفُسِهِم}.
لقد ترجل الشهيد القائد البطل عن جواده رافعا رأسه.
ترجل وهو قابض على جمرات الثوابت الفلسطينية بيديه الأبيتين، ولم تهن عزيمته للحظة ولم يتنازل رغم كل الضغوط والإغراءات وكابد من العزلة والحصار ثلاثة أعوام داخل مبنى المقاطعة في مدينة رام الله ودفع في النهاية حياته ثمنا باهظا لتمسكه الحازم بهذه الثوابت، وبإيمانه في حتمية تحقيقها كاملة غير منقوصة.
نعم... لقد ترجل الفارس المغوار تاركا لنا إرثا عظيما وحملا ثقيلا وخطا أحمر لا يمكن تجاوزه.
ولا يسعني بهذه المناسبة سوى أن ارفع الدعاء الى المولى عز وجل، كي يغدق على زعامتنا الفلسطينية بقيادة الأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" الحكمة والسؤدد لمتابعة المسيرة وفقا للنهج الذي خطه الشهيد القائد الرمز.
لقد كرس الشهيد أبو عمار حياته لتحقيق الحلم الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية وعاصمتها القدس، واستشهد القائد الرمز متمسكا بالثوابت الفلسطينية محافظاً عليها بشجاعة وإقدام، فإلى جنات الخلد أيها الشهيد العظيم مع الانبياء والصديقين والشهداء
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ*ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي).