رسائل من غزة الرسالة الأولى: لا خروج بعد الآن
عادت ناديا من عمان، ودخلت غزة عن طريق مصر، الطريق خالية، المعبر مفتوح، لا أحد يخرج من غزة، بالرغم من أنه اليوم الخامس للقصف الإسرائيلي على غزة، أحست بالراحة عندما دخلت الشارع المؤدي الى بيتها، فهي الآن بأمان.
خلال الإتصال مع ناديا سمعت الصوت الأول، سكتت لتستطيع لتتأكد إن كان القصف قريب من بيتها، صوت ثاني بم بم بم تصرخ ناديا: نعم
القصف قريب الكهرباء مقطوعة ، ولكن هناك مذياع صغير تستطيع من خلاله معرفة أين القصف.
تنادي على إبنها الذي يعتزم الخروج من البيت، وتطلب منه الانتظار لمعرفة أين القصف هذه المرة ، تسمع المذيع يصف مكان القصف، وهو في الشارع الذي تسكن فيه.
قصفت العمارة القريبة من بيتها.
أسرع وأصعب ما خطر ببالها تلك اللحظة وجود أحد بمصعد العمارة التي قصفت، ، تخبرني أنها صعدت على أقدامها حتى الطابق الثامن وهي تحمل أمتعتها خوفاً من أن تقصف عمارتها وهي داخل المصعد ،لا تستعملوا المصعد تكرر.
يرتفع صوت المذياع ، نستمع سويةً الى التفاصيل، ويقول المذيع:" نتمنى السلامة للمواطنين، وسنزودكم بالمزيد من التفاصيل حال ورودها...".
تتذكر ناديا في هذه اللحظة أن صديقتها تسكن في العمارة التي قصفت، وأن مكتب زوجها بالقرب من هذه العمارة، ، تصرخ رغم ذلك :" أنا الآن في بيتي الحمد لله لقد عدتُ لغزة