مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

ذاك الطفل لم يعد هناك - عطا الله شاهين


 أصّر ذاك الطفل على اللعب في باحة منزله، فهو لا يأبه لصوت الطائرات ، ويمسك كرته ويركلها والابتسامة لا تفارق محياه ، ورغم القصف من حوله فهو يصمم على أن تستمر حياته كباقي أطفال العالم.. يداعب الكرة ويقبّلها ويضمها الى صدره وكأنه يقول لها سأشتاق اليك ذات يوم.. فأنت انتظريني على سريري سأعود من المدرسة لكي نمارس جنون اللعب .
الطائرات تقصف وهو يركل الطائرة في كل الاتجاهات، ويركض خلفها ويحاول أن يكون محترفا في مداعبتها ويضربها برأسه ويسدد أهدافا رائعة على مسمع صوت الانفجارات من حوله، ولكنه يحب اللعب ويريد أن يكون كأطفال العالم لهم حقوق يجب صونها. أمه تحضر له طعام الغداء وتحاول ارجاعه الى البيت، ولكنه مصمم أن يبقى تحت القصف لأنه يحب أن يكون طفلا مخلصا لوطنه، فأمه تراقبه عبر النافذة فهو ما زال هناك في باحة المنزل ، وتناديه بصوتها الحنون لكي يأتي ويأكل طعامه.
يرد ذاك الطفل بأنه مشتاق لكرته، فهو لا يريد أن يفارقها ويحاول تهدئتها بيديه، ولا يخاف اللعب هناك خلف الشجيرات بعيدا عن بيته، يبحث عن كرته بين الركام فهو لا يجدها، يحاول الوصول الى بيت جاره المدمّر ربما تكون هناك.. القصف يشتد من حوله وهو مصمم على الوصول اليها... أمه تناديه فلم يعد يجيب عليها... تذهب لتبحث عنه فتجده بين الركام ممسكا كرته ويبتسم، فتدرك أن الطفل سقط شهيدا وتصرخ، ولكن لا أحد يسمعها .. تحمله بين يديها الى المنزل وتبكي بحرقة.. تأخذ الكرة وتضعها على السرير.. تنتظر عودته من المدرسة.. فذاك الطفل لم يعد هناك..
za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024