مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

الإخوان وحماس ودولة الخلافة


 كتب عالم الاجتماع المصري والسياسي المعروف د.سعد الدين ابراهيم مقالا في صحيقة "المصري اليوم" في عددها السبت، تحدث فيه عن العلاقة الخاصة بين حركة "حماس" وجماعة الإخوان" في مصر، وما سيكومن مصيرها، وقال ابراهيم:  إن العدوان الإسرائيلى على غزة «15-21/11/2012»، من وجهة نظر الكيان الصهيونى هو «دفاع عن النفس» فى مواجهة صواريخ القسّام، التى أطلقتها حركة حماس التى تحكم غزة منذ عام 2007، ولا تعترف بها معظم دول العالم.
وفى الصراع العربى - الإسرائيلى المُمتد خلال القرن الأخير كان هناك نمط ثابت فى موازنة هذا الصراع: فى مُقابل كل قتيل صهيونى، يسقط ثلاثون قتيلاً عربياً. وهذا هو ما حدث فى المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وحماس. ففى مُقابل ثلاث ضحايا إسرائيليين سقط ما لا يقل عن تسعين ضحية من الجانب الفلسطينى، فليس هناك توازن فى قوة النيران، أو كمّ ونوع الأسلحة والذخائر المتوفرة لكلا الجانبين. هذا فضلاً عن أن معظم الضحايا العرب يكونون من المدنيين غير المُسلّحين. وفى حالة غزة، تحديداً، يكونون من سُكان المُخيمات المُكتظة باللاجئين.
وبما أن قادة حماس يعرفون ذلك جيداً، فلابد أن يكون فى أذهانهم مُخطط من وراء الاشتباكات الأخيرة. من ذلك مثلاً توقعاتهم بأن تتضامن معهم الحكومة الإخوانية للرئيس محمد مرسى، وأن يفكّوا أو يكسروا الحصار المفروض على قطاع غزة منذ وصول حماس إلى السلطة.
كذلك راحت روايات عديدة حول أدوار قام بها مُقاتلون من حماس لدعم الإخوان المسلمين أثناء وقائع ثورة يناير فى مصر، مثل اقتحام السجون المصرية التى كان يوجد بها إسلاميون، وتحريرهم، بل وقيل إن مُقاتلين من حماس كانوا ضالعين فى أحداث أخرى خلال العام التالى لسقوط نظام حسنى مبارك، مثل أحداث ماسبيرو ومحمد محمود. وأن هؤلاء الحمساويين كانوا يصلون إلى مصر عبر الأنفاق بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية. بل ويُقال إن ضحايا مذبحة رفح من الجنود والضُباط المصريين، أثناء تناول الإفطار فى رمضان الماضى، تم بواسطة نفس العناصر الحمساوية «نسبة إلى حماس»!
وبصرف النظر عن صحة هذه الروايات، أو دقة تفاصيلها، فهى تؤكد مُجدداً أن القضية الفلسطينية هى جزء لا يتجزأ من الهموم الإقليمية المصرية، إن لم تكن أهمها على الإطلاق.
وقد حاول الرئيس الراحل أنور السادات أن يفض هذا الاشتباك المصرى العضوى بالمسألة الفلسطينية بمُبادرته السلامية عام 1977، ولم يتحقق له إلا نجاح جزئى - وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لشبه جزيرة سيناء، وتجميد الصراع المُسلح لأكثر من ثلاثين عاماً. لكن دفع هو «ثمناً باهظاً» وهو حياته نفسها، وعزل مصر عن مُحيطها العربى لعدة سنوات.
ولكن، ها هى المسألة الفلسطينية تُقحم نفسها مرة أخرى، من خلال غزة، على الأجندة المصرية الداخلية والإقليمية والدولية. وهناك مصريون كثيرون، مثل الرئيس «السادات»، يتمنون فض الاشتباك والتداخل مع المسألة الفلسطينية، وحتى تتفرغ مصر لشؤونها الداخلية. وقد تزايد عدد المصريين الذين ينحون هذا المنحى بعد انتخاب د. محمد مرسى رئيساً لجمهورية مصرالعربية. بل ومنهم من يذهبون إلى أن معظم أزماتنا التموينية - مثل نقص الغاز والسولار وسلع أخرى - هو بسبب فتح الحدود مع غزة.
أكثر وأخطر من ذلك تلك الرواية التى انتشرت فى الشهور الأخيرة، ومفادها أن الرئيس «مرسى»، وحكومته الإخوانية، ضالعون فى مُخطط توطين الفلسطينيين فى شبه جزيرة سيناء، لكى تصبح وطناً بديلاً للفلسطينيين!
بل إن هناك رواية أكثر جموحاً، وأوسع طموحاً، وأعمق تآمراً، مفادها أن وصول أعداد كبيرة من تنظيم «القاعدة»، الذى يريد الآن أن يجعل من سيناء مُرتكزاً لتأسيس «إمارة إسلامية» فى مصر، لتكون بدورها نواة لدولة الخلافة الإسلامية الأكبر، والتى ستمتد من إندونيسيا شرقاً، إلى نيجيريا غرباً!
ومن هنا أسّس «بن لادن» قواعد له فى السودان، والصومال، واليمن، ومالى، والجزائر، وبالى «إحدى جُزر إندونيسيا»، وحيثما يوجد فراغ سُكانى واستراتيجى، وحيثما يوجد لدى أبناء هذه المناطق إحساس بالظلم أو السخط تجاه السُلطة فى بُلدانهم. ورغم اغتيال «بن لادن» ورحيله عن دنيانا، إلا أن أفكاره لم ترحل معه.
وتعتبر شبه جزيرة سيناء فى أقصى الشمال الشرقى من مصر مُرشحة بامتياز لكل المواصفات المطلوبة لتنظيم القاعدة. وقد أكدت مصادر مصرية، وإسرائيلية، ودولية، أن عناصر من تنظيم القاعدة، من جنسيات مختلفة، استغلت فترة الهرج والمرج، التى صاحبت أسابيع الثورة المصرية «25/1-10/2/2011»، وانفلات الأمن فى عموم البلاد، إما للتسرّب عبر الحدود مع ليبيا والسودان، أو إيقاظ الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة فى مصر.
لذلك لا ينبغى الاستهانة بمفعول أفكار القاعدة، فى الأجلين المتوسط والبعيد. فكل شىء هائل فى التاريخ الإنسانى بدأ كفكرة. فالماركسية، والصهيونية، والنازية، والقومية، والاشتراكية، وتحرير المرأة، وتحرير العبيد، بدأت كفكرة فى عقول رُسل أو أنبياء أو زعماء. ومن ثم فما يبدو كفكرة قد تبدو مجنونة، لكن يُردّدها ويعتنقها المتطرفون، قد تؤدى إلى زلزال يهز المجتمعات، بل والقارات.
ونحن نعلم أن الإخوان المسلمين، وفرعهم الفلسطينى، حركة حماس، يحلمون بدولة للخلافة الإسلامية، تمتد من إندونيسيا شرقاً، إلى نيجيريا غرباً. ورغم ما قد يبدو على هذه الأفكار من طوباوية وخيالية، فإن هناك آلافاً، إن لم يكن ملايين، يؤمنون بها. ولا نستبعد أن يكون بعضهم فى قطاع غزة، وفى الشريط المُمتد إلى رفح المصرية، ثم فى بقية أنحاء شبه جزيرة سيناء المُترامية الأطراف، والتى يصعب على أى جيش نظامى أن يسيطر عليها تماماً. ونحن لا نستثنى من مثل هذه المخططات، عناصر وكوادر إخوانية وحمساوية، ولذلك لزم التنويه والتحذير.
وعلى الله قصد السبيل.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024