الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

الفدائي رقم (1) في الطريق إلى هناك....

تتميز فتح بشيئ آخر غير المئة وسبعين الأخرى التي تحدث عنها الكيثيرون. يتحتم على من يقود فتح أن يقكون فدائيا. وأن يكون قائدا لفلسطين. كل فلسطين. وليس لفتح وحدها.الفدائي لا يحلم بالحياة المستقرة. الفدائي جندي. يفكر بغيره لا بنفسه. والفدائي صلب الإرادة. لا يلين. ذليل على شعبه عزيز على المحتلين. هكذا كان أبو عمار. في سنواته الأخيره تكالبت عليه الأمم لتحقيق مطلبين:
التخلي عن سيطرته على الأجهزة الأمنية. ونبذ الإنتفاضة الثانية. رفض أبو عمار. قاطعه كلينتون وفقد بذلك مكانته الدولية. حوصر. بغرفتين. اثنتين. لا ثالث لهما. جاءت الدبابات. وقالوا. أخرج ومن معك نعصب عيونكم ونقنادكم كعبد الله أوجلان. فقال عرفات: لا ! بل شهيد. الموت أرحم من الإنكسار واقل إيلاما لشعبي. وكان مع أبو عمار جمهرة من القادة الفلسطينيين يحملوان أكفانهم بأيديهم. وقد ترونهم اليوم ببدلات باهية ولا يذكر إلا قليل منا أن معظمهم كان مع إبي عمار بانتظار الموت فالإستشهاد بصمت وأدب جم. وهم كثر. حدق عرفات بعيني الموت وقال له أن تعال. ورفض الإنحناء.فمات. مات قائد فتح وهو واقف كالصخرة العتيقة لا تستجيب أو تلين. عرفات كان عملاق الإرادة الوطنية. ومن يملأ مكان عملاق لا يستطيع أن يكون أقل منذ ذلك.
بعد ثماني سنوات على استلام الرئيس ابو مازن الرئاسة لا زال مطرح التوقيع الفلسطيني أبيض. الموقف لم يتغير. لا تنازل. ولو تنازلنا لصرنا الملوك في الزمان. لم تعطه إسرائيل مقدار شعرة من جمل أو ما يعادل مثقال ذرة من خير.
ولكن لا تنازل. وجاؤوا بفكرة الدولة اليهودية وصدحوا حتى بح صوتهم. ثم جئنا بفكرة الأمم المتحدة فصار الرئيس الفلسطيني في نظر الإحتلال وكأنه كبير الشياطين. التحريض والتهديد والتضييق والإبتزاز والإستفزاز متواصل كله على كاهل رجل واحد وشعب واحد لا يستطيع الإنحناء لأن في رقبته مسؤلية عن 11 مليون فلسطين. التهديدات بقطع المساعدات والمحاصرة والنبذ وتقوية خصومه السياسيين في حماس تواصلت. وإسرائيل تنادي الآن: هذا لا يمثل الشعب الفلسطيني وظلت كذلك حتى ردت عليها حماس: أبو مازن يمثل فلسطين كلها في موضوع الأمم المتحدة! الضغط متكالب عليه كما على عرفات. وبالنسبة لإسرائيل فهو يمارس الإرهاب الدبلوماسي. ويقولون هذا حمساوي مقنع! ويحرضون عليه عند الدول. كنت في جلسة لسيادته مع برلمانيين هولنديين بدنهاغ في حزيران 2011 فقالوا له:
لماذا تدعم أسر الإرهابيين بالمال؟
وتعطي معاشات للأسرى؟
ولماذا تنكر المحرقة؟
ولماذا مناهج مدارسك لا تعترف بإسرائيل؟
ولماذا تسمح لتلفزيون فلسطين بالتحريض؟
ولماذا ترفض الإعتراف بحق إسرائيل أن تكون دولة يهودية؟
ولماذا تسعى للمصالحة مع حركة حماس المصنفة بقارتنا كحركة إرهابية؟
ولماذا تنادي بعودة 6 ملايين لاجئ فلسطيني لإسرائيل وهو ما يهدد بمحو هويتها اليهودية؟
ولماذا لا تعترف فتح بإسرائيل وتنادي بميثاقها (أي فتح) بتحرير كل فلسطين من النهر للبحر؟؟
لو كان في زيارة للكنيست ما سمع أسئلة كهذه! لكنه التحريض الإسرائيلي. بهذه المعطيات أنتفعت إسرائيل من تصوير حماس كند ميداني تعقد معه الإتفاقيات. لقطع الطريق على الرئيس. لكن تأييد حماس العلني للرئيس من شأنه قطع الطريق على الإحتلال. و التحريض متواصل وأمريكا في كفة الميزان الإسرائيلي...
الجهاز الدبلوماسي الأمريكي مجند بالكامل لإحباط توجه فلسطين للتحول إلى دولة غير عضو بالأمم المتحدة. تصور أن تجتمع رئيسة الدبلوماسية الأمريكية مع قادة الدول الكبار فتتحدث في ثلاث: الأسلحة النووية بالعالم, التجارة الدولية مع الصين وأمريكا الجنوبية وتوجه أبو مازن للأمم المتحدة!ألا قد ظننت أننا شعبا في الجيب! ولكن لا. نحن رقم كبير بقيادة تحب الإنعتاق. وهي له.
لا يوجد ضمانات على حياة الرئيس. ولا من اي جهة كانت. وإسرائيل التي تنتقد أمريكا لكونها مترددة في تهديد الفلسطينيين "كما يجب" اي على طريقة شارون(!) تود أن تفتح لعباس وفتح والسلطة بابا فيه سلم المغادرة إلى سماء ما بعدها عودة. ولفتني تصريح يعلون الذي اغتال أبو جهاد وهو يقول بالأمس...
"نريد حماس عنوانا مسئولا وفعالا وأبو مازن يريد كل الحقوق دون تحمل مسؤولياته"!!الحمد لله أن يعلون لا يصوت في الإنتخابات الفلسطينية !! ولدينا أمل بأن حماس بدعمها للرئيس قد تخيب أملهم هذه المرة. وأما وزير المالية الإسرائيلي فيقول: توجه عباس للأمم المتحدة اخطر من الصواريخ!
مع كل هذه التهديدات وهذه الموجة العاتية.. تصر القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس إصرار ياسر عرفات في بيروت 1982 وفي رام الله 2002 وإصرارفتح في الكرامة 1968 و جنين غراد. وهو في الطريق...
لا نعرف النتيجة في نيويورك للآن. لكن روح الفدائي العنيد هي ما يميز روح فلسطين الطائرة الآن إلى الأمم المتحدة رغم كل الضغوط والتهديدات. فكونوا كما يولى عليكم! كرماء...مع القلب الفتحاوي الفلسطيني المقطوع من ضلع الأسود الذي لا يماري في وطنيته أشد خصومه السياسيين عتيا.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024