يوم فلسطين التاريخي .. يوم ولادة العالم- موفق مطر
هل من يوم اعظم من هذا اليوم .. انه يوم بداية العالم الحر المتنور، عالم ينتقل من دائرة التضامن الى دائرة المساهمة العملية في اطفاء حرائق الحروب والصراع في المنطقة وصنع المفتاح الفضي لبوابة السلام فلسطين .
العالم ينتصر للشعب الفلسطيني الذي انتصر لنفسه في معركة الدولة في الأمم المتحدة، يقرر اليوم رفع مكانة فلسطين الى دولة مراقب، فتحقق فلسطين انتصارا استراتيجيا سيكرس حق هذا الشعب الحضاري المدني التقدمي، فالعالم الذي خصص يوما للتضامن مع فلسطين، بات مؤمنا بحتمية قيامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس.. انه يوم آخر في تاريخ الانسانية ينزل عليه وحي الحق ليتلو عليه سفر فلسطين من الحرب الى السلام ومن ظلم الاحتلال الى عدالة الحرية والاستقلال
اليوم يقف ابو مازن قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ورئيس شعب مكافح مناضل, لا ليطلب تضامن دول العالم مع شعبنا وحسب، بل للاقرار بمكانة شعبنا بين الأمم، وبحق شعب حر بدولة مستقلة كما شعوب وأمم العالم .
سيقدم ابو مازن لممثلي الانسانية دليلا عظيما، وبينة ساطعة على حقوق شعبنا التاريخية والطبيعية في أرضه ووطنه فلسطين، سيطلب من العالم أن ينصب ميزان العدالة، ويتوج مبادئ الحرية والعدالة الانسانية وارادة الشعوب والحكومات والدول المؤمنة بحق الشعوب بتقرير مصيرها، بمنح مفتاح الدولة والحرية والاستقلال لشعب فلسطين لتبدأ قيامة دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس على أرضه فلسطين .
اليوم سيعبر العالم عن رفضه للاحتلال والاستيطان الاسرائيلي، سيقوم بمحاولة مخلصة جادة لتسييد القانون الدولي، سيمنع محاولات اسرائيل للبقاء كدولة احتلال تفرض ارادتها على المجتمع الدولي لتبقى فوق القانون.
سيشهد اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا هذا العام، تحولا تاريخيا في قوانين وقواعد الصراع مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني، فقرار رفع مكانة فلسطين الى دولة مراقب، هو ادانة دولية عالمية رسمية لاسرائيل باعتبارها دولة احتلال، سيضعها في مواجهة مع دول العالم المحبة والمؤيدة للسلام والحرية .
ما كان للنصر أن يتحقق في هذه المعركة السياسية التاريخية، الا بتضحيات شعب فلسطين في كل بقعة من أرض الوطن، في مخيمات الصمود بدول الجوار العربية وكذلك في المهجر، وصمود الاسرى الأبطال، وصبر الجرحى على آلامهم، وهمة العاملين بصدق واخلاص وعقل علمي على بناء مؤسسات الدولة، فهذا الانتصار حصاد سياسي لزرع وطني رواه شعبنا بدماء ابنائه الطاهرة، وأحسن تعبير عن الوفاء بصلابة وشجاعة وحكمة للمبادئ والأهداف والثوابت الوطنية.
ما زلنا في حالة يقظة واستعداد، واستنهاض، فالتحديات والضغوط ستكون بحجم الانجاز عظيمة وفظيعة، يجب ان نتهيأ لجولات قادمة من النضال الوطني المشروع الشعبي السلمي ضد الاحتلال والاستيطان، فقيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.. تعني قيامة العالم من جديد ..فلسطين كانت ولا تزال مركز دماغ الأرض ومركز قلبها النابض بالحياة .. وما على العالم الا ان يكون بقدر المسؤولية للحفاظ على توازنه وحياته بسلام .