ما أعظمكم ما أروعكم!!! - رامي الغف*
لفلسطين على صفحات التاريخ بصمتها الخاصة, ولها فى صفحة الجغرافيا مميزاتها المختلفة.
كانت دوما وطناً لعواصف التاريخ ومسرحا لإغراء الجغرافيا , تُشد إليها رحال المناضلين الثوار وأحرار العالم، موطنا لبناء الإنسان وساحة للعلم والمعرفة والنضال، تتدافع فيها الرسالات والأفكار، وتقصدها جيوش الغزاة طمعا وإغواء.
اليوم ها هي فلسطين تتجدد،،،تكذِّبُ نُعاتَهُا،،،كعهدها دوما تنهض،،،كطائر الفينق عقب كل كبوة، تدوس كل متجبر وتهزم كل غاز مهما داولته ظلامة الأيام، حُكم فلسطين وإحتلالها.
اليوم تنتصر فلسطين لنفسها لطالما سالت دماء ودموع شعبها و غيبت السجون والمنافي وخانها القريب والبعيد وطعنها الصديق قبل العدو, تنتصر اليوم بكونها ما زالت مؤمنة بمستقبلها, بحقها في الحياة والحرية, بحقها في الإستقلال والإزدهار. تنتصر اليوم بأنها باقية وشامخة شموخ الزيتون، صحيح أن فلسطين إحتلها الصهاينة وما زالت لهم فيها يد طَولى, وكانت وما تزال لهم فيها أطماع ونوايا خبيثة، ولكن "يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " ليس المُحتل إلهً يقول للشيء كن فيكون ولطالما تبددت أحلام الغزاة أمام إرادة الشعوب .
وما يجرى اليوم في فلسطين من بناء ديموقراطي تصر عليه كل التوجهات الخيرة من أبناءها و يضحي في سبيلها الفلسطيني " البسيط "بنفسه, هذا ليس بالتأكيد ولن يكون في مصلحة المُحتل. إن دروس " الخراب والدمار والتدنيس " وبلايا الظلم والقهر علمت الإنسان الفلسطيني الصبر، ورفعت وعيه وقوَّت هِمته وراكمت تجربته الإنسانية, فلقد فات أوان الضحك على الذقون وسياسات العصى والجزرة وإنتصرت دعوة المظلوم في السماء وعلى الأرض أيضا.
لقد دفع الشعب الفلسطيني فائضا من التضحيات الجِسام تجعله اليوم وهو يتوجه للأمم المتحدة لإعلان دولته المستقلة كعضو في المؤسسات الدولية والأممية، من أحق شعوب الأرض، إن لم يكن أحقها بحياة كريمة. إذا ما كان هناك من وسام شرف في عالمنا العربي فإن أحق الناس به هو الإنسان الفلسطيني البسيط الذي تركته " الأمة العربية" يواجه مصيره وحيدا من تسلط الدكتاتوريات إلى مؤامرات حكام الأمة إلى بشاعة الإحتلال ...
وها هي اليوم تخرج من بين الركام لتُحرج أمتها الميتة بأنها أكثر منها حياة , ويدهشها بما أنتجتها إرادتها رغم الإحتلال, وهو ما عجزت عنه الشعوب " المستقلة " والدول " المتنورة" والأمم "المتحضرة" التي تعشش الإحتلالات المختلفة في خلاياها ويسكن التسلط في جيناتها الوراثية.
كان لفلسطين مع التاريخ مواعيد لم يخلفها وله في الآت موعد مع نهاية التاريخ الممهورة بدولة الحق والعدل والبناء والأزدهار، لتقطع مع تاريخ الظلم والجور, تُعَجِّلها بلا ريب خطوات الرجال والنساء المؤمنين على النهج الكفاحي. فلسطين الطاهرة المباركة التي يحميها الله دائما ويرعاها بعين لطفه وإرادته, أبت وستأبى دائما وأبدا إلا أن تكون حرة أبية ترفض الخنوع وترفض الإستسلام، ما كان لها أن تكون على وجه الخليقة حتى يرث الله الأرض وما عليها.
بيدنا الآن وطن مستقل يرعانا ونرعاه,،، يسكننا ونسكنه،،, نحبه ويحبنا،، نفدية ويحمينا،،، بينا وهو الأهم فيما بيننا "فلسطين" الأمل والإستقلال والدولة الفتية، فلا فوق فلسطين من نضحي من أجله إلا صاحب الأرض والخليقة خالقها, لذلك لن نرمي شيئا وراء ظهورنا ولن نقصي من أفكارنا ما أختلفنا فيها, ولكننا ساعة الجد نشمر عن سواعدنا ونطلق للشمس جباهنا، وبساعة الجد يبرز المعدن الحقيقي للشعب الفلسطيني، بشهدائه وجرحاه وأسراه، بمدنه وقراه وحواريه وأزقته والتي عانت الويلات من بني صهيون.
إن إختيار الزعيم الرئيس أبو مازن لهذه المهام التي سترفع من شئننا وقيمتنا وكياننا، لم يأت جزافا، لأنه في المقدمة دائما، ليس على مستوى حركة فتح، بل كان بالمقدمة مدافعا عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل من خلال موقعة كرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دولة فلسطين الفتية، فكان نموذجا للإنضباط والإلتزام والتمسك بالشرعية الثورية الوطنية الفلسطينية. قائد مسيرة الشعب الفلسطيني يواصل رحلاته ومشاوراته ومحادثاته مع جميع ألوان الطيف السياسي من أجل تمتين البيت الفلسطيني وتقوية أواصر المحبة والأخوة بين الكل الفلسطيني لإعلان دولته الفتية الفلسطينية أمام الامم المتحدة، تحت مرأى ومسمع من جميع الدول العربية والأوروبية والأفريقية والأمريكية والأسيوية، ففلسطين التي أحبها الرئيس ابا مازن وترعرع بها حراً، فهو ينتمي إلى قضية فلسطين (أرضاً وإنساناً وهوية) ولديه إيمان مطلق بوجوب رص الصف الفلسطيني، وإعادة اللحمة والوحدة لها وإعلان دولة القانون والقضاء والمؤسسات"دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشريف".
الرئيس أبو مازن وقيادة الشعب الفلسطيني يؤكدون دوما وأبدا على أن الإحتلال الإسرائيلي لا يجوز أن ينام على حرير الوقت، ولا يعقل أن يساومهم على ثوابتهم المقدسة بالحرية والإستقلال وإقامة الدولة المستقلة. لقد بدأت الآن المعركة السياسية والكفاحية والدبلوماسية الفلسطينية مع الإحتلال الغاشم وستستمر حتى الوصول إلى ما يحلم ويصبوا إليه الفلسطينيين من "تقدم وفلاح ونماء" للوصول بهم إلى مستوى أفضل في مواجهة هذه الحرب الخسيسة، حتى يحققون الحلم الفلسطيني بإقامة دولتهم الفتية، دولة القانون والعدل والأمن والأمان.
لقد جاءت مرحلة العقل والعمل الفلسطيني، فقد كانوا حماه الحرب والقرار العسكري، وهم الأن حماه العقل والمشروع الوطني والسلام الذي ينشدونه هو سلام عادل للأرض والقضية والإنسان. قيادتنا وشعبنا يؤكدون دوما أن رهانهم الأساسي على قواهم الذاتية، فلا يلتفتون إلى التفجيرات النفسية وحرب الإشاعات هنا وهناك، ولا يلتفتون إلى منطق الغطرسة، ولا إلى كل محاولات الدس أو الفت في عضدهم، ولكنهم يستمدون منها مزيدا من العزيمة والإصرار من أجل صلابتهم وصحتهم الذاتية ومن أجل الإستمرار لإقامة دولتهم الفتية وعدم الرضوخ في لعبة عض الأصابع. إن الدولة الفلسطينية ليست "هبه أو منه" من أحد، وإنما هي حق للفلسطينيين معترف بها عالميا ودوليا وعربيا، فلقد اختارت قيادتنا الفلسطينية طريق السلام في ظل إختلال موازين القوى، ولكن هذا لا يعنى إن قيادة الشعب الفلسطيني في موقع تستطيع الحكومة"النتناهيه" او الحكومة "الأوبامية" أن تملي عليهم شروطها أو تفرض عليهم التخلى عن حقوقهم، لأنهم عندما خاضوا معركة السلام، كانوا يفهمون جيدا ماذا تعني وعلى ماذا ترتكز وإنها ليست عنوان مجرد، وإنما هي حالة إنسانية وجوديه وحياتية، لأنها تقوم على مرتكزات في الفكر والذات والواقع والوجدان. بورك أحرار وشرفاء العالم الذين وقفوا إلى جانب الحق الفلسطيني في وجه الباطل الصهيوني، نعم ايها الميامين الاشاوس، يا قرة عين فلسطين أيها الاحرار والشرفاء يا اباة الضيم في هذه الدول شيبا ًوشباباً ً صغاراً وكبار رجالاً ونساء بوركتم... وبوركت صولتكم وتصويتكم ودعمكم ومساندتكم التي قمتم بها اليوم، فلعمري لقد اديتم الامانة ووصلت صرختكم ووقوفكم إلى جانبنا إلى عنان السماء ... مرحى لكم وانتم تحاولون قلع انياب الغدر والحقد والارهاب الصهيوني، التي غرست في جسد الوطن الفلسطيني الجريح بعد ان تكالبت عليه الإحتلال الإسرائيلي تنهشه ذات اليمين وذات الشمال لقد اثبتم اليوم وكما هو معروف عنكم بأنكم نعم الاشقاء والأصدقاء الاوفياء في الشدائد والمحن. لقد رأيتكم...
ورأيت فيكم صورة الامل و التحدي والأباء لذلك الوطن الفلسطيني الجريح الذي يطفح بالحياة رغم سكون الموت ونزيف الجراح، لقد كنتم مع فلسطين واحداً لا يتجزأ... لقد رأيت فيكم النخوة والشهامة والإنسانية ولقد تعانقت بوقفتكم اليوم الكنيسة والمسجد والمعبد ولهذا أنتم الاجمل. لقد كنتم سيفنا في الأمم المتحدة الذي هوى على راس هذا الكيان الإسرائيلي، نحييكم ونقبل جباهكم العالية واياديكم التي حملت آهات وجراحات وعذابات اهلنا واحبتنا في الوطن الفلسطيني. إن الوقفه البطولية " لأفغانستان الجزائر انغولا انتيغوا برغودا الارجنتين ارمينيا النمسا اذربيجان البحرين بنغلادش روسيا البيضاء بلجيكا بيليز بنين بوتن بوليفيا بتسوانا البرازيل جزيرة بروناي بوركينافاسو بورونداي كمبوديا كيب فاردي "الرأس الاخضر" جمهورية افريقيا الوسطى التشاد التشيلي الصين كوموروس الكونغو كوستاريكا ساحل العاج كوبا قبرص جمهورية كوريا الشمالية الدينمارك جيبوتي الدومينيكا جمهورية الدومينيكان الاكوادور مصر السلفادور ارتيريا اثيوبيا فنلندا فرنسا الغابون جامبيا جورجيا غانا اليونان جرينادا غينيا غينيا - بيساو جويانا هندورس ايسلندا الهند اندونيسيا ايران العراق ايرلندا ايطاليا جمايكا اليابان الاردن كازخستان كينيا الكويت كرجستا جمهورية لاوس الديمقراطية لبنان ليسوتو ليبيا ليختنشتاين لوكسمبورغ ماليزيا جزر المالديف مالي مالطا موريتانيا موريشيوس المكسيك المغرب الموزنبيق ميانميار نميبيا نيبال نيوزيلندا نيكاراغوا النيجر نيجيريا النرويج عُمان الباكستان البيرو الفلبين البرتغال قطر جمهورية روسيا سانت كيتس ونيفس سانت لوسيا سانت فنسنت جرين ساو تومي وبرينسيبي السعودية السنغال صربيا سيشيليس سيراليون جزر سلمون الصومال جنوب افريقيا جنوب السودان اسبانيا سيرلنكا السودان صورينام سوزي لاندا السويد سويسرا سوريا طاجكستان تايلند تايمور الشرقية ترنيداد - توباغو تونس تركيا تركمانستان توفالو اوغندا الامارات العربية المتحدة تانزانيا اوروغواي اوزباكستان فانزويلا فيتنام اليمن زامبيا زمبابوي " هذه لهي طعنة نجلاء في صدر الإرهاب الصهيوني الاجرامي وكل الذين يدعمونه ويصفقون له، نعم فقد كنتم والله إخوة وأصدقاء، فما أشجعكم وما أشرفكم وما أحلاكم وما أروعكم...لقد عزفت اليوم أصواتكم الهادرة وصرخاتكم المدويه سمفونية التحدي لكل من يجرا على فلسطين وشعب فلسطين... وطن الخير والحرية والسلام فانتم كنتم وستكونون السنام وانتم الرمح وانتم الامل لفلسطين وشعبها.
إعلامي ومفوض سياسي
Nournews35@hotmail.com