رسائل فلسطينية من غزة إلى الأمم المتحدة ..- د.مازن صافي
تابعت الأخبار المختلفة منذ عملية التصويت التاريخية التي حققت لفلسطين الاعتراف بالدولة المستقلة حيث صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار 128/67/l28 بصالح الطلب الفلسطيني بمنح فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، بنتيجة 138 مؤيداً و9 معارضاً و41 امتنعوا.
ومما لاحظته أن الهجوم الفلسطيني الناجح جاء متزامنا بين الانتصار في غزة والانتصار في الامم المتحدة ، بحيث أصبح واضحا ان الفلسطيني لم يعد الضحية الذي يتلقى الصفعات ويصمت او يشتكى دون ان يسمعه أحد ، بل تحول الى مواطن دولة يحق له مقاضاة كل من ياتي على طرفه .. وهذا ما أكد عليه الرئيس ابومازن بقوله : " ان الإجراء في الأمم المتحدة قد كان من شأنها إرسال رسالة واضحة لإسرائيل وهي اننا باقون على ارضنا، مضيفاً انة في حالة وقوع اي إعتداء إسرائيلي جديد فإن فلسطين لن تتردد في التوجة للمحكمة الجنائية الدولية "
وفي نفس الوقت أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن على أن الطريق طويل وشاق أمام تحقيق كافة تطلعات أبناء الشعب الفلسطيني .
لقد كانت الرسائل الفلسطينية واضحة وفي كل الاتجاهات وجاءت قوية ومعنونة بــ " نحن على أرضنا ، ونعمل من أجل حقوق شعبنا ودولتنا المستقلة .
وكانت تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" واضحة حين أشارت بعد التصويت في الأمم المتحدة : " كلينتون أن الفلسطينيين قد تمكنوا بأموال وموارد قليلة من بناء مؤسسات دولة " وفي الوقت شككت في مقدرة إسرائيل بالوصول الى الدولة اليهودية وربما هذا من أهم النتائج الأولية لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة .
وكان رد بنيامين نتنياهو ضعيفا بحيث يعكس الوجه الاحتلالي القبيح والأسلوب الذي لم يعد يخيف أحد ولا يمكنه ان يصنع أي استقرار .. فلقد كان رده بأن " إسرائيل ستستمر في البناء بالقدس، مشيرا أن إسرائيل سترد سريعا علي قرار الأمم المتحدة وأنها ستسرع في بناء المستوطنات في جميع المناطق التي توجد تحت السيطرة الإسرائيلية " بالتالي حدد معالم الصراع القادم والرئيس في المراحل القادمة وهي القدس .
اذن حصلت فلسطين على عضوية في الأمم المتحدة وعاصمتها القدس الشريف ، وتوحد الكل الفلسطيني حول هذه الخطوة واستحقاق الدولة القادم ، وكانت هناك ردود أمريكية باهتة ولكنها تعكس عمق المأزق الذي تعيشه وأيضا في إسرائيل وأمام أكثر من 250 إسرائيلي خرجوا بمظاهرة في تل ابيت يؤيدون الحق الفلسطيني في الدولة كانت إسرائيل مختلفة بين قادتها في تفسير التأييد الدولي لفلسطين وأيضا في الخطوات القادمة لمواجهة ذلك وذلك التخبط واضحا في الردود والأفعال بحيث ظهرت أيضا إسرائيل ضعيفة غير قادرة على تغيير مسار الانتصار الفلسطيني الذي بدأ في غزة وتوج في الأمم المتحدة .
تتويج كل هذا يجب أن يكون بتطبيق المصالحة وإعلان الوحدة الوطنية الشاملة بحيث تعود للمؤسسات الفلسطينية وحدتها ولنستمر في الهجوم نحو المصالحة بمثل هذه الانجازات التي احتفل بها مئات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة والقطاع .