هنا باقون - أحمد ابراهيم الحاج
.......................... أيها المستوطنون العابرون إننا هنا باقون فوق الجراح صامدون تحت الجراح ، في الحصار صائمون فوق الأرض سائرون في أعماقها غائرون، متجذرون ................................................... في الصخر والصّوان كالعُلّيق نابتون، متعلقون، متشبثون في الصحراء والأغوار كالنخل رغم الشّح مثمرون فوق المياه كالحيتان عائمون تحت المياه كالأسماك سابحون في الوديان، والجبال، والسهول كالتين والزيتون والأعناب راسخون في حلوقكم كشوك الصّبار والسّويد والخرفيش غائرون في أفواهكم كطعم المرّار والعلقم والخردل عالقون .................................................................. للغيظ كاظمون كالجمال تقتات من أشواك نباتات الصحراء صبورة بحملها على حرها وقرّها نحن مثلها صابرون نفضّل العيش فيها على أن نغادرها على رغيف الخبز من قمحها زاهدون نلتحف سماءها وغيومها نفترش صخورها وأشواكها نتنفس هواءها ونشرب من أمطارها بحلوها ومُرِّها راضون بحقنا فيها ممسكون، على البلاء صابرون لله راكعون، على ثراها اليه ساجدون لعذاباتنا وظلمنا وصبرنا على البلاء إليه محتسبون، بالنصر وبالقدس حالمون، بالعودة واثقون، ويوماً ما ..... نحن إليها عائدون، عائدون وأنتم عنها راحلون، راحلون ................................................... أنتم عنها ذاهبون كغيركم ممن مروا من هنا وغادروا على هوامش التاريخ كانوا سائرين قدموا إليها ملحدين طامعين مفسدين بالإستيطان راغبين للأوثان والنيران والأقمار عابدين وجدوا قوماً للرسالات السماوية حاملين بالله مؤمنين للأوطان مخلصين على ترابها بالنواجذ مطبقين رحلوا عنها مجبرين للرسالات السماوية حاملين يعضون الأيادي على دهور الجهل والكفر والظلام نادمين .................................................... أنتم أيها المستهترون الجدد الغاصبون على طريق من سبقكم سائرون ستلحقون بهم، سترحلون ، سترحلون ونحن هنا المقاومون المرابطون تحت الثرى، فوق الثرى بهوائها بمياهها من خلفكم من حولكم وأمامكم ويساركم ويمينكم بحلوقكم وبجوفكم متواجدون نحن هنا باقون، هنا باقون