في انطلاقة فتح الـ 48 - جمال ايوب
مع إقتراب حلول الذكرى الثامنة والأربعون لإنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ،انطلاقة شرارة الكفاح المسلح ، انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني ـ فتح ـ تدعونا الحاجة كمناضلين ان نتوقف امام هذه التجربة النضالية للشعب الفلسطيني الذي يعاني اليوم من ويلات الانقسام الداخلي ، ونتساءل اين توحيد الجهود وتكثيفها لاستكمال إنجاز المهام الوطنية التحررية، في ظل احتدام الصراع الدائر مع الاحتلال الصهيوني ، ولماذا لم نضع تناقضنا اليوم مع العدو ، وفي ظل الأجواء التصالحية التي بدأت تسود الشارع الفلسطيني بعد الإنتصارات المتتالية لشعبنا البطل الذي إنتصر بوحدته وتلاحمه في معركتيه العسكرية والسياسية، من إنجازات سياسية يجب أن تكون موضع فخر لكل فلسطيني وليس لأبناء فتــــح وحدهم لأن فلسطين للجميع والتنظيمات والأحزاب ما هي إلا وسائل وأدوات للوصول للهدف الأسمى الذي يتمثل بالحرية والإستقلال، والعمل على اعادة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وباعتبارها الممثل الشرعي والوحيد والكيان السياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني يتطلب أفعال وليس أقوال،ولانه الاتفاف الذي نطمح له لا بد من إعادة النظر في الاداء والسلوك،ولانها بدايات تحقيق الحلم لا بد من صياغات جديدة تتلاءم وحجم الحلم ،ولا بد من قلب الطاولة على الوسائل البالية التي باتت تشكل عبئا كما تشكل المعضلة الاكبر أمام تحقيق الحلم،وقيام الدولة التي صفق لها العالم يجب ان ننزل عن عروشنا الوهمية ونغلب صوت الجماهير على صوت الواسطة،ويجب تغليب صوت فلسطين على نبرة اللهو الجماعي الذي مورس على مدار سنوات تحت مسميات عدة،ويجب تغليب صوت القيادة الجماعية في ادارة البرنامج الداخلي على صوت النبض الذي اصبح مجسا بايدي دولا وشرائح وقبائل،ففلسطين التي صفقت لها الامم تستحق برنامجا داخليا موحدا قادرا على ادارة الازمات التي تعترض تحرير الوطن،كما تستحق ان يرفع علمها بالوانه التي شهد عليها اطفال الار بي جي في لبنان واطفال انتفاضة الحجارة في فلسطين،ولانها فلسطين الوطن القومي لكل فلسطيني تاه عنه العدل لا بد من رص الصفوف ليعلو صوت فلسطين في وجه الظلم .... إننا هنا ثورة تنبض بالسياسة، ثورة تحاكي الحقوق، ثورة تصنع المستحيل في أروقة المتناقض العالمي، ثورة في رغيف عجوز يُجمره الحنين للعودة، ثورة المفتاح الذي يلمع في سلاسل الصدأ العالمية، ثورة الأجيال التي لا تنسى أن البرتقال يافاوي الأصل والمنبع، مثلما أننا وطنٌ اخضرٌ لا تيبسه صحاري المواقف قاحلة الضمائر، كما أننا شعب يعتز بأنصاره من كل أرجاء المعمورة، ، واحتضنوا الحلم الفلسطيني كما أطلقته خنادق الصبر والصمود والريادة في الوطن وفي كافة اماكن اللجوء والشتات الفلسطيني. بالأمس عانقت الخليل غزة هاشم، وأبت الفتح إلا أن تطرق جدران الصمت بقوة التأييد، فجاء الصوت عاليا مثلما كان التصويت مذهلا! بالأمس تجسدت فلسطين في وقفات الميادين الفلسطينية، التي أبت إلا أن تبقى فلسطينية الروح والنبض والوجدان! ان شلال العطاء الفلسطيني من أجل الأرض والإنسان والقضية بشتى أشكاله وصوره النبيلة والمشرفة مستمر ومتواصل ، ولنا في كل يوم وأحياناً كثيرة في كل ساعة أو لحظة شهيد بل وموسوعة الشهادة والاستشهاد التي استوجبتها النكبة الكبرى لتخليد الدم الفلسطيني الطاهر ما زالت مشرعة الأبواب ومفرودة الصفحات لاستقبال سير جديدة لكواكب من الشهداء الجدد ينضمون إلى إخوه ورفاق لهم سبقوهم إلى شرف الشهادة، إلى أن تتم العودة ويتحقق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة في هذه المناسبة الوطنية العظيمة نرى من الواجب علينا أن نحيي آلاف المناضلين الأسرى والمعتقلين الذين يرزحون في سجون الاحتلال الصهيوني وكل الاسرى والاسيرات والاسرى العرب، لنؤكد لهم أن طريق النضال هو طريق الشهادة والحرية وأن فجر الحرية بات قريب.
والثورة حتى النصر