المرأة الفلسطينية وأهمية مشاركتها بإنطلاقة الثورة - بقلم ماجد حمدي ياسين
على إمتداد سنوات الثورة الفلسطينية التي تدخل عامها الثامن والأربعون بالأول من يناير عام 2013، وحتى يومنا هذا أثبتت المرأة الفلسطينية بأنها جزء هام من النسيج الوطني الفلسطيني، وذلك من خلال أروع صور
الصبر والثبات والرباط التي تجسدت بصمود أمهات وزوجات وأخوات الشهداء والأسرى، الذين إرتضوا بقدر الله عز وجل.
ولم يختصر دور المرأة الفلسطينية على هذا الأمر فقط ، بل إن شريحة المرأة نجحت في خلق حالة من التوازن، وإستطاعت أن تقتحم مجتمع الذكور، وأصبحت عنصراً مؤثراً في كافة مناحي الحياة الإجتماعية والسياسية والوطنية حتى أصبحت تحمل بندقية المقاومة إلي جانب الرجل، وتقدمت الصفوف الأمامية دفاعاً عن شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع الجرائم الصهيونية المنظمة بشكل يومي من قبل دولة الإحتلال ومؤسستها العسكرية المجرمة، وعصابات المستوطنين.
وقـد تشرفت المرأة الفلسطينية بتنفيذ العديد من العمليات الإستشهادة التي أثبتت بأن، بأنها لا تقل نضالاً عن الرجل، وتتحمل المسؤولية الوطنية كغيرها من عناصر المجتمع الفلسطيني، وهنا نستذكر إستشهاديات الفتـــح الماجدات، دلال المغربي، التي نفذت إحدى العمليات الفدائية العسكرية الأكثر تعقيداً، في مدينة تل الربيع المحتلة، وكذلك إستشهاديات كتائب شهداء الأقصى الماجدات، وفاء إدريس، وآيات الأخرس، وعندليب طقاطقة، ودارين أبو عيشة، ونورا أبو شلهوب، وغيرهم من ماجدات، فلسطين الذين أثبتوا بالدليل القاطع، أن المرأة الفلسطينية هي شريك بالمسيرة الوطنية الفلسطينية، وإن للعنصر البشري النسائي دوراً هاماً لا يمكن لأحد إنكاره أو تجاوزه .
وإن المرأة الفلسطينية بشكل عام، والمرأة الفتحاوية بشكل خاص هي اليوم على مفترق طرق جديد ومنعطف مفصلي يُشكل مقياساً حقيقياً لدورها الفاعل ومدى أهميتها وتأثيرها بالمجتمع الفلسطيني، وهذا الأمر مرهون بقوة مشاركتها بالمهرجان المركزي الجماهيري الذي سيُقام في قطاع غزة، إحتفالاً بإنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة .
فإن فتــح، تراهن اليوم على الدور الطليعي الذي ستلعبه المرأة الفلسطينية... نعم إنها تراهن اليوم على أخوات دلال ووفاء وآيات، وهي على قناعة تامة بأن المرأة الفلسطينية المناضلة ستكون على قدر من الوعي والمسؤولية، وستثبت مدى الإنتماء لفلسطين ولثورتها الرائدة "فتـــح" وستشكل رأس الحربة في مهرجان الإنطلاقة، وستتقدم السيول البشرية الصفراء التي ستنطلق من كل المحافظات والمدن والأحياء والمخيمات وصولاً إلي المكان الذي ستقيم فيه حركة فتح مهرجان إنطلاقتها الـ 48 .
وإن المرأة الفلسطينية سوف تؤكد في ذلك اليوم، أنها جزء هام من المجتمع الفلسطيني وشريحة مؤثرة، وذلك من خلال قوة مشاركتها إلي جانب الرجال والشيوخ والأطفال وكل فلسطيني يُدرك أهمية المشاركة في عُرس هذه الحركة الغراء التي قادت الثورة الفلسطينية وإستطاعت، أن تجني ثمار المسيرة النضالية الطويلة والعريقة بالنصر الذي حققه زعيم الحركة الرئيس، محمود عباس الذي نجح في إنتزاع إعتراف العالم أجمع بحق شعبنا بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والعيش بكرامة كباقي شعوب المنطقة .