التضامن مع الاسرى بين الواقع والطموح - عمر عفانة
عودة الى سنوات قليلة ماضيه وفي حملات التضامن مع الحركة الاسيره شهدت محافظات الوطن والشتات عدة فعاليات ومسيرات تضامنا مع الاسرى في السجون الصهيونيه وكان لها الاثر الكبير في دعم الحركة الاسيرة بشكل عام كما كان لها الدور الفعال في نصرة قضيتهم العادله والتي تتمثل بتحقيق مطالب حقوقيه اقرتها المواثيق والقوانين الدوليه وتتنكر لها اسرائيل .... وكان لهذه الفعاليات صدى جماهيري وردة فعل لم يكن الاحتلال يتوقعها الامر الذي ساهم بشكل مباشر اذلال ادارة السجون امام الامعاء الخاويه .... ومن ضمن هذه المعارك اذكر اضراب ايلول الشهير والذي خاضته الحركة الاسيره عام 1992 والذي استمر 22 يوم وحقق مطالب مشرفه اهمها انهاء العزل الانفرادي .... وتوالت المعارك لتحقق ما عجزت عنه الاتفاقيات السياسيه والقوانين الدوليه .... واصبح لا بد من الاضراب عن الطعام مقابل تحقيق اي مطلب اعتقالي ... الامر الذي ارهق الحركة الاسيره بينما تقوم ادارة السجون بانتزاع الانجازات مرة تلو مره ... وامام ما يجري الان من اضرابات فرديه والتي تختلف عن سابقاتها والتي تتمثل بمطلب وحيد للاسرى المضربين عن الطعام الا وهو الحريه لا سيما وانهم معتقلون بقرار ادراي مجحف ولم توجه لهم اي تهم سوى انهم يشكلون خطرا على امن الاحتلال حيث لا يمكن للحركة الاسيرة كامله ان تخوض مثل هذه المعركه وهذا ما يترك مجالا للتسائل بين اضرابات الامس واليوم .... ولكن المثير للقلق ان حملات التضامن مع المضربين عن الطعام في هذه الايام لم يعد بمستوى نضالات الاسرى المضربين ولم يعد يثير قلق الاحتلال وادارة السجون لا سيما وان هذه الفعاليات باتت مقتصرة على فئة من المخلصين لهذه القضيه وربما على نطاق اضيق من ذلك حيث تتمثل بعائلات واصدقاء الاسرى المضربين في كثير من الاحيان .... وهذا ما يشجع ادارة السجون على اهمال قضية الاسرى المضربين .... وللاسف الشديد تم اختزال حملات التضامن وحصرها ضمن صفحات الفيسبوك ولم يعد للمتضامنين وجودا ميدانيا .... وهذا يندرج على العديد من القضايا الوطنيه الهامه مثل القدس والمستوطنات والجدار والكثير من الانتهاكات اليوميه للاحتلال ..... وباتت قضية الاسرى مجرد بضع كلمات وخواطر ربما تساهم في التعريف على قضية الاسرى ولكنها تبقى اسيرة مواقع التواصل ولا تخرج الى حيز الوجود لاكتفاء المشاركين في نشاطهم المكتوب .... وهنا لا بد من التذكير ان الاسرى في السجون الصهيونيه ينظرون الينا ويراهنون على وقفتنا الجماهيريه الحاشدة التي من شانها دعمهم ودعم قضيتهم العادله المتمثله بحريتهم الامر الذي يتوجب ان نتوقف امام مسؤولياتنا الوطنيه وان نقف معهم وقفة تليق بحجم صمودهم وصبرهم ونضالاتهم ..... الحرية لاسرى الحريه ... وانها لثورة حتى النصر