لقد دخلت حركتي فتح وحماس في معركة عض الأصابع- ماجد حمدي ياسين
منذ بدء العد التنازلي للعشر الأواخر من شهر ديسمبر2012، والتي تسبق حلول الذكرى الثامنة والأربعين لإنطلاقة المارد الفتحاوي التي تصادف بالأول من شهر يناير المقبل، وتجسدت المعركة في إعلان حركة حماس عن رفضها السماح لــ "فتــح" بإقامة مهرجان إنطلاقتها الــ 48 في ساحة الكتيبة أو مجمع السرايا، وطرحت ملعب اليرموك كبديل لهذان المكانين، وهذا ما قوبل بالرفض من قيادة حركة فتح على لسان نائب مفوضها العام في المحافظات الجنوبية، (قطاع غزة) د. يحيى رباح، الذي قالَ، ان ملعب اليرموك لا يتسع لجماهير فتح التي ستشارك في إحياء ذكرى إنطلاقة الثورة الفلسطينية مؤكداً بالوقت ذاته، أن هناك تقارير هندسية تثبت، أن مدرجات ملعب اليرموك، غير صالحة وآيلة للإنهيار بسبب عمليات القصف للملعب من قبل طائرات الإحتلال الحربية خلال حرب الأيام الثمانية على قطاع غزة، معلناً عن تمسك حركته بإقامة مهرجان إنطلاقتها المركزي بالكتيبة أو السرايا رافضاً، طرح أي مربع جغرافي اخر خارج حدود مدينة غزة. ومن يتابع المشهد عن قرب وينخرط داخله، ويتابع التصريحات المتلاحقة بشأن هذا الموضوع يرى، أن حماس وفتــح تخوضان معركة العض على الأصابع والتي تزاد حدتها كلما إقترب موعد الإنطلاقة، فالأولى تحاول المماطلة لإهدار وإضاعة العامل الزمني، لإفشال أي ترتيبات وإستعدادات من قبل الثانية، التي تعمل منذ أيام على عقد الندوات التحضيرية لكوادرها وعناصرها في كافة المناطق والشُعب التنظيمية، بهدف ضمان نجاح هذا المهرجان الذي تعتبره عرساً وطنياً فلسطينياً وإستفتاءاً شعبياً على خيار الحركة وبرنامجها النضالي، وخصوصاً بعد نجاح زعيمها على المستوى السياسي بنيل الإعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية . وإن حركة حماس التي إحتفلت بالذكرى الخامسة والعشرون لإنطلاقتها بالضفة الغربية، بإقامة عدة مهرجانات متفرقة بالمحافظات الشمالية، ولم تقيم مهرجاناً مركزياً موحداً هناك ليس بسبب السلطة، بل لأن حال الضفة يختلف تماماً عن وضع غزة، ولأن طبيعة الضفة المقسمة بفعل الإحتلال وحواجزه العسكرية التي تفصل المحافظات عن بعضها البعض، فتحاول "حماس" اليوم أن تفرض على فتــح إقامة إحتفالات متفرقة، لأنها وبكل وضوح تخشى من رؤية الحشد الجماهيري والسيول البشرية الصفراء التي ستنطلق في وقت واحد من كل المحافظات والمدن والحارات والشوارع والمخيمات، وتلتقي بالمكان الذي ستُحدده قيادة الحركة لإقامة مهرجان الإنطلاقة المركزي في مدينة غزة في حال موافقه حركة حماس عليه . وتقيماً لمستوى القاعدة التنظيمية الفتحاوية: نرى اليوم ان حركة فتح بكافة قياداتها وكوادرها وعناصرها تعيش حالة من النهوض الفكري والتنظيمي، والغيرة على حركتهم العملاقة "فتـــح" أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما نشاهده اليوم بالجلسات التحضيرية لإحياء ذكرى الإنطلاقة، ومدى تعاطي وتعاون القاعدة الجماهيري الفتحاوية مع الأقاليم والمناطق والشعب التنظيمية التابعة لحركة فتح في كل محافظات قطاع غزة، والعمل المتواصل من قبل أبناء الحركة ومؤيدها وصولاً إلي إقامة حفلاً وطنياً يليق بالحركة الوطنية التي قادت الثورة لثمانية وأربعونَ عاماً قدمت خلالها أروع نماذج التضحية والفداء، وكانت الحصن المنيع لوحدة شعبنا وتلاحمه . لهذا فإن حركة فتح ممثلة بكافة قياداتها وكوادرها وعناصرها، مطالبة اليوم بالعمل ومواصلة الجهود لإقامة مهرجان الإنطلاقة الذي أعتقد بأنه سوف يقام في نهاية المطاف، وعدم الإستسلام لتصريحات حركة حماس التي تحاول من خلالها، أن تخلق حالة من اليأس لدى أبناء حركة فتح، بهدف إحباطِهم وإفشال كافة الترتيبات والإستعدادات الفتحاوية التي من شأنها أن تساهم في إنجاح حفل الإنطلاقة المجيدة . ولازالَ هناك وقتاً كافياً، وإن حركة حماس قـد تستبدل قرار الرفض بالموافقة خلال الأيام القادمة، وإن أصرت على موقفها بعدم السماح لفتــح بإقامة مهرجاناً مركزياً بمناسبة إنطلاقتها، وسمحت بإقامة أكثر من إحتفال لكي تضمن عدم المشاركة الواسعة من قبل أبناء فتح، فعندها سنجعل من كل مربع جغرافي كتيبة وسرايا، من خلال مشاركتنا في أي إحتفال تقيمه الحركة بالرغم من فارق المسافات بين المدن والمحافظات، وسيشارك إبن رفح بالحفل الذي سيقام في غزة، وكذلك إبن غزة سيشارك بالحفل الذي سيقام في رفح.