العرب يرضخون للعم سام- نبيل عبد الرؤوف البطراوي
المثل العربي الشهير يقول أذا عرف السبب بطل العجب ,ربما حاول البعض من شعبنا أقناع نفسه ولو لبرهة واحدة بأن هناك تغير ما في القيادات العربية بعد ما حصل في كثير من العواصم العربية من حراك جماهيري واسع أدى إلى إسقاط بعض رموز هذه الدول ,والذي كان يتأمله شعبنا أن تتخلص هذه الدول من الهيمنة الأمريكية من خلال الاعتماد على هذه الجماهير العربية ,لان الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ودون نقاش أو جدال لمعرفتها بعدالة هذه القضية ولمعرفتها بحجم المأساة التي حلت بشعبنا منذ ما يزيد عن 60عاما ,ولكن الظاهر والملموس والجلي أن هذه الأنظمة مازالت تتلقى تعليماتها من البيت الأبيض الذي يقف موقف معادي ليس لشعبنا الفلسطيني ولكن لإرادة الجماهير العربية بشكل عام ,إضافة إلى محاولاته الدءوبة للسيطرة على هذه الأنظمة التي البعض منها من نتاج الثورات الجماهيرية العربية لرغبة من أمريكيا في زرع اليأس في قلوب تلك الجماهير التي خرجت ومازالت تخرج وتقدم وتضحي على مذبح الحرية والعدالة الاجتماعية ,لتقول لهذه الجماهير انتم تقتلون ونحن من ننصب عليكم القادة الجدد الذين سوف يكونوا الأكثر ولاء وحرصا على مصالحنا ومصالح أصدقائنا ممن أسقطوهم !!! لان السؤال الذي يطرح نفسه اليوم لماذا يعتذر ويؤجل أمير دولة قطر زيارته للمرة الثانية ؟ وكيف يسمح له أن يزور غزة ولا يسمح له أن يزور رام الله ؟وما هي المساومة التي يريدها من هذا الفعل ؟فهل حقا الأمير بات مقاوم بدل ممانع ؟أم أن أميرنا لا يزيد عن سمسار يقوم ببعض الأدوار التي تسند أليه؟ لماذا يعتذر بعض وزراء الخارجية العرب عن مرافقة الأمين العام لجامعة الدول العربية؟ ألا يكفي موقفهم المخزي بالامتناع عن حضور التصويت في الأمم المتحدة؟ ألا يكفي هذه الأنظمة عاشت أكثر من خمسين عاما وهي تستنزف موارد الأمة العربية تحت حجة التوازن الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني وحينما وقعت الواقعة وجهة كل هذه الأسلحة إلى الصدور العارية من الجماهير العربية . ماذا عن شبكة الأمان العربية هل ضاعت في الصحاري العربية إلى اليوم؟. وهنا فقط من باب التذكير بالمواقف الخجولة للأنظمة العربية وخاصة تلك المواقف التي كان يتاجر بها أدعياء الثورة والمقاومة والثورية في هذا الوطن الكبير فبعد حصار لبيروت وهي إحدى العواصم العربية وحينما حاول الرئيس المرحوم إنقاذ ما تبقى من المدنيين الذين وقعوا تحت الحصار والدمار والقذائف الصهيونية ,وطلب الرئيس عرفات من القادة العرب مساندة الثورة الفلسطينية فكار الرد العربي شبه الجماعي انتحروا ,ولكن إرادة التحدي كانت أقوى من إرادة هذه الأنظمة الغارقة في الذل والهوان . ومن باب التذكير ببعض صفحات الخزي والعار لهذه الأنظمة الغارقة في الانبطاح للعم سام فلم يتوحدوا في معركة ألا تلك الحرب التي شنت وقامت ضد العراق تحت حجة تحرير الكويت ,وهنا لابد من التأكيد بأنه لا يجوز لدولة عربية أن تحتل دولة عربية أخرى ولكن السؤال ألم تكن هضبة الجولان محتلة ليذهب الجيش السوري إلى تحرير الكويت,ألا تعلم المملكة العربية السعودية بأن الأقصى شقيق الحرم المكي واقع تحت الاحتلال الصهيوني منذ 1948مولماذا بعد الانتهاء من تحرير الكويت لم يتجهوا لتحرير باقي الأراضي العربية إذا كانت هذه إرادتهم؟ أن ما تمارسه الأنظمة العربية وما مارسته من حصار سياسي اتجاه شعبنا وقيادتنا الوطنية منذ زمن طويل لدليل واضح على أن هذه الأنظمة لا تمتلك إرادتها ,إلا من خلال ما يسمح لها من قبل أعداء هذه الأمة وهذا الفعل التراكمي من المشاركة المباشرة وغير المباشرة التي حصلت في حصار الرئيس ياسر عرفات إلى أن فارق هذه الحياة دون أن يتخلى عن المبادئ والقيم والمشروع الوطني . واليوم وبعد أن قامت القيادة الوطنية وقام الرئيس عباس بكسر عصى الطاعة الصهيو أمريكية يبدوا أن الأنظمة العربية كانت أكثر حرجا و زعل من أمريكيا وإسرائيل لان هذا الفعل غير معهود من تلك الأنظمة فكيف لشعب مثل شعبا مازال يناشد العالم بأن يكون له وطن فوق أرضه ويعمل بكل ما يمتلك من إرادة التحدي لتحقيق هذا الحلم .وتمكن ومن خلال تلك الإرادة وبعض الأدوات القتالية البسيطة التي لا تكلف الشعب المليارات ولا الخطط العسكرية ولا النفقات الكبيرة من السلاح من تحقيق مفهوم الرعب والقتل والموت لن يكون لنا فقط ولكن سوف يكون عند أطفالنا وأطفالهم والدمار في مدننا ومدنهم مع التسليم بالفارق الكبير في حجم التسليح والقدرات والدول التي تقف خلف هذا الكيان وجيش الخيبة التي تجره تلك الجيوش العربية التي يبدوا أن عقيدتها العسكرية قائمة على أساس قتل شعوبها . وأخيرا على الجماهير العربية التي خرجت من أجل الكرامة والحرية والبطالة أن تعي أن كرامة الأمة العربية لا يمكن أن تكون دون تحرير فلسطين وأن العزة العربية لا يمكن أن تكون وحكامهم يخضعون لتعليمات أمريكيا والبنك الدولي وأن حريتهم لا يمكن أن تكون ومادامت حاجتهم رهن المستعمر ,وعلى هذه الجماهير محاسبة حكامهم على هذا الخضوع وهذا الخنوع للإرادة الأمريكية.