نحن نستحق الحياة والنصر- جمال ايوب
إن التاريخ لن يرحم كل من يتاجر ويتآمر في الدم الفلسطيني ، وكل من يساوم على خيار الدولة الفلسطينية المستقلة ووحدة شعب فلسطين ، " قضية فلسطين" التي تتعرض اليوم لأبشع المؤامرات الأمريكية الصهيونية بهدف تهويد الأرض والمقدسات والقضاء على حلم الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة وإقامة دولته المستقلة مثل بقية الشعوب الأرض.
وإن قضيتهم عادلة دون أي حاجة لبرهنة ذلك إلا إذا كان من يريد البرهان شخص فاقد للإحساس البشري وهذا الأمر يقودنا إلى سؤال خطير وهو هل هناك على ساحتنا من لا يعتقد أن القضية الفلسطينية هي الحياة و النصر ؟ وهل هناك قضايا متقدمة على الهم الفلسطيني ؟ وتتعدى هذا الهم الذي يجعل هذا السؤال مطروح بقوة هو لماذا الفلسطينيون إذا كانوا يعتقدون أن قضيتهم تملك من الوضوح و العدالة ما لا يتيح عذرا لغيرهم من التنصل من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية ؟ للوقوف بجانب الفلسطينيين في معركة الحق بالحياة و الاستقلال وهل نحن نختلف حول جوهر القضية الفلسطينية ؟ وهو الخلاص من الظلم الذي لحق بشعبنا وهل نحن نحتاج لأيدلوجيات وفلسفات لتفسير قضيتنا واختيار الطريق نحو الحرية ؟ , أن قضيتنا واضحة كوضوح الشمس بالنهار، وكل ما نحتاج إليه هو التوحد والالتفاف حول قضيتنا غير آبهين بالتأسيس لمرحلة الوصول للسلطة أو التدافع لفرض لون السلطة ، فالخطر المحاط بنا يجعل مسألة الحرص على بقائنا من أعلى مستويات المسؤولية وأخطر ما يحف القضية اليوم هو التنازع القاتل ، والإقصاء الذي يقصر الطريق على العدو الذي كان على مدى عشرات السنين يتمنى الوصول لذلك ، وحاول أن يخلق بدائل و خيارات لتفعيل التنازع لعلمه انه هو أقوى أعدائنا ، فالخلاف بين الناس عدو يسكن داخلنا علينا طرده حتى نستطيع أن نحيا و ننتصر فنحن نستحق النصر.
إن خيار الدولة الفلسطينية المستقلة هو خيار الشعب الفلسطيني ، وقد عمدت نضالات شعبنا بالدماء والتضحيات العظيمة عبر مسيرة طويلة شاقة من النضال ، وكان خيار الدولة الفلسطينية وإقامتها هو خيار كل الشرفاء من خلال مسيرة التضحية والفداء ، التي تواصلت منذ أكثر من خمسون عاماً والثورة الفلسطينية هي حامية المشروع الوطني الفلسطيني ، والمحافظة على وحدة هذا الشعب وأرضه ، متصدية للإحتلال ، ومحبطة لمؤامرات التصفية والتبعية والاحتواء.. إن الثورة الفلسطينية المعاصرة هي ثورة الشعب العظيم ، الذي يعرف طريقه ويحدد ما يريد من خلال رحلة النضال الوطني الطويل ، وعظمة تضحيات شعبنا ، التي كانت أسطورة يحق لنا نحن الفلسطينيين أن نفخر ونعتز بها وبالنضال الفلسطيني الذي يتواصل يوميا على كافة الأصعدة وفي كل الميادين .
المطلوب من الأطراف الفلسطينية عامة وعلى رأسها حركتي فتح وحماس مطالبتين بتجاوز كافة العقبات التي تعترض طريق انجاز المصالحة والوحدة الوطنية ، من اجل أن نتمكن من العمل على تحرير الأسرى والعمل على إقامة الدولة المستقلة ، عاصمتها القدس ، وحق العودة ، وعودة كل أبناء شعب فلسطين إلى الوطن .
وإنها لثورة حتى النصر.