كلمة السر في انطلاقة فتح الـ48 .. - د. مازن صافي
الرسائل التي حملها مهرجان الانطلاقة الـ 48 لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " كانت معلنة قبل المهرجان وهي رسالة سياسية وجماهيرية وتنظيمية رسائل تشابكت معا ومن الصعوبة فصلها عن بعضها البعض .. والآن وبعد الحشد الجماهيري الهائل والذي تم تقديره بأكثر من مليون فتحاوي وقال خبراء أنه لم يسبق له مثيل ويعتبر الأضخم في تاريخ حركة فتح منذ انطلاقتها الأولى ، يمكن لنا أن نسجل أكبر حشد جماهيري، ولم يسبق له مثيل منذ عدة سنوات.
الرسالة السياسية هي أن فتح موجودة في غزة وجماهيرها يشكلون أكثر من ثلثي عدد السكان وبالتالي تم إجهاض الادعاءات الإسرائيلية بأنه لا وجود قوة جماهيرية لفتح في غزة وبالتالي لا يمكن أن تفصل غزة سياسيا عن الضفة .. وكلمة الرئيس التي وجهها الى المحتشدين في يوم الحشد الأكبر أكدت أن للرئيس محمود عباس قوة ونفوذ وجماهيرية في قطاع غزة كما في الضفة الغربية وبذلك تم الاستفتاء الجماهيري على ذلك . وبالرغم من عدم وجود رواتب ومنع إسرائيل لتسليم الأموال الفلسطينية التي تشكل بند رئيس في الرواتب إلا أن ذلك لم يشكل معيق بل شكل دافعا لدعم جماهيري وقف خلف توجهات القيادة السياسية، نحو تحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية. وتجسيد سيادة دولة فلسطين وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم .. ومليونية الانطلاقة أرسلت رسالة سياسية واضحة أيضا للعالم العربي والدولي أننا متمسكون بقيادتنا بالرغم من الضغوط الدولية عليها و إحجام الدول العربية عن القيام بدورها الذي شكلتها هي بما يعرف بشبكة الأمان الاقتصادي للحيلولة دون خنق المجتمع الفلسطيني الذي بدأ يتنفس أريج الحرية بعد اعتراف العالم وحصول فلسطين على مقعد مراقب في الأمم المتحدة لتصبح دولة فلسطين في الطريق الى أن تحول الى دولة عضو في الأمم المتحدة وفي ظل اعتراف دولي ان مؤسسات السلطة الفلسطينية على جاهزية تامة لتتحول الى مؤسسات دولة .
وقدر الله أن تكون الكلمة الوحيدة التي ألقيت على مسامع المحتشدين هي لرئيس الدولة الفلسطينية القائد العام لحركة فتح محمود عباس وكانت عبر الهواء مباشرة ، وتسبب التدافع الجماهيري المتعطش للحرية والحشد الجماهيري الذي فاق التوقعات الى اختصار الكلمات لتكون جامعة في كلمة الرئيس التي وجهها من رام الله إلى المحتفلين بانطلاقه فتح،و شدد فيها على "الوحدة من اجل تحقيق النصر"، معربا عن اهتمام قيادة السلطة بإنهاء حصار غزة لتلتحم بباقي أجزاء الوطن، ومؤكدا "سنلتقي بكم في غزة في القريب العاجل". ،وبذلك أكد على رسالة الوحدة الوطنية حين قال أيضا في كلمته المتلفزة "لا بديل عن تحقيق المصالحة الداخلية لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية".
وبذلك أعطى إشارة البدء بترتيب تطبيق المصالحة الوطنية والتي هتفت الجماهير لها " الشعب يريد إنهاء الانقسام " .. وهي أيضا رسالة أوصلتها الجماهير واضحة وصلت الى كل الدنيا أن الانقسام مرفوض ويجب إنهاؤه فورا . وبالتالي هذه رسالة حركة فتح بجماهيرها وقيادتها وهذا ما أكد عليه أيضا الأخ د. نبيل شعث عضو اللجنة المركزية المفوض العام للتعبئة والتنظيم المحافظات الجنوبية ولقاءاته التي سبقت وتلت المهرجان ،وشكلت عامل هام في حرية العمل الحركي وأمنه في قطاع غزة
إن رسالة فتح واضحة المعالم وعلى رأسها إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ومواصلة الحراك الدولي وتعزيز المقاومة الشعبية والتي يمكن اعتبار الانطلاقة واحدة من أساليبها .
وأخيرا نقول أن كلمة السر في نجاح وصول الرسائل في انطلاقة فتح الـ48 هي " الجماهير " التي شكلت رأيا عاما جامعا لا يمكن التنكر له أو إغفاله ، وأيضا شكلت القيادة التحاما مع الجماهير وشاركتها في كل خطوات الإعداد للانطلاقة وتوافقت مع تطلعاتها ورؤيتها ورغباتها في كل جزئيات الوصول إلى يوم الحشد الأكبر الذي أذهل العالم وأدهش كل المحللين في يوم الجمعة الرابع من يناير 2013 ..
رسالة يجب قراءتها بتمعن :
- الخطبة التي ألقاها سماحة الشيخ يوسف جمعة سلامة والتي أيضا شكلت وثيقة هامة يجب قراءتها بتمعن .
- الأغلبية من بين مئات الآلاف الذين احتفلوا في مهرجان فتح بغزة، هم ممن دون سن 20 عاماً وبذلك شكلوا رسالة تنظيمية هامة يجب قراءتها بتمعن .