القاعدة الفتحاوية تعيش حالة من الصحوة والنهضة - ماجد حمدي ياسين
لقد أثبت مهرجان إنطلاقة حركة فتح الثامنة والأربعين، أن قاعتي فتح التنظيمية والجماهيرية تعيش اليوم حالة من الصحوة والنهوض، ونفض الغبار عن كل الهيئات التنظيمية والحركية التابعة لفتح بالمحافظات الجنوبية - قطاع غزة، وتجسد هذا الأمر من خلال الجلسات التحضيرية لمهرجان الإنطلاقة والتي عقدت في كافة الأقاليم والمناطق التنظيمية، والمكاتب الحركية، من أقصى الشمال إلي أقصى الجنوب للخروج بنتيجة إيجابية تضمن نجاح هذا المهرجان الذي أصبح حديث الناس بالشارع الغزي، وتصدرت أخباره وصوره الصفحات الأولى لأبرز الصحف المحلية والصهيونية والعربية والدولية، بسبب الحشد الجماهيري الواسع والذي فاقَ كل التوقعات والتقديرات .
وقـد بدأت مؤشرات النجاح الباهر تظهر منذ الخمسة أيام التي سبقت إقامت مهرجان الإنطلاقة، وذلك من خلال توافد عشرات الالآف بشكل يومي لزيارة أرض مجمع السرايا التي أطلق عليها إسم ساحة الشهيد الرمز، ياسر عرفات، والتي أقيم على أرضها مهرجان الإنطلاقة المركزي، والتي لم تتسع الجماهير التي حضرت فقط من مدينة غزة وإحتشدت إبتهاجاً بإضاءة شعلة الإنطلاقة مساء اليوم الأخير من العام المنصرم، وسط حالة من الذهول والتسأؤل.. كيف يمكن لهذا المربع الجغرافي أن يستوعب الجماهير الغفيرة والسيول البشرية الصفراء التي ستنطلق صباح الجمعة من كل المحافظات والمدن والمخيمات وصولاً إلي مكان مهرجان الإنطلاقة ؟؟.
وبالفعل هذا ما حدث يوم الجمعة الذي نقشَ في ذاكرة كل فلسطيني، عندما بدأت الحشود تنطلق من الجنوب والوسط والشمال منذ الساعة الرابعة فجراً مستخدمة، كافة وسائل النقل والمواصلات البرية والبحرية التي توشحت في ذلك اليوم بالأعلام الفلسطينية وبالرايات الفتحاوية الصفراء، وتزينت بصور الشهيد القائد، ياسر عرفات والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وتمكنت من الوصول إلي أرض السرايا الواقعة وسط مدينة غزة، للمشاركة في إحياء الذكرى الــ 48 لإنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، والتي رصدتها عدسات الإعلام المختلفة التي أظهرت بالدليل القاطع، أن الأغلبية الساحقة أعلنت مبايعتها لحركة فتــح ولقائدها العام "أبو مازن" في مشهد رائع أعادَ ذاكرة الجميع خمسة وأربعون عاماً للوراء، عندما إلتفت الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية حول حركة فتح التي إنتصرت بمساندة الجيش الأردني الشقيق في معركة الكرامة عام 1968، وأعادت الثقة للشارع العربي الذي أصيب بحالة من اليأس بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران عام 1967.
فإن خروج جماهير حركة فتح، رجالاً وشيوخاً وأطفالاً ونساءاً، عند بذوغ فجر الجمعة الماضي من المنازل، ومبيت بعضهم في ساحة السرايا مساء الخميس، ومشاركة الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا الصامد في إحياء ذكرى إنطلاقة الحركة، أثبت أن الجماهير تلتف من جديد حول "فتــح"، وأن القاعدة التنظيمية التي أحسنت التحضيرات والإستعدادات لهذا العرس الوطني الكبير تعيش اليوم حالة من النهوض والصحوة، وأصبحت أكثر حرصاً على مستقبل الحركة ووحدتها من أي وقت مضى، وأكثر شعوراً بالمسؤولية، وتُدرك تماماً مدى الخطر المحيط بالحركة التي أثبتت أنها لا تزال قائدة المشروع الوطني الفلسطيني، وإنها أكبر القوى السياسية التي تمتلك الوصايا على قضيتنا الوطنية، وهذا ما أظهرته الحركة من خلال مهرجان إنطلاقتها في قطاع غزة، والذي إعتبرته المحافل العربية والدولية إستفتاءاً شعبياً على "فتــح" وبرنامجها السياسي مؤكدة، أن فتح لا تزال الفصيل الأقوى الذي يتحكم في مصير الأغلبية بالشارع الفلسطيني الذي خرج مبايعاً لها ولقيادتها الوطنية .
ومن هنا على قيادة حركة فتح، إستثمار حالة الوعي والصحوة التي تعيشها القاعدة التنظيمية والجماهيرية التابعة والمؤيدة للحركة وإغتنام هذه الفرصة للنهوض بكافة المؤسسات التنظيمية وتفعيل كافة الأطر والمكاتب الحركية، وإنهاء حالة الترهل التنظيمي بالدفع نحو إجراء تغيرات وتعديلات جزرية وجوهرية، وإصلاح وترميم البيت الفتحاوي الداخلي، وتشكيل قيادة فتحاوية قادرة على إحتواء الجميع بما يخدم مصالح الحركة، ويحافظ على مكانتها الوطنية الرفيعة وتاريخها النضالي العريق، بعيداً عن أي إعتبارات أو حسابات لا تعود بالمنفعة على الحركة، وهذا الأمر يعتبر مكافئة للجماهير التي جددت البيعة للحركة ولقيادتها الوطنية، ويضمن الإستمرارية ويُعيد الثقة لأبناء فتـــح الذي يتطلعون ويستبشرون بمستقبلاً مزدهراً للحركة التي قادت الثورة الفلسطينية وكان لها شرف إطلاق الرصاصة الأولى.