أبواب كثيرة للشمس الفلسطينية- فؤاد ابو حجلة
من "باب الشمس" ندخل إلى مرحلة جديدة من المقاومة السلمية التي تعتمد نهج التحدي الجمعي للاحتلال وتعمل على احباط مشاريعه الشيطانية لترسيخ واقع جديد على الأرض الفلسطينية. والذين فتحوا الباب للشمس في منطقة E1 كانوا عمليا يصدرون بيانهم الأول لإطلاق هذه المرحلة التي تعيد تعريف الخيمة الفلسطينية باعتبارها علامة للبقاء وللصمود على الأرض بعد أن كانت علامة لبدايات اللجوء في عتمة الشتات.
تستطيع اسرائيل إخلاء القرية بالقوة، وتستطيع هدم خيامها، لكنها لا تستطيع الاستمرار في حرب الخيام الى الأبد، ولا يستطيع حلفاؤها وأصدقاؤها في العالم وفي المنطقة الصمود طويلا أمام أبواب تفتح للشمس في كل الأراضي المهددة بالمصادرة والاستيطان، وفي كل الشوارع التي تربط بين بؤر الغرباء المشحونين بالحقد التوراتي.
ليست قفزة في الهواء ولا هي مغامرة استعراضية، بل تعبير واضح عن قرار وطني بالانتقال الى حالة جديدة من المواجهة بالامكانات المتاحة وهي كثيرة رغم الضغط الأميركي والأوروبي والعربي على الفلسطينيين. ومن يستطيع هزيمة اسرائيل وأميركا في الأمم المتحدة بقرار سياسي مستقل يستطيع هزيمة المشروع الاستيطاني بارادة شعبية وطنية لا تكترث بالهذر السياسي وغنج الدبلوماسية الدولية والعربية.
باب واحد للشمس بين القدس ومعاليه أدوميم يثير الهلع في مكاتب نتنياهو وأوباما وكاميرون، ويحرك الخوف في غرف نوم الكثيرين من حكام العرب.. كيف سيكون حالهم إذن لو فتحت أبواب أخرى للشمس على امتداد الأرض الفلسطينية.
بعيدا عن حوارات المصالحة التي مللنا من رتابتها وعن تصريحات القيادات المنخرطة في أطر النظام العربي بشقيه المعتدل والممانع، لا بد من الاستمرار في فتح ابواب الشمس ولا مناص من الدخول في مرحلة جديدة من المقاومة تتحرر من كل أخطاء الماضي.