باب الشمس تحول نوعي للمقاومة- عادل عبد الرحمن
تمكن مئتان من الشباب الفلسطيني والاممي من إشادة قرية باب الشمس على الاراضي المحتلة التابعة للعيساوية والطور والعيزرية وعناتا وابو ديس ردا على التوجهات الصهيونية الاستعمارية لبناء (3000) ثلاثة الاف وحدة استيطانية في المنطقة المذكورة. وهي منطقة ذات طابع استراتيجي للدولة الفلسطينية وخيار السلام القائم على حل الدولتين على حدود 1967. لان الهدف الاسرائيلي يرمي الى إغلاق الدائرة الاستعمارية حول العاصمة الفلسطينية، لضمها عمليا، من خلال الربط بين مستعمرة معالية ادوميم والقدس الشرقية.
بناء القرية الفلسطينية رغما عن سلطات الاحتلال الاسرائيلية، كما جاء في بيان المجموعة الشبابية، واستنادا الى قرار الشعب الفلسطيني في الدفاع المشروع عن حقوقه الوطنية، يعتبر خطوة رائدة في المقاومة الشعبية الفلسطينية. وتعطي زخما قويا لتعميق اشكال الدفاع عن الحقوق المنهوبة والمستلبة، والتي يجري مصادرتها على مدار الساعة. ويفتح الافق امام الافكار الابداعية لتطوير اشكال المقاومة في المدن والقرى ، التي تواجه الاخطار الصهيونية إن كان من قبل حكومة اقصى اليمين او قطعان المستوطنين.
كما ان قرية باب الشمس، التي اخذت إسمها من رواية الاديب اللبناني العربي ( الفلسطيني ) الياس خوري، تعتبر تحولا كيفيا في مواجهة التغول الاستعماري الصهيوني، لا سيما وانها شقت طريق إستعادة روح المبادرة في التصدي لجرائم وانتهاكات دولة التطهير العرقي وقطعان المستوطنين ، الذين باتوا يؤرقون حياة المواطنين الفلسطينين، بهجماتهم اليومية على الممتلكات والاراضي وقض مضاجعهم بتهديد حياتهم. ااضف الى انها ، تشكل علامة فارقة في كبح المشاريع الاستعمارية الاسرائيلية، حتى لو استطاعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي من إقتلاع الخيام ، التي نصبتها مجموعات المقاومة الشعبية، خاصة وانها، سلمت القائمين على القرية أمراً بالاخلاء، كما ان نتنياهو اعطى امرا لقوات جيش الحرب باغلاق الطرق عن القرية وإعلانها منطقة عسكرية ، كمقدمة لاقتحامها. فإنها ستبقى عنوانا من عناوين المقاومة النوعية والمتميزة في التصدي للمخططات والمشاريع التهويدية للاراضي الفلسطينية.
قرية باب الشمس، وقبلها قطع الطريق 443 الواصل بين القدس ودير اللطرون ، وتشكيل فرق الحراسة الوطنية للقرى، اشكال متقدمة من الكفاح الشعبي الفلسطيني، ومليونية غزة، تعطي القيادة السياسية اوراق قوة جديدة لمواجهة دولة الابرتهايد الاسرائيلية والولايات المتحدة ومن يقف معهم في المحافل الاقليمية والدولية، وتسلح قوى السلام في العالم المدافعة عن خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 67 عنصرا مهما لمواجهة الصلف والغرور والغطرسة الاسرائيلية. وفي الوقت نفسه، تعري القادة العرب أكثر فاكثر، وتفضح سياساتهم ، التي اعلنها عنهم نتنياهو قبل ايام على احدى القنوات الفضائية الاسرائيلية، عندما قال، التزم القادة العرب بعدم تمويل موازنة الدولة الفلسطينية كما اتفقنا معهم ؟؟؟!!!
تجربة قرية باب الشمس البطلة، عنوان جديد يضاف الى شكل المقاومة الشعبية، ليعزز معارك القيادة الوطنية برئاسة الرئيس محمود عباس السياسية والديبلوماسية وعلى صعيد البنية التحتية ومواجهة الاستعصاءات والكوابح، التي تضعها الولايات المتحدة واتباعها من الحكام العرب. وحتى تتعزز التجربة الكفاحية الجديدة، وتتعمق باشكال نوعية اخرى، فغن على القيادة مسؤولية كبيرة لاعادة نظر في اليات تعاطيها مع المقاومة الشعبية، لجهة وضع رؤية وطنية برنامجية ، وتحديد اداة قادرة وقوية من الكل الوطني، وتقديم الدعم المناسب لها، وخلق شراكة حقيقية مع قطاعات الشعب المختلفة لاعطائها لالزخم المطلوب، وإحداث تحول نوعي في نهوضها.
a.a.alrhman@gmail.com