شهداء    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان

الآن

الشاعر خالد درويش في رواية «موت المتعبد الصغير»..- احمد دحبور


ضيفنا لهذا العيد الاربعائي، هو «الولد الترشحاني» خالد درويش، وان كنت اعترف بأن العمر قد غافلني حتى استوى خالد رجلاً ناضجاً، ذا تجربة أدبية متميزة، وكمعظم ابناء ترشيحا المولودين في سورية بعد النكبة، فان هذا الفلسطيني المولود في مدينة حلب عام 1956، وقد نشأ هناك في مخيم النيرب للاجئين حيث تلقى دروسه الأولى لينتشر بعدها في سورية وينجز مشواره الجامعي في بلغاريا.. وقد مر خالد خلال هذه الرحلة الوجودية بتجربة سياسية ذات خصوصية يسارية، وظل ولاؤه للفكرة الفلسطينية هاديا لمساره حتى يوم الناس هذا..
اهتدى الفتى الى الشعر مبكرا، وكانت قصيدته النثرية متناغمة مع شخصيته التي تنفر من القوانين والأوزان، فأصدر «الجبل» عام 1979، وبعد عام من هذا التاريخ أصدر «الوقائع» وتوقف عن النشر حتى عام 1997 عندما أصدر «88»، وله في الترجمة كتاب بعنوان جواز سفر، ولا أدري أهو رواية أم قصص أم جنس أدبي آخر، فهو، بشكل عام، ضنين من حيث التعريف بسجلّه الأدبي..
الا انه وهو يعارك العقد السادس من العمر، وعلى الرغم من لحيته الموخوطة بالشيب الى جانب الغضون الطرية في الوجه، لا يزال ذلك الفتى الطافح وجهه ببراءة عصية على الزمن وبعفوية تؤكد حضوره اليافع شاعرا ومشاغبا وابن حياة، وما احسب روايته هذه الا تنويعا على الايقاع الذي تميز به منذ البدايات، فهي تنتمي الي شعرية تقارب الواقعية السحرية محتفظة ببصمة خاصة، ودهشة خاصة، ونكهة فلسطينية على ما فيه من نزوع الى الابتعاد عن الخطاب السياسي الجاهز، فالى اين يذهب هذا المتعبد الترشحاني؟
أنا لست أنا
يقول خالد، بطل الرواية، لصديقته غير الواضحة: انا لست أنا.. وحين تستفسر صديقته عن معنى هذا اللغز، يجيب: انا لم أقل شيئا.. ومن هذا التردد، او التناقض لمن يشاء، نخلص الى اننا امام شاب فلسطيني غير متأكد من اختياراته، لكننا ان صبرنا عليه وجدناه يقدم نفسه بلا تعقيد وكأنه كتاب مفتوح، فقد سبق له ان اصيب بالحمى وهو صغير، او هكذا تخيل، حتى اصبح غير أكيد من انه ذلك الفتى الذي كان يذهب مع أبيه الى المسجد، ثم يتعلق بحبه الاول البريء: ندى، عندما كان أهل المخيم المحافظون يحتملون اي خطأ او تجاوز، لكنهم لا يسمحون للفتيان والفتيات بالتعبير عن المشاعر العاطفية..
ولسوف يتذكر اسماء فتيات تعرضن للذبح وهن في مقتبل العمر بسبب الحب، واذا كانت زيارة عبد الناصر عام 1960ماثلة في ذهنه بما ترتب عليها من جموع بشرية، فانه يتذكر تجمع المخيم يوم تم القضاء على آسيا التي ظهرت عليها علامات الحمل، فقد «كان الحب في المخيم محرما شرعا وشريعة». فكيف يستطيع الولد العاشق ان يعبر عن تعلقه بحبيبته ندى؟ لقد راح يرسم علم فلسطين على جدار بيتها ولن يمانع احد في رسم راية الوطن الذي اوشك ان يصبح فردوسا مفقودا.
وستصبح ندى جزءا من ذاكرة بعيدة، لكنها قائمة في الروح، اما الفتى فيواصل عيشه المتواضع بين اسرة كبيرة العدد تلهث للبقاء على قيد الحياة وسد الرمق. وحين يبحث عن اللحم غير الموجود في الطعام تبلغه أمه: اللحم موجود في المرق، ذاب من كثرة السلق. كلوا واشكروا ربكم.. ويظل العزاء مشدودا الى الايمان والصلاة حيث الخلاص الوحيد للولد المحروم. الا ان مشاعره البريئة تتغلق على حرصه وكتمانه، فيكتب اسم ندى على احدى صفحات كتاب التاريخ، ويكتشف احد الاقرباء مظالم الحياة كما يراها من وحي عمره الفتي. وهي مظالم اساسها الفقر والحرمان فضلا عما يسمعه منه أهله بشأن انهم فلسطينيون لاجئون لأن بلادهم محتلة. ومن القصص التي احتلت ذاكرته ومخيلته، قصة الحاج حسين وكيف هاجر من حيفا، ثم كيف هربت امرأته التي تصغره بعشرين عاما مع شاب لاجىء مثلهم. وللحاج حسين ذكرياته عن ثورة 1936 وعن النكبة وعن خيباته الشخصية.
اما حسن «ابو الطرطيرة» الذي هربت معه امرأة الحاج حسين، فهو بدوره مشرد محكوم بذكريات عن اللجوء. وقد خطف راقصة من ملهى وأحبها لكنها سرعان ما هجرته.
وهكذا من هروب الى هروب مضاد، تسترسل الرواية في متابعة واقع مضطرب، لا شفاء من جراحه الا بتحولات اجتماعية لا تشير اليها الرواية، ولكنها تعتبر مقدمة لها.
ولسوف ينقطع الخيط شبه الواقعي الذي يربط اوصال السرد بعضها ببعض، لينفتح العمل على عالم شبه سحري تسوده التهيؤات والتخيلات، وتنتهي الرواية وبطلها خالد - هو خالد درويش طبعا - يهمس لنفسه: وقفت بأول درب الحياة، كان طريقا شائكا وعرا. وقررت ان امشي فيه تاركا الرجل الصغير في مدفنه. والرجل الصغير هذا هو شطر من حياته المفتوحة على ذكريات وتوقعات لا نهاية لها. فهو ليس هو - كما قال في البداية، ولكنه من سيكون فكيف سيكون ويواصل رحلته في هذه الحياة؟
مستويات السرد
يتوزع هذا العمل على ثلاثة مستويات من السرد، فالأول هو الضبط الواقعي للأحداث: المخيم بتفاصيله من حيث السكن والطعام والعالم المحدود، والتطورات البطيئة التي تشكل حياة اولئك اللاجئين. اما المستوى الثاني فهو استدعاء الماضي وذكريات كبار السن وتداول أهل المخيم حكايات عاشوها أو سمعوا بها، ويبقى المستوى الثالث فضاء لخيالات منفلتة من اسار الواقع ووعود غامضة بما سيكون.
ومع ان العمل يبدأ بمسار واقعي ثم تتخلله بعض الأحلام لينتهي الى خيال هو اقرب الى السريالية، فان المسافة الخاصة بذكريات الماضي كفيلة بأن تشد أركان الرواية بعضها الى بعض، فيكون العمل نسيجا متكاملا على ما يشوبه من تناقضات، هي تناقضات الحياة اساسا. والواقع ان هذه المغامرة السردية ليست حركة عبثية او عشوائية، فما دام الواقع يؤسس الأحلام، ويستمد ديمومته من الذكريات، فان العمل الأدبي يكون واقعيا او شبه واقعي.
على ان الرواية مكتوبة اصلا بصيغة ضمير المتكلم. وهذا المتكلم موزع بين مرحلة الطفولة وبين مغامرة البحث وتأكيد الذات، ما يجعلنا نقف امام شهادة شخصية على تجربة قريبة منا بقدر من العفوية والجموح.
يلفت نظرنا في هذا السياق ان حياة خالد عبر الرواية مسبوقة باشياء حدثت من قبل، وهذا امر طبيعي في كل عمر سردي، فما دام هناك شخص مكتمل النمو يتحرك ويرى ويفعل وينفعل فلا بد أن له ماضيا سنعرف اشياء عنه من خلال متابعة مصيره، لكن الاشكال يكمن في اننا لا نعرف الكثير عن مصائر الشخصيات، فأين ذهبت ندى مثلا؟ وكيف سينتهي الأمر بالحاج او بالراقصة التي اختطفها حسن؟ وهل ميزة هذا النوع من السرد ان بداياته غير مصرح بها ونتائجه احتمالية؟
ان هذه الاسئلة تتضمن اعترافا بجاذبية السرد شبه الواقعي المتأرجح على خيط الغرابة السحرية.
صرامة الواقع
إن رواية مكتوبة عن مخيم للاجئين الفلسطينيين، هي رواية تتضمن في احد مستوياتها، صورة المأساة التي كثيرا ما يشفق الكتاب ان يثيروها حتى لا يستدرجهم وصف الشقاء الانساني الى نوع من الميلودراما، ولكنك اذا كنت مخلصا لما تشهد عليه، فانك لا تملك إلا الدخول في وصفه والتأمل في معطياته، وما دمنا امام مخيم للاجئين في السنوات الاولى من النكبة، فلنأخذ هذا المقطع بوصفه عينة من واقع الحال، وليحتملني القراء على الاطالة النسبية التي تهدف الى استجلاء حقيقة الأمر. يقول المقطع المذكور:
«والذي كان فقيرا ظل فقيرا، والذي كان غنيا صار فقيرا، والذي لم يكن ذا شأن ظل بلا شأن، والذي كان وجيها صار ذليلا، جاء بهم قدرهم من حيفا ويافا وعكا، من صفد وطبرية وبيسان، من تلال الخليل وسفوح الكرمل.. الجميع سواسية في القهر والضنك، قبيلة يوحدها الحنينه وتجمعها الفاقة، تعتاش على غوث الاونروا الشحيح..».
يكاد يكون هذا الكلام تقريرا وافيا عن واقع الحال، باستثناء بعض الاختراقات التي ليست هي من مهمة الكاتب، فقد يكون هناك من حصل على عمل او فرصة، كما ان هناك من سافر وجرب حظه في الخليج، ولا سيما الكويت، ولو تتبع الكاتب أمر هؤلاء لغرق في تفاصيل قد تكون ضرورية، لكنها كانت ستضعنا في سياق رواية مختلفة.
من اللافت ان حسن هذا من اصول شركسية، وليس فلسطينيا، ومع ذلك وجد مكانا له في الرواية التي لم يزعم الكاتب بأنها سجلّ نفوس للفلسطينيين، لأن ما يجمع ابطالها هو انهم من اهالي المخيم، ونحن نعرف ونعلم ان مخيمات اللاجئين، ولا سيما في دمشق حيث مخيم اليرموك، تضم غير الفلسطينيين من بعض اهل البلد السوريين، وقد كان ادخال حسن الشركسي السوري على الرواية لفتة موضوعية لتأكيد شخصية المخيم المتنوعة.
على ان «موت المتعبد الصغير» ليس مسحا اجتماعيا للفلسطينيين في حلب، بل هي قبل كل شيء رواية تخضع لشروط فنية خاصة بها، وكان طبيعيا ان يختار لها الكاتب هذه البيئة التي هو منها، فهو في آخر حساب أحد ابناء ترشيحا الجليلية وان كان مولودا في سورية بعد النكبة، كما سبقت الاشارة فان معظم اهل ترشيحا هؤلاء موجودون الآن في مخيم النيرب المقام قرب حلب. وما عليه حتى يؤثث عمله باللمسات الواقعية الا ان يغمض عينيه ويتذكر بعض ظروف أهله وجيرانه في ذلك المخيم الذي يعدّ الثاني بعد اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
ولعله حين رسم صورة الباحثين عن العمل، الذين يأتي المقاولون لاختيارهم كبضاعة انتاج، انما يعيد رسم جموع الفلسطينيين الباحثين عن العمل، فقد كنت ارى هذا المشهد شخصيا، حين كان شباب المخيم يتجمعون في ساحة الساعة في حمص ويأتي المقاولون لاختيارهم كما في هذه الرواية، فالحكاية وحدها وما التنويعات التي اختلف لاجئو حلب فيها عن لاجئي حمص عن لاجئي دمشق الا تبعا للتغيرات الجزئية في اماكن اللجوء.. ويبقى الهم واحدا.
البيوت كذلك
واذا كانت الظروف متشابهة في مجمل المخيمات، فانها تكاد تكون واحدة اذا دلفت الى داخل بيوت المخيم: «فاسدا كان هواء الغرفة، عبقا بزفير اخوتي السبعة، فتحوا النافذة فارتجفت بردا فاغلقوها، ارتفعت حرارة جسمي كثيرا، عطشت.. الخ» ان هذه اللمحة الخاطفة داخل البيت تنسحب على بيوت اللاجئين جميعها، بما في ذلك كثرة عدد افراد الاسرة، فقد كان من اللافت ان اللاجئين ينجبون الكثير من الأولاد والبنات والطرائف حول هذه الظاهرة شهيرة وشبه معممة.
وحتى حين يأخذه أهله الى عيادة الاونروا، وكنا نطلق عليها اسم المستشفى، فهو كأنه يكتب عن اي مخيم آخر، واذا كانت الممرضة ذات الحقنة المخيفة في هذه الرواية اسمها الآنسة ماري، فانها في «المستشفى» الذي كنت اتردد عليه في مخيم حمص، اسمها الست ليديا.
وثمة فرصة فنية لنطلع على مجسم المخيم، وربما فاتته الاشارة الى فرن المخيم، والى المطعم الذي كنا نتناول فيه وجباتنا المجانية، والى الحمام الذي كنا نستحم فيه مرة خلال الاسبوع حيث يكون مخصصا تارة للنساء وتارة للرجال، بل ان بيوت الخلاء الممدودة كانت منتشرة للاستخدام العام مع فصل اماكن النساء عن اماكن الرجال بطبيعة الحال.. ومرة ثانية اشير الى ان هذا كله لم يكن مطلوبا ظهوره في الرواية، ولكن الشجى يبعث الشجى.
ولما كانت البيوت متراصة فلم يكن ثمة اسرار، إذ إن الجميع مكشوفون على الجميع، وما التفاصيل التي تظهر امام خالد، بطل الرواية او كاتبها لا فرق، لتأكيد الانفتاح الاجباري على المستوى الاجتماعي، حيث لا مكان تقريبا للخصوصة الا في الاشياء الحميمة.
لكن هذه الاشياء الحميمة معرضة للافتضاح، والا فكيف علم الولد الترشحاني بنبأ المرأة التي هربت من زوجها، وبالشركسي الذي هربت منه مخطوفته، اضف الى ذلك ان ما لم يتم افتضاحه يمكن تخيله، وهكذا أمكن للفتى بطل الرواية ان يتصور كيف تكون العلاقة الزوجية بين بعض ابطال الرواية.
يقول المصريون عادة: البيوت اسرار. ويحق لبعض الاجيال الفلسطينية التي واكبت بدايات النزوح ان تقول: لا اسرار في البيوت.
مفردات وأدوات
تقع في هذه الرواية على «طاسة الرعبة» وقد جعلها الكاتب هنا طاسة الرعب، فيما هي اصلا وعاء منقوشة عليها آيات قرآنية، كما ذكر فعلا، لطرد اشباح الخوف، وهذه الطاسة جاهزة للأولاد الذين يخافون من شيء ما، كلب ضال، صوت مفاجىء، سقوط سقف.. الخ فالطاسة لإزالة الرعبة وليست اناء للرعب.. والطريف ان هذه الاداة البدائية وان انتشرت في المخيمات. لا سيما في بدايات اللجوء، الا انها كانت معروفة لدى الفلسطينيين حتى قبل النكبة. ولم لا؟ ألم يكن أهلونا يعيشون ظروفا مقلقة بفعل ضغط الانجليز و«اليهود»؟
اما التعبير الذي هزني استخدام الكاتب له، فهو وصف ثورة الستة والثلاثين بأنها «دبة صوت».. بمعنى انها كانت استجابة لاستغاثة وجهرة عفوية رداً على الخطر الطارئ.. واذا كان التاريخ ينصف هذه الثورة من حيث الاعتراف ببعض جوانبها الايجابية، كالتكافل والتضامن والشجاعة. فان البنية العامة كانت عفوية، والطريف انني استخدمت كلمة مشابهة لوصف الحال في احدى قصائدي يوم قلت: ثورة ام فزعة اشهد في هذا العراء؟
وسواء أكان العمل يتعلق بالفزعة حيث يهرع الناس بكل نخوة لنجدة معارفهم وذويهم، اما ان صائحا يطلق «دبة الصوت» منذرا بالخطر، فان العفوية كانت تسود هذه التجربة المجيدة التي قدم لها الفلسطينيون ارتالا من الشهداء، فلم تمنع التضحيات النبيلة من وقوع النكبة.
ولسوف يشير الكاتب الى هشاشة الدعم الذي ابداه جيش الانقاذ، مع انه من الجيل الثالث الذي اتى بعد ذلك التاريخ، فالآباء ينقلون مأساتهم للابناء، والابناء قد يكونون او يصبحون شخصيات عامة فيروون على الملأ او يكتبون فصول المأساة.
لقد اتى خالد درويش من الآخر. فالنكبة قد وقعت، واللاجئون مشردون، والابناء يشبون على الغضب واحلام الثورة.. وفي هذا الزحام من الذكريات يتداخل الشخصي في العام حتى ليلتبس الأمر بين ان تدبج تقريرا بما حدث، او تسرد تاريخا، او تكتب عملاً ادبياً.. والعمل الادبي الذي اختار له خالد درويش شكل الرواية من شأنه ان يطرح الاسئلة ويحاكم الآباء ويتفهم الظروف مما لا يغني عن ايجاد الفصل الأخير في الملحمة الفلسطينية التي تجثم على الضمير، ولا تكف عن فتح الجراح.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024