أين اتحاد الطلبة؟- فؤاد ابو حجلة
لأسباب كثيرة يبدو الطلبة الفلسطينيون الدارسون في الخارج أكثرنا انحيازا لمشروع المقاومة ومواجهة الاحتلال باللغة الوحيدة التي يفهمها، ولأسباب منطقية يبدي الطلبة أكثر من غيرهم انحيازا للعدالة الاجتماعية وتقدم المجتمع الفلسطيني في الوطن وفي الشتات. ومن عاش فترة الانجاز الوطني في السبعينيات من القرن الماضي يذكر دور الاتحاد العام لطلبة فلسطين في اسناد النضال الوطني وفي اختراق المجتمعات الغربية التي كانت مغلقة للوبيات اليهودية وأصدقاء اسرائيل.
كنا في تلك المرحلة نواجه العنصرية الاسرائيلية في العواصم الغربية بتبني خطاب مقاوم وحضاري ونؤثر في البرلمانات الأوروبية التي استطعنا كسب أصدقاء كثيرين فيها، وكنا، على قلة عددنا وضعف امكانياتنا قادرين على التأثير على قرارات الحكومات الأوروبية وسياساتها في المنطقة، وأذكر كيف استطعنا ارغام الحكومة البريطانية على اعلان موقف مختلف عن الموقف الأميركي إزاء المقاومة الفلسطينية في لبنان، وكيف استطعنا دفع هذه الحكومة الى تبني موقف يدين جرائم ذبح أهلنا على أيدي القوات الانعزالية اللبنانية والجيش السوري الذي كان يحميها ويشارك في جرائمها.
ولعل كثيرا من المناضلين الذين أدوا واجب تمثيل فلسطين في المجتمع الدولي وأصبحوا سفراء فاعلين يمثلوننا في العواصم الغربية تربوا في الاتحاد العام لطلبة فلسطين قبل أن يتفرغوا لمسؤولياتهم النضالية. وقد أثبت هؤلاء بالفعل قدرة كبيرة على الانجاز والمبادرات الخلاقة وساهموا في كشف أكاذيب اسرائيل وفضح سياساتها أمام المجتمعات الغربية التي كانت عواطفها ومواقفها محكومة بالخطاب الاعلامي التلقيني المنحاز للصهيونية العالمية والخاضع لسطوة رأس المال اليهودي الفاعل في الوقت الذي كان فيه رأس المال العربي يمول الجهل والتخلف.
تراجع دور الاتحاد العام لطلبة فلسطين ولم نعد نسمع صوتا لهذا التشكيل النضالي الذي كان في زمن الثورة صوتا لشعبنا بكل فئاته.
نستذكر دور الاتحاد ونسأل عن فعله الآن ونحن نتابع باعجاب الحراك الطلابي الغربي المنحاز لقضيتنا في لندن وباريس وبرلين، ونحن نرى طلابا أوروبيين يستغلون العطلة الدراسية للسفر الى فلسطين والانخراط في أنشطة المقاومة للمشروع الاستيطاني اليهودي.
ما حك جلدك مثل ظفرك، فلماذا نبدو حريصين على تقليم أظافرنا؟