صحافي اسرائيلي: "مقاومو التلال" سيحرجون الحكومة الاسرائيلية المقبلة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
تناول الصحافي الاسرائيلي عاموس هارئيللي في صحيفة "هآرتس"، ظاهرة اقتحام الشباب الفلسطينيين للمناطق المهددة بالمصادرة ونصب خيام يعلوها العلم الفلسطيني، كردٍ على الاجراءات الاسرائيلية في مصادرة اراضي الفلسطينيين وإقامة المستوطنات عليها.
كما تناول الصحافي الاسرائيلي بشكل موسع توتر العلاقة ما بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الموضوع الايراني، مُعتبراً ان هناك اختلافا في التعاطي الاميركي مع هذه القضية، على اعتبار ان الولايات المتحدة قد تكون بحاجة لاسرائيل بشكل او بآخر في حال فشلت جميع الجهود لكبح ايران عن الاستمرار في برنامجها النووي او في حال لم تؤت العقوبات الاقتصادية اُكلها في منع ايران من امتلاك هذا السلاح، حيث لا يرى الرئيس الاميركي ان هناك ضرورة للتشاجر مع نتنياهو حول الملف الايراني انطلاقاً مما تقدّم.
الا ان الكاتب يرى ان الوضع مختلف جداً حول تعاطي اوباما لموضوع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث يعتبر الكاتب ان الوضع في الضفة الغربية مختلف تماماً؛ الامر الذي يُمكّن اوباما من الاستمرار بالاشتباك مع نتنياهو قبل وبعد الانتخابات الاسرائيلية.
ويضيف الكاتب انه على الرغم من تراجع الاحتمالات لنشوب انتفاضة ثالثة، الا ان الاسابيع الاخيرة حملت ظاهرتين جديدتين من شأنهما ان تضعا الحكومة الاسرائيلية المقبلة في موقف غير مريح سواء في العلاقة مع الفلسطينيين او في علاقتها مع اوباما، ليتزامن ذلك مع حالة العداء القائمة ما بين الولايات المتحدة والعواصم الاوروبية من جهة، والحكومة الاسرائيلية من جهة اخرى حول رؤيا نتنياهو للموضوع الفلسطيني.
الظاهرة الاولى حسب الكاتب هي ما يدور في المناطق المحاذية للجدار بالضفة الغربية وغزة، والتي قُتل فيهما خلال اسبوع واحد 4 مواطنين غير مسلحين، مواطنان غزيان قتلا بسبب اقترابهما من الجدار، وآخران بالضفة احدهما في قرية بدرس برام الله، والثاني في جنوب الخليل والحالتان لذات السبب، حيث فتح الجنود النار بالرصاص الحي باتجاههما دون مبرر حقيقي.
اما الظاهرة الثانية حسب الكاتب، فإن "اسرائيل لا تملك منعها او رداً عليها، وهي المتعلقة بظاهرة قرية "باب الشمس" التي اقامها الفلسطينيون ونشطاء يساريون اسرائيليون في المنطقة المسماة "E1" الاسبوع الماضي، والتي اعلنت حكومة نتنياهو عزمها إقامة حي استيطاني في هذا المكان لتربط بين القدس ومعاليه ادوميم ، حيث قامت الشرطة قبل ثلاثة ايام بإخلاء ثانٍ للقرية.
"بالنسبة للفلسطينيين فإن ذلك هو تطبيق للشعار الذي رفعوه حول المقاومة الشعبية، فاعمالهم هذه غير عنيفة، ولن تجلب اي تحفظ دولي عليها، عدا عن ان اعلان اسرائيل البناء في المكان، جلب نقداً عالمياً كبيراً عليها".
وتابع: "ان المديح الذي كاله نتنياهو لعملية الاخلاء السريع الذي تم للقرية الوليدة، يُظهر المعالجة الفاشلة للحكومة حول كل ما يتعلق بالبؤر الاستيطانية التي اقيمت بالضفة الغربية خلال السنوات الـ 15 الاخيرة، في الوقت الذي ادت فيه عملية الاخلاء هذه تضامناً مع الفلسطينيين اكبر مما نالوه من "اعمالهم العنيفة". واضاف هارئيللي: "على مدار اشهر طويلة، تحدّثوا في اسرائيل عن إمكانية نشوب انتفاضة ثالثة في المناطق، وحتى لو حدث ذلك فإنه لن يكون في مستوى الانتفاضات الفلسطينية السابقة، فالفلسطينيين ناقشوا النضال الشعبي حتى قبل نشوب الانتفاضة الاولى في العام 1987، ودفع اهالي الارض المحتلة ثمناً باهظاً لاختيارهم استخدام السلاح والانتحاريين في الانتفاضة الثانية في العام 2000".
واضاف: "تساور الجميع في الضفة الغربية شكوك من ان تحظى انتفاضة مسلحة جديدة بدعم وتأييد واسعين من الاهالي، الا ان الاجراءات الاخيرة التي يستعملها الفلسطينيون باستخدامهم القوة الناعمة كما هو الحال في إقامة "البؤر" كما حصل في باب الشمس، سوف تتوسع مستقبلاً وستضع حكومة نتنياهو في وضع لا تُحسد عليه، حيث ان الصاق الفلسطينيين اسم انتفاضة باب الشمس باعمالهم المستقبلية، يعتبر مؤشراً لتحضيراتهم بتوسيع هذه الظاهرة المقلقة".
عن القدس