الاغوار .. باب الشرق - أثير صلاحات
ان فكرة المقاومة الشعبية السليمة التي ينتهجها الشعب الفلسطيني في كافة المناطق المحتلة بالضفة الغربية والعاصمة القدس الشريف اصبحت موضع قلق عميق لدى حكومة الاحتلال فأصبح هاجس الابواب يلاحقها في القدس وبيت لحم والأغوار فمن باب الشمس حتى باب الكرامة حتى باب الشرق الذي وجد منذ الازل على تخوم تلال الاغوار والشريط الحدودي الفاصل مع المملكة الاردنية الهاشمية ، الحدود الشرقية لدولة فلسطين .
فلم ينم سكان الاغوار منذ الاحتلال عام 1967 وهم يقارعون الة الحرب الاسرائيلية في مسلسل تهجير مستمر فتراهم تارة يتملقون تلك التلة وتارة اخرى في ذاك الوادي ولم يغادروا اراضيهم رافضين تهويد المنطقة والرحيل عنها .
وما حدث يوم امس السبت جاء برسالة قوية الى الاحتلال ان الاغوار هي بوابتنا الشرقية ولن نتركها ساحة تدريب لجنودكم ولا حزام لاستيطانكم ، مئات الناشطين من الشباب الفلسطيني المؤمن بقضيته والمتمسك بأرضه هب لنجدة سلة فلسطين الغذائية وحدودها الشرقية وقرع الحجارة وبلل رمل الاغوار دمعا وشغفا على اطفال لا يمكلون إلا ان يصمدوا في وجه اعتى الة تدميرية عنصرية على مر التاريخ .
وما اغاظ حكومة الاحتلال ودب الرعب في صفوف مدبري امرها وجود المؤسسة الرسمية على راس الفعاليات الشعبية واتحادهم من اجل نصرة ارض الشرق وبوابتها فضربت الحصار على مداخل الشرق وأطلقت العنان لجرافاتها لتزيل خيمة من خيش هنا وحظيرة للأغنام هناك .
تخوفت قوات الاحتلال من فتح جبهة الابواب في الاغوار الواسع على امتداد نهر الاردن والبحر الميت على غرار باب الشمس وبالمئات توجه الناشطون والمؤسسة الرسمية يحملون حليب الاطفال وقوت يومهم وخيام تأويهم برد الشتاء وحر الصيف وعلها تفعل ذلك .
وكان الاحتلال قد اعلن النفير على الحدود وتمترس جنوده ببنادقهم صوب الحق رافضين بوابة الشرق التي تصر القيادة ومن خلفها الشعب على فلسطينيتها وتمسكهم بحدود دولتهم التي لا مفر للاحتلال إلا ان يرضخ لمطالب الشعب الفلسطيني .
ورغم الحصار المالي المفروض على الشعب الفلسطيني والعجز الدولي عن لجم سياسة التدمير الاسرائيلية يقف الشعب الفلسطيني قيادة وشعبا في مواجهة خطط الاحتلال في حرب كر وفر اصبحت ملهمة الثورات والنضال الشعبي في انحاء العالم .
ورغم الحضور الخجول للاعلام بالمنطقة استطاعت الاغوار ان تركب الموجة وتعود لصدارة الاحداث محليا ودوليا واستطاع الاطفال ان يرسموا بصمودهم البسمة والأمل على ملامح الدولة العتيدة التي ما انفك قادتها وشعبها على التأكيد على عروبتها وفلسطينتها