أبو علي حسن سلامة باق في الذاكرة -عطا الله شاهين
بتاريخ 22/1/1979 تمكن الصهاينة من اغتيال أبو علي حسن سلامة القائد الذي أربك العدو في عملياته النوعية، واذكر ذات اليوم حينما سمعت من وسائل الإعلام خبر استشهاده، ولم أكن اعرف من هو هذا القائد، كنت صغيرا لا أتجاوز 13 عاما من عمري ، ومن لحظتها اجتذبتني كاريزما هذا القائد الفتحاوي وعرفت كم هي عظيمة حركة فتح التي كانت السبّاقة إلى الكفاح المسلح ولا يستطيع أي فصيل لان ينكر هذا.
إننا في هذا اليوم نستذكر بطلا عظيما استطاع أن يكون ندا للأمريكيين، ولقد دوخ ملاحقيه ونجا أكثر من مرة من محاولات اغتياله ورغم انه كان حذرا وذو حس امني عالي إلا أن اريكا ماري تشيمبرز تمكنت منه وراقبته، وأرسل عملاء صهاينة لبيروت لاغتياله.
أطلقت غولدا مائير عليه لقب الأمير الأحمر ومن كثرة حقدها عليه قالت: اقتلوا هذا الوحش. وكان من الصعب الوصول إليه لان العدو لا يملك صورة له، ولكن اريكا استطاعت في الوصول إليه، وهذا يدل على أن الأجهزة الأمنية اللبنانية لم تكن تراقب وتتحرى بحذر أي قادم جديد إلى أراضيها.
لقد استطاع أبو علي حسن سلامة أن يترك بصمة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني، وطور من العمل الكفاحي وقاتل حتى النهاية دون كلل أو ملل، وحركة فتح تعتز به لأنه كان قائدا عظيما استطاع بحنكته وذكائه أن يتمكن من الوصول إلى قاتلي الشعب الفلسطيني، ورغم أنهم تمكنوا منه ، لكن حركة فتح استطاعت أن تصمد في وجه الاجتياح الإسرائيلي للبنان. إن حركة فتح رغم ما أصابها من موجة اغتيالات بحق قادتها، إلا أنها استمرت في النضال وما زالت مستمرة في كافة أشكال النضال من اجل الحرية وتحرير الوطن.
أبو علي حسن سلامة باق في ذاكرة كل شبل يتوق للحرية والخلاص من الاحتلال، ولن ينسى هذا القائد ما دام الشعب مصمم على النضال من اجل حريته التي تسلب يوميا على كل حاجز وعلى كل تلة فلسطينية مغتصبة ، لقد علمنا أبو علي حسن سلامة حب الوطن وأن الإنسان عليه أن لا ييأس وأن يستمر في كفاحه من اجل الوصول إلى الحرية.
إننا نستذكر بطلا قام بالدفاع عن وطنه ولم يعهده أحدا بأنه كان جبانا، بل عنيدا وصلبا في مواقفه وأنه لم يكن متخاذلا في يوم من الأيام ،إن هذا القائد باق في ذاكرتنا مهما نسمع عنه من مقولات من أناس يكرهونه ويحاولون التقليل منه.