أشرف أبوذريع.. القائمة لم تنته.!- عبدالله قنديل*
لست أدري بأي حال أتحدث عن حادثة ارتقاء الأسير المحرر أشرف أبوذريع بعد شهرين من تحرره من سجون الاحتلال وبالأخص من ما يعرف بعيادة سجن الرملة التي أضحت مسلخا حقيقيا لاستنزاف وتعذيب الأسرى الذين من المفترض أنهم يقيمون فيه لتلقي علاجا مناسبا، والذي يحدث فيه على العكس تماما.
الغريب أكثر أن الكثير منا كان يتوقع استشهاد أشرف أبوذريع في أية لحظة، والمعلومات الصحية الخاصة به كانت متوفرة لكل مختص ومهتم وباحث، وكانت متوفرة أيضا للجهات الرسمية في السلطة الفلسطينية ممثلة بوزارة أسرى حكومة فياض التي لا أدري حتى اللحظة كيف تحركت لإنقاذ أبوذريع.!
بعد نبأ استشهاد أشرف أبوذريع بدقائق قليلة استمعت لوالدته عبر إحدى الفضائيات وللوهلة الأولى ظننتها بخطابها القوي والمتماسك والمنظم مجرد متضامنة مع قضية الأسرى أو متابعة لملف الشهيد أشرف، ولقد سطرت أحرفا تبعث على العز والفخار حينما قالت بأنها غير نادمة بالمطلق على ما قام به أشرف، بل تشعر بالعزة والشموخ وأنها راضية كل الرضا عن ابنها فداء لفلسطين، وبرغم ما في هذا الجانب من إشراق إلا أنه يترك فينا شعورا بالتقاعس الداخلي عن نصرة أشرف وبقية إخوانه، فترى: هل لو كانت التحركات لمحاولة إنقاذ أشرف أبوذريع من سجنه وهو يعاني الأسقام، هل لو كانت هذه التحركات جدية ومدروسة ومبكرة ستعمل على إنقاذه؟ الإجابة لها عدة احتمالات من بينها نعم حتى ولو كان ضعيفا وهذا يديننا جميعا كفلسطينيين.
ساعة أتى الخبر ظننت ببراءة أو بعاطفة أن الغضب لن يؤجل للصباح، بل سنسمع ونرى ما يمكن أن يهدئ من روع آلاف الأسرى في السجون على الأقل الذين لم يؤجلوا افتتاح بيت العزاء للصباح بل ضجت غرفهم وزنازينهم بالبكاء والدعاء والغضب على فراق زميلهم الذي غادرهم أمام ناظريهم..!!!
وحينما انتظرنا للصباح أملا في انتظار شيئ كان الصباح مروعا للغاية، ومما كان فيه:
صباح كان الألم فيه يتقاطر من قلب أم الأسير الشهيد أشرف أبوذريع..
صباح أناته وأوجاعه أمست موتا اختطف أشرف وغادر..
صباح امتلأت فيه الصحف والمواقع ببياناتنا الصحفية العاجلة، ونقطة وسطر جديد..
صباح جلسنا في مكاتبنا الفارهة والمكيفة ونحن نستعجل المشروبات الساخنة..
أنا أتخيل أنني أشرب من دم أشرف، وأجلس على جثته، شعورا بالخزي لأننا بتنا فقط "ببغات" دون أن نقدم للأسرى شيئا يذكر.!
ترى: من بعدك يا أشرف؟ أتراه الشراونة، أم العيساوي.. لا ضير.. أنتم ترتقون ونحن نواصل السقوط، حسبكم ربكم.!!!
الغريب في الأمر أكثر يا سادة، أن نفس ما لاقاه أشرف لاقاه من قبله الأسير زهير لبادة الذي خرج من عيادة الرملة إلى المشفى ليمكث فيها أسبوعا ومن ثم يستشهد، وكذلك حدث بالتمام مع عدد آخر من الأسرى الذين خرجوا من الرملة ولم يمكثوا سوى أياما أو شهورا في أفضل الأحوال ليغادروا سريعا، وتحقيقا دوليا واحدا لم يفتح في هذه الحوادث المتكررة نتيجة الاهمال الطبي من مصلحة السجون الصهيونية.
ترى: من بعدك يا أشرف؟ أتراه الشراونة، أم العيساوي.. لا ضير.. أنتم ترتقون ونحن نواصل السقوط، حسبكم ربكم.!!!
*الناطق باسم جمعية واعد