نتائج إنتخابات الكنيست الإسرائيلي بددت الآمال بشأن حل الدولتين_حنا عيسى
تباينت الاراء في داخل المجتمع الاسرائيلي حول نتائج انتخابات الكنيست الاسرائيلي في دورته التاسعة عشر والتي جرت يوم الثلاثاء الموافق 22/1/2013 حيث خاضته 32 قائمة تنافست على 120 مقعد برلماني ..ورغم توقعات الكثير من المحلليين والكتاب بان اليمين برئاسة الليكود سيحصد اغلبية المقاعد في الكنيست جاءت النتيجة مخالفة لهذه التوقعات اذ أعطت النتائج الاولية 60 مقعدا لليمين و 60 مقعدا لأحزاب اليسار والوسط، وتشير التقديرات بان رئاسة الحكومة ستذهب لحزب الليكود نظرا لحصوله على اعلى الاصوات حسب الاجراء القانوني المتبع في اسرائيل لتشكيل الحكومة وإذا تعذر ذلك خلال الايام الاربعين القادمة سيكلف رئيس الدولة مجددا الحزب الذي يلي الليكود لتشكيل الحكومة الجديدة وهو حزب هناك مستقبل برئاسة يائير لابيد بالتحالف مع حزب العمل ، لكن الوضع ازداد سوءاً في داخل اسرائيل وخاصة بان اليمين واليسار متقاربين في النتائج مما يعني بان أي طرف لا يستطيع اتخاذ القرارات المصيرية حول الموازنة السنوية لدولة اسرائيل او اتخاذ قرارت مصيرية حول المفاوضات مع الجانب الفلسطيني او انهاء الملف الايراني، ولا ننسى بان الاحزاب الاسرائيلية اصبحت في مأزق حقيقي للتساوي الحاصل بين الكتلتين الاكبر اليمين واليسار . حيث ان هناك أحزاب فازت مثل حزب هناك مستقبل، قسم من اعضائه يتبع لليكود، وقسم يتبع للوسط، وقسم للمتدينين، بمعنى آخر لا يوجد تجانس سياسي بين اعضائه مما يلقي بظلاله على القرارات والتحالفات في داخل الكتل البرلمانية الاسرائيلية في الكنيست الاسرائيلي، ناهيك عن ان حزب شاس المتدين يتحفظ الدخول مع حكومة علمانية ما يعني ان الوضع السياسي غير مستقر على الحلبة السياسية الاسرائيلية.
والملفت للنظر بأن الوضع كذلك لن يكون مريحا للجانب الفلسطيني لانه لا يوجد طرف اسرائيلي يستطيع الحسم في القرارات السياسية في التعامل مع الجانب الفلسطيني إن كان على مستوى المفاوضات او الوضع النهائي للقضايا العالقة ، المؤجلة بين الطرفين " القدس ، المستوطنات ، اللاجئين ، المياه والحدود". وهناك الان سيعود تخبط في التحالفات الحزبية بين الكتل البرلمانية الاسرائيلية . كيف ينظر البعض الى الواقع الجديد بعد خروج اليمين من القبضة المطلقة في اتخاذ القرارات والتي كانت سائدة على مدار الاربع سنوات الماضية ؟ وهل بمقدور اي طرف في الوسط او اليسار ان يحسم في وضع اتخاذ القرارات في الوقت الراهن؟ فهذا مستحيل بحسب قراءة الخارطة السياسية في اسرائيل.
لذا، يمكن النظر إلى تقديرات الوضع القائم في إسرائيل إما بتحالف الليكود مع حزب هناك مستقبل ويشكلون كوته تحظى بالأغلبية البسيطة في داخل الكنيست وإما بتشكيل حكومة موسعة بين مختلف الأحزاب اليمينية واليسارية والوسطية او بتشكيل حكومة من اليسار والوسط في حال أخفق اليمين بتشكيل حكومة جديدة او ان يتحالف اليمين الإسرائيلي مع المتدينين المتشددين ويشكلون حكومة تحظى ب 50% + 1 او ان تذهب الكتل البرلمانية بعد فترة وجيزة الى انتخابات كنيست مبكرة لتسوية المأزق السياسي الذي سيعيشه المجتمع الإسرائيلي في الفترة القادمة .
لكن بالنسبة لنا كفلسطينيين سيكون الوضع صعبا للغاية لانه لا توجد جهة تستطيع حسم الأمور السياسية التفاوضية في أي كتلة من الكتل البرلمانية وبالتالي المراهنة على حل الدولتين أصبح مستحيلا؛ نتيجة التركيبة والنتائج التي تمخضت عنها انتخابات الكنيست الإسرائيلي في دورته التاسعة عشر