الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

خريف مصر- مصطفى زين


صادر «الإخوان المسلمون» الثورة المصرية. وصلوا إلى السلطة ليبدأ اختبارهم. لم يغيروا شيئاً في سياسة الحكم الذي حلوا مكانه. عجزوا عن تلبية المطالب الشعبية. عجزهم لم يكن نتيجة عدم خبرتهم، على ما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بل كان نتيجة طبيعية لمسيرتهم التاريخية ولرؤيتهم إلى الاقتصاد والاجتماع والسياسة، فهم محافظون وقفوا ضد أي محاولة للإصلاح. ولم تكن الشركات المالية التي أسسوها باسم الدين سوى أدوات لنهب الفقراء وصغار الملاكين، تشهد على تلك الفضائح التي رافقت هذه الشركات في ثمانينات القرن الماضي وتسعيناته.
رفع المتظاهرون في القاهرة شعار «خيرت الشاطر = جمال مبارك»، الأول يوهم الناس بأن سلوكه «شرعي» سيعيدهم إلى جنتهم التاريخية المفقودة، فيما الثاني يوهمهم بأنه سيدخلهم جنة الدول الرأسمالية المتقدمة. وكلاهما يعمل على إفقارهم، باعتماد الرأسمالية المتوحشة، على أن الشاطر يتصدق عليهم. والصدقة والإحسان جزء أساسي من أيديولوجية «الإخوان» التبسيطية للاقتصاد. بواسطتها، وبخطابهم الديني يعتقدون أنهم يحلون مشكلة الفقر.
كتب سمير أمين مقارناً حكم «الإخوان المسلمين» في مصر بالنموذج الباكستاني، حيث «يوجد برلمان بغالبية إسلاموية ومن ورائه مؤسسة عسكرية إسلامية هي الأخرى» لكن فشل النموذج كان، وما زال، مثالاً لفشل دول العالم الثالث، منذ انفصال إسلام آباد عن الهند في أربعينات القرن الماضي. وقارنه بنموذج حكم الإسلاميين في الصومال التي أصبحت عشرات الدويلات، ثم بالسودان، حيث أدت سياسة حسن الترابي ومن بعده إلى انفصال الجنوب، ويلوح في الأفق انفصال الغرب عن الخرطوم.
"الإخوان" ليسوا حزباً إسلامياً. هم حزب «يميني رجعي». لم يغيروا شيئاً من سياسة النظام السابق. علاقتهم بصندوق النقد الدولي وبالولايات المتحدة هي ذاتها علاقة نظامي مبارك والسادات.
هذا على المستوى الاقتصادي، أما على مستوى السياسة الخارجية فكان المصريون ومعظم العرب ينتظرون من الثورة إعادة القاهرة إلى لعب دورها الفاعل في قضاياهم الكثيرة، خصوصاً في هذه المرحلة التاريخية، بعد أكثر من ثلاثين سنة من انكفائها ووقوعها بما يشبه الغيبوبة لم تحركها كل التطورات الهائلة، من غزو لبنان واحتلال أول عاصمة عربية عام 1982 إلى الحروب الإسرائيلية المتعاقبة على غزة واحتلال العراق ومحاولات تقسيمه. أي أنها تركت مداها الحيوي في المشرق للسياسات الإسرائيلية والأميركية. ولم تتنبه إلى مداها الاستراتيجي الآخر في أفريقيا فتركت السودان ولم تعر منابع النيل اهتماماً يذكر، حيث استقطبت الدولة العبرية معظم الدول المحيطة بها من إثيوبيا إلى جنوب السودان.
منذ وصول «الإخوان» إلى الحكم لم يغيروا شيئاً في هذا السلوك أو في الخطاب الرسمي السابقين. بل اجتهدوا لتكريس سياساته، مؤكدين المحافظة على الاتفاقات وعدم النية لإعادة النظر فيها (رسالة الرئيس مرسي إلى «الصديق» شمعون بيريس). وحاولوا التنصل من تصريحات قديمة للرئيس عندما استعادها السيناتور جون ماكين لوصم مرسي باللاسامية.
همّ «الإخوان» تربية المجتمع على «الأخلاق الحميدة»، همّهم ماذا يلبس الناس وماذا يأكلون وكيف يتزوجون وينجبون، أما إدارة السياستين الداخلية والخارجية لتلبية متطلباته والنهوض به فمن النوافل.
ربيع «الإخوان» امتداد لخريف مصر.

 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024